بعد اختتام منافسات كأس العالم، الأحد الماضي، تبدأ اليوم الثلاثاء، في مدينة فورتاليزا في البرازيل القمة السادسة لمجموعة الدول الناشئة، صاحبة الاقتصادات الكبرى، التي تعرف اختصاراً بمجموعة "بريكس". وتضم هذه المجموعة خمس دول هي: البرازيل والهند والصين وروسيا وجنوب إفريقيا وتعقد اجتماعات دورية.
بريكس هو مختصر الحروف الأولى باللغة اللاتينية BRICS المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في ييكاتيرينبرغ، روسيا في حزيران 2009 حيث تم الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
ويلاحظ أن اسم "بريكس" أخذ الحرف الإنجليزي الأول من كل دولة. ومجموعة بريكس ليست تكتلاً تجارياً، كما أنها ليست منظمة تجارية بالمفهوم الذي يمنح مزايا وامتيازات للأعضاء. لكن المجموعة تتكون من دول تلتقي بشكل منتظم منذ ست سنوات لتنسيق بعض السياسات التي تخص الاقتصادات الناشئة وتلمس الدور المستقبلي للاقتصادات الناشئة.
ويسعى رؤساء دول "بريكس" خلال القمة التي تستمر، حتى يوم غد في البرازيل، إلى تأسيس صندوق جديد للنقد ومصرف للتنمية يكونان بمثابة بديل من صندوق النقد والبنك الدوليين أو منافسين لهما على الأقل.
وهنالك انتقادات واسعة بين دول الاقتصادات الناشئة لدور هاتين المؤسستين الدوليتين.
ويعتقد مسؤولون في الدول الناشئة أن صندوق النقد والبنك الدوليين يستخدمان لخدمة أغراض سياسات الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بالدرجة الأولى أكثر من خدمتهما أغراض اقتصادات الدول الناشئة.
ويتوقع بعض أن يتجاوز رؤساء الدول الخمس في هذه الاجتماعات الخلافات السابقة في شأن توزيع الحصص، وأن يتم إقرار تأسيس صندوق للاحتياط النقدي بقيمة 100 مليار دولار ومصرف للتنمية برأس مال 50 مليار دولار.
وحسب تصريحات مصادر هندية لوكالة بلومبيرج، ما تزال المشاورات جارية حول توزيع الحصص بين الدول الخمس. وقالت المصادر أن الهند ترغب في أن تقسم الحصص حسب المساهمات المالية وليس على أساس الثقل الاقتصادي.
إلى ذلك يقول كبير الاقتصاديين في معهد" بيتر انستيتيوت" في واشنطن في تعليقات حول خطوة تأسيس صندوق بريكس وبنك التنمية "الخطوة ولدت من الإحباطات الخاصة لهذه الدول عن دور صندوق النقد والبنك الدوليين".
وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40 % من سكان الأرض. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا، حسب مجموعة جولدمان ساكس البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001. ومن المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو نادياً سياسياً فيما بينها مستقبلاً.
يذكر أن الولايات المتحدة رفضت إجراء إصلاحات واسعة على صندوق النقد الدولي خلال اجتماعات الربيع الماضي.