14 يناير 2018
قمة الكويت الخليجية
ما أحوج زعماء الخليج اليوم للحكمة وبُعد النظر، وهم يركبون السفينة، فمن يخرقها منهم يلزمه أن يراعي مصير ركابها ومصلحة من يملكها، وما يجنّبهم بطش الذي من ورائهم وظلمه، يأخذ كل سفينة غصباً. ولكن هذا يتطلب صبراً جميلاً وإن اختلفت الرؤى الإصلاحية لدى الجانبين، فرغم خرق الخضر للسفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار وإنكار موسى لذلك، فقد كان يبحث عن تأويل يؤمن أن الخضر سيروي غليله منه وقد كان. فما بين حكمة الخضر وصبر موسى تتداعى أمواج التقاربات والتآلف في الفكر والقناعات.
تأذّى البيت الخليجي من تصدعات في جدرانه، أنهكته وفتحت مسارات للأضواء لتتغلغل في جوفه، وكشفت كثيراً من المستور الذي ما كان لينكشف للمارة، لو أنّ سكان هذا البيت أحسوا بالخطر الذي اجتروه بأيديهم، وهل يقبل العربي أن تحوم الأضواء حول خيمته، وهو حامي حريمها وفارس حماها وفي هؤلاء المارة المتطفل والمُتشفِّي والحاقد والصعلوك؟ إصلاح هذا التصدّع هو مسؤولية الجميع، ولا يُعذر منهم أحد، حُكام ومحكومون، شعوب وقادة.
جاء انعقاد قمة الكويت مثقلاً بالجراح وتباينات في المواقف والأفكار وتبادل اتهامات زادت هوة الخلاف اتساعاً، فهل سيبكي أبناء الخليج، لأنّ ليس في قيادتهم رجل رشيد؟ لا، ففي القادة من صقلتهم الأيام وعركتهم المحن، لكنهم قابلوها بصدور قوية وصبر على القواسي. الفرصة سانحة الآن لصفو ما تكدّر وجبر ما انكسر ولسنا في معركة لنقول: من انتصَر، بل لنقول: هنيئًا لمن غَفَر وعلى زلات أخيه صبَر.
ليس في تاريخ العرب حرب مثل داحس والغبراء، فقد امتدت أربعين سنة، قضى فيها خيرة بني غطفان من عبس وذبيان. لكنهم احتكموا لصوت العقل، وكان الصلح سيد الأحكام، وانتهت الحرب، بعد قيام شريفين من القبيلة ما زال التاريخ يذكرهما، هما الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان، فأديا من مالهما ديات القتلى، وأطفآ بذلك سعير حرب طحنت الجانبين، حتى أن زهير بن أبي سلمى مدحهما، وحمد لهما هذا الفعل في معلّقته. وما زالت صفحات التاريخ تُخلد حُسن الصنيع لمن يفعله والمجد ليس بعَصِّي لمن يطلبه.
سيؤدي فقدان أي ركن من أركان البيت الخليجي إلى انهيار وحدته، وتدخل أطراف ما كانت لتدخل، لو حُلت المشكلات داخلياً، فقد بات جلياً أن سياسة التعنُّت لن تجدي شيئاً، فلا هي أضعفت هذا ولا ألانت قلب ذاك، وقد يجمع الله بين الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
تأذّى البيت الخليجي من تصدعات في جدرانه، أنهكته وفتحت مسارات للأضواء لتتغلغل في جوفه، وكشفت كثيراً من المستور الذي ما كان لينكشف للمارة، لو أنّ سكان هذا البيت أحسوا بالخطر الذي اجتروه بأيديهم، وهل يقبل العربي أن تحوم الأضواء حول خيمته، وهو حامي حريمها وفارس حماها وفي هؤلاء المارة المتطفل والمُتشفِّي والحاقد والصعلوك؟ إصلاح هذا التصدّع هو مسؤولية الجميع، ولا يُعذر منهم أحد، حُكام ومحكومون، شعوب وقادة.
جاء انعقاد قمة الكويت مثقلاً بالجراح وتباينات في المواقف والأفكار وتبادل اتهامات زادت هوة الخلاف اتساعاً، فهل سيبكي أبناء الخليج، لأنّ ليس في قيادتهم رجل رشيد؟ لا، ففي القادة من صقلتهم الأيام وعركتهم المحن، لكنهم قابلوها بصدور قوية وصبر على القواسي. الفرصة سانحة الآن لصفو ما تكدّر وجبر ما انكسر ولسنا في معركة لنقول: من انتصَر، بل لنقول: هنيئًا لمن غَفَر وعلى زلات أخيه صبَر.
ليس في تاريخ العرب حرب مثل داحس والغبراء، فقد امتدت أربعين سنة، قضى فيها خيرة بني غطفان من عبس وذبيان. لكنهم احتكموا لصوت العقل، وكان الصلح سيد الأحكام، وانتهت الحرب، بعد قيام شريفين من القبيلة ما زال التاريخ يذكرهما، هما الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان، فأديا من مالهما ديات القتلى، وأطفآ بذلك سعير حرب طحنت الجانبين، حتى أن زهير بن أبي سلمى مدحهما، وحمد لهما هذا الفعل في معلّقته. وما زالت صفحات التاريخ تُخلد حُسن الصنيع لمن يفعله والمجد ليس بعَصِّي لمن يطلبه.
سيؤدي فقدان أي ركن من أركان البيت الخليجي إلى انهيار وحدته، وتدخل أطراف ما كانت لتدخل، لو حُلت المشكلات داخلياً، فقد بات جلياً أن سياسة التعنُّت لن تجدي شيئاً، فلا هي أضعفت هذا ولا ألانت قلب ذاك، وقد يجمع الله بين الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.