وظلت المدارس مفتوحة طوال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا، لأطفال العاملين الرئيسيين والأطفال الضعفاء. ولكن ابتداءً من يوم الإثنين، كان من المتوقّع أن تفتح معظم المدارس الابتدائية أبوابها لمزيد من التلاميذ، إلا أن المدرّسين بغالبيتهم العظمى يقولون إنهم غير قادرين على استيعاب جميع مجموعات السنوات الثلاث، مع الالتزام بمعايير السلامة والمحافظة على التباعد الاجتماعي والعدد الأقصى المسموح به داخل الصفوف.
ويتوقع المسؤولون في المدارس الابتدائية، أن 47 في المائة من العائلات ستبقي أطفالها في المنزل، مع ارتفاع النسبة إلى 50 في المائة، بين التلاميذ المؤهلين للوجبات المدرسية المجّانية، وذلك وفقًا لمسح أجرته المؤسسة الوطنية للبحوث التربوية.
وقسّمت بعض المدارس الطلاب لصفين منفصلين، إذ يأتي نصف الطلاب يومي الإثنين والثلاثاء والنصف الآخر يومي الخميس والجمعة، ويبقى يوم الأربعاء إجازة تسمح بتنظيف عميق للمكان.
وتواصل "العربي الجديد" مع عدد من الأهالي الذين عبّروا عن حيرتهم وقلقهم إزاء ما يجري، فقالت يولاندا راتينسكا، وهي أم لثلاثة أطفال، أحدهم في السنة السادسة، أي من ضمن الطلاب الذين ينبغي أن يعودوا اليوم للدراسة، إنّها لم ترسل ابنتها اليوم لأنّ الحكومة فرضت ألا يزيد عدد الطلاب في الصف عن الـ 15، وبما أنّ مساحة وصفوف المدرسة التي تتعلّم فيها ابنتها صغيرة، فقد أعطت الإدارة الأولوية لأبناء العمّال الأساسيين وأبلغتها أنّ لا مكان لطفلتها. أمّا بالنسبة لابنها وابنتها الثانية، سنة ثانية وسنة ثامنة، فلم تُطلب منهما العودة حتى الآن.
بدورها، تقول بياتا إنّ ابنتها لينا سنة أولى، كان ينبغي أن تعود اليوم إلى المدرسة، لكنّها اختارت أن تبقيها في المنزل لأنّها قلقة ولا تريد أن تخاطر بحياة ابنتها أو أي أحد من أفراد عائلتها. وتضيف في حديثها لـ "العربي الجديد"، أنّ الحكومة أعطت الخيار للأهالي هذه المرّة، وأعلنت أنّها لن تفرض عليهم أي غرامات أو عقوبات في حال عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس كما كان يحدث في الأيّام العادية.
أمّا أوليفر، وهو طالب سنة 12، وهي السنة التحضيرية لامتحانات الثانوية، وتعتبر هامّة جداً، فيقول إنّ المدرسة أبلغته بضرورة الاجتماع بمدرّسيه خلال هذا الأسبوع أو ربّما العودة للدراسة إن أمكن، لكنّها حتى اليوم لم تحدّد كيفية القيام بذلك.
ونقلت صحيفة "ذا غارديان"، أنّه ومع وجود أكثر من مليوني طفل في إنكلترا في سنة الاستقبال، والسنة الأولى والسنة السادسة، من المرجح أن يبقى حوالي مليون طفل في المنزل عندما تفتح المدارس للتلاميذ الذين لا يصنّف أهاليهم من ضمن العمال الرئيسيين.
وعلى الرغم من محاولة تشجيع الآباء على إعادة أبنائهم إلى المدرسة، إذ طمأن وزير التعليم، جافين ويليامسون، الأهالي والمعلّمين، لافتاً إلى أنّ رفاهية وسلامة الأطفال والموظفين من ضمن أولوياتهم، حذّر عدد من العلماء البارزين، من أنه من السابق لأوانه رفع الحظر في المملكة المتحدة، لأن عدوى كوفيد 19 لا تزال مستمرّة في الانتشار في المجتمع.
من جهتها، دعمت المؤسسة الوطنية للبحوث التربوية، استطلاعاً جديداً أجرته الجمعية الوطنية لمديري المدارس، أظهر أن 12 في المائة فقط من مديري المدارس، قالوا إنهم سيكونون قادرين على استيعاب جميع الأطفال المسموح لهم بالعودة يوم الإثنين. بينما قال أكثر من 10 في المائة منهم، إنّهم لن يتمكنوا من استيعاب المزيد من الطلاب، هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وقال الـ78 في المائة المتبقون، إنهم يستطيعون استقبال عدد أقل من الأطفال، أو إنهم سيضطرون إلى تنظيم الفصول الدراسية في أيام مختلفة.
ولا يزال عدد من المجالس البلدية يعارض إعادة فتح الحكومة للمدارس في 1 يونيو/حزيران. ونصح مجلس مقاطعة لانكشاير الذي يسيطر عليه المحافظون، بعدم إعادة فتح المدارس، مشيراً إلى أن برنامج الاختبار والتتبع التابع للحكومة، لا يزال غير مهيّأ، للاستجابة والحد من تفشي فيروس كورونا في الوقت المناسب.
ويأتي ذلك مع تخفيف إجراءات الإغلاق في بريطانيا، بما في ذلك السماح لمجموعات من ستة أشخاص بالاجتماع في الخارج.
وتطالب النقابة الوطنية للتعليم بمزيد من "الفحوص والأدلة العلمية المتينة" من أجل "إعادة الفتح في الوقت الملائم، فيما تبدي جمعية رؤساء المدارس والكليات مخاوف حيال "مشكلات لوجستية كبرى".وأقرت مديرة مدرسة ابتدائية في وورسستر بغرب إنكلترا برايوني باينز، بأنه "لا يمكننا أن نعد الأهل فعليا بأن أطفالهم سيبقون على مسافة مترين الواحد من الآخر طوال الوقت".
وكتب وزير التربية غافين ويليامسون، في صحيفة "ذي دايلي تلغراف" المحافظة: "أفهم أن يكون البعض لا يود أن تفتح المدارس مجددا منذ الآن. لكننا بحاجة إلى المضي قدما، وعلينا أيضا التثبت من أن أطفالهم لا يتراجعون".
ودعت مفوضة الطفولة آن لونغفيلد في الصحيفة ذاتها الحكومة إلى تنظيم دورات صيفية في يوليو، تموز وأغسطس/آب لمساعدة الأطفال "الأكثر فقرا" للتعويض عن التأخير خلال أشهر الحجر المنزلي، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس".