وأعلنت شركة صناعة المنظومات القتالية الإسرائيلية "رفائيل" أن الحكومة الهندية أبلغتها رسمياً إلغاء صفقة بقيمة نصف مليار دولار. وكان يفترض أن تزود الشركة من خلال الصفقة الهند بـ 8 آلاف صاروخ مضاد للدبابات من طراز "سكايب" و300 قذيفة صاروخية أخرى.
وجاء هذا التطور عشية الزيارة التي سيقوم بها للهند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي ستمتد من 14 إلى 19 يناير/ كانون الثاني الجاري. وذكرت مجلة "الدفاع الإسرائيلي" في عددها الصادر أمس أن الهدف الرئيس لزيارة نتنياهو يتمثل في محاولة إنقاذ الصفقة، التي كانت حكومته تراهن عليها في توفير بيئة تسمح بمواصلة شركات السلاح الإسرائيلية عملها بما يضمن زيادة مداخيل الدولة وتشغيل المئات من الموظفين.
وأعادت المجلة للأذهان حقيقة أن تراجع الهند عن الصفقة يرجع إلى خلافات داخلية بين وزارة الدفاع في نيودلهي وشركات إنتاج السلاح الهندية. وأوضحت المجلة أن الصناعات العسكرية في الهند معنية بأن تقوم هي بإنتاج المنظومات التي يحتاجها الجيش الهندي من أجل تعزيز قدرتها على مواصلة تطوير التقنيات العسكرية التي تتطلبها المؤسسة العسكرية.
وأشارت المجلة إلى أن هناك مطالبات داخلية بتحويل الهند إلى دولة مصدرة للسلاح وليس مستوردة له فقط. وأوضحت المجلة أن هناك سبباً آخر يقلص من قدرة الصناعات العسكرية الإسرائيلية على التنافس في السوق الهندي ويتمثل في العروض التي تقدمها الصناعات العسكرية الأميركية والتي لا يمكن للصناعات العسكرية الإسرائيلية مجاراتها.
وشددت المجلة على أن ما يعزز رغبة الصناعات العسكرية الإسرائيلية لاستغلال السوق الهندي أن موازنة الهند الدفاعية ضخمة جداً بسبب حرصها على مواجهة التهديدات التي تشكلها كل من الصين وباكستان. ونوهت المجلة إلى أنه كلما استثمرت الصين وباكستان أكثر في مجال التزود بالمنظومات القتالية كلما زادت رغبة الهند في التزود بمنظومات منافسة.
وكانت صحيفة "ذي ماركير" الاقتصادية الإسرائيلية قد ذكرت أخيراً أن 665 شركة سلاح إسرائيلية استفادت من عروض تزويد الهند بالسلاح خلال العام 2016، منوهاً إلى أن 41 شركة سلاح إسرائيلية أضيفت إلى قائمة مزودي السلاح للهند في نفس العام مقارنة بعام 2015.
وإلى جانب تراجع الرهان على العوائد الاقتصادية للعلاقة مع الهند، فإن إسرائيل محبطة تماماً من العوائد السياسية والدبلوماسية لهذه العلاقة. وقد احتجت وزارة الخارجية الإسرائيلية أخيراً على تصويت الهند إلى جانب مشاريع القرار الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مقالٍ نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، سخر المعلق ران إيدليست من حديث نتنياهو عن تعاظم مكانة إسرائيل الدولية، سيما على صعيد تطور العلاقة مع الهند. وحسب أدليست فإن تصويت نيودلهي ضد قرار ترامب يدلل على أن دول العالم التي تباهى نتنياهو بتطور العلاقة معها غير مستعدة لدعم التوجهات المتطرفة لحكومته.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "جيروسلم بوست" في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الهند تحاول موازنة العلاقة مع إسرائيل من خلال تحسين العلاقة مع العالمين العربي والإسلامي. وأشارت إلى أن الهند ستستضيف قبل زيارة نتنياهو وزير المواصلات الإيراني بهدف افتتاح الخط الذي يربط الهند بأوروبا والذي سيمر بإيران. وأشارت الصحيفة إلى نيودلهي ستستضيف أيضاً وزير خارجية مصر سامح شكري ومسؤولين من الخليج.