شيئًا فشيئًا، تكشف إدارة "المهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني" برنامج الدورة الـ34، التي تُقام في نامور البلجيكية بين 27 سبتمبر/أيلول و4 أكتوبر/تشرين الأول 2019. البيان الأخير، الصادر عنها، ينقل عن إيرفي لو بوياز (مدير البرمجة) قوله إنّ إدارة المهرجان حاصلةٌ على 1200 فيلم، "لكننا في النهاية نختار 10% منها فقط". يُضيف لو بوياز أنّ المدعوين كثر، "لكن المختارين قلائل"، مشيرًا إلى أن هناك عملاً كثيرًا لا يزال ينتظر إدارة البرمجة، "لوجود أفلام عديدة يُفترض بنا مشاهدتها ومتابعتها ومعرفتها، خصوصًا على المستوى الدولي". ويرى أنّ البرمجة ستلتزم الخطوط الأساسية للمهرجان (السينما الفرنكوفونية في العالم)، وأنّها ستكون مبتكرة ومُثيرة لشغف المُشاهدة السينمائية، وانفعالية وعاطفية أيضًا، "كما في الأفلام الـ7 المختارة رسميًا لغاية الآن".
أول تلك الأفلام يحمل عنوان "آدم" (إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وبلجيكا، 2019)، أول روائي طويل للمغربيّة مريم توزاني، كاتبة السيناريو الخاص به مع السينمائي المغربي نبيل عيّوش: في كازابلانكا، تعيش الأرملة عبلة مع ابنتها (8 أعوام)، وتُعيل نفسها ووحيدتها بفضل دكان صغير لبيع الحلويات المغربية، التي تصنعها بيديها. لكن كلّ شيء يتبدّل، مع وصول سامية الحامل، الساعية إلى إجهاض الجنين، قبل أن تُغيّر رأيها، إثر تعرّفها على الأم وابنتها، وعيش تجربة إنسانية جميلة معهما.
يليه "ولع" (إنتاج مشترك بين بلجيكا وفرنسا، 2018) للبلجيكي فابريس دو وَالْز، الذي يسرد حكاية بول (14 عامًا) الوحيد والمنعزل. والدته تخدم في عيادة طب نفسي، بينما والده متخلٍّ عنهما منذ أعوام طويلة. في العيادة نفسها، يلتقي بول مراهقة تُدعى غلوريا، مُصابة بارتباكات نفسية. يُغرم بها، فيهربان معًا من عالم الكبار هذا. أما الفرنسي نيولا باريزي، فيجمع ـ في "أليس ورئيس البلدية" (فرنسا، 2019) ـ فابريس لوتشيني وأناييس دوموستييه: يمرّ بول ثيرانو، رئيس بلدية ليون، في مرحلة صعبة وحرجة للغاية، فهو عاجز عن ابتكار أي شيء جديد بعد 30 عامًا من العمل السياسي. يقترح أحدهم عليه التعاون مع أليس، المتخصّصة بالفلسفة. تتعدّد اللقاءات بينهما، وينشأ حوار عميق، يؤدّي بهما إلى حالات غير متوقّعة غالبًا.
في المقابل، يرتكز "وحوش" (رومانيا، 2019) لماريوس أولتيانو على حكاية دانا وآرتور، المتزوّجين منذ نحو 10 أعوام، واللذين يُقدّرهما المجتمع والعائلة والأصدقاء عندما يكونان معًا، لكنهما يُصبحان ملعونَين عندما يصبح كلّ واحد منهما لوحده. وهذا بسبب حاجاتهما ومعتقداتهما وما تمنحه الحياة لهما، وأيضًا بسبب أشباحهما. ذات يوم، سيواجهان تحدّيًا يطرح عليهما أسئلة كثيرة عن الانفعال والحب والعلاقة والناس.
من غواتيمالا، اختير Nuestras Madres (إنتاج مشترك بين بلجيكا وفرنسا وغواتيمالا، 2019) لسيزار دياز: عام 2018، يخضع البلد لوطأة محاكمة عسكريين "مُتّهمين" بأنهم سبب اندلاع الحرب الأهلية، على ضوء أقوال شهود عيان. إرنستو، باحث أنثروبولوجي في مؤسّسة للطب الشرعي، يُكلَّف بكشف هويات المفقودين. بفضل شهادة امرأة عجوز، يشعر أن هناك احتمالاً كبيرًا لمعرفة مصير والده، المختفي أثناء تلك الحرب. وخلافًا لرغبة والدته، يهجس إرنستو بهذه المسألة، محاولاً كشف خفاياها.
الإنتاج الفرنسي حاضر أيضًا بفضل إرفان لو دوك، وفيلمه الجديد "بيرْدريكس" (2019): بيار بيرْدريكس يعيش أيامًا محمومة، بعد دخول جولييت ويب إلى حياته. كإعصارٍ، تزرع الرغبات والفوضى في عالمه وعالم عائلته، فارضة على كلّ واحد إعادة تحديد حدوده، والبدء أخيرًا بعيش حياته. من جهتها، ترافق جنفياف دولود ـ دو سيلّيس، في "مستعمرة" (كيبيك/ كندا، 2019)، ميليا (12 عامًا)، الخجولة والبريئة، في لحظات استعدادها لمغادرة بلدتها، كي تلتحق بالمدرسة. بفضل جيمي، تتعرّف أكثر على بيئتها وعالمها، وعلى المرحلة العُمرية التي تمرّ بها، بما فيها من انفعالات وأهواء وتطلّعات.