اختتمت الدورة الـ25 للقمة العربية، المنعقدة في الكويت، اليوم الأربعاء، بتلاوة "إعلان الكويت"، كما كان متوقعاً، بدل أن يكون بياناً ختامياً، ما يدل على عمق الخلافات والأزمات التي تضرب دول الجامعة العربية، والتي حالت دون اتفاقهم على الحدّ الأدنى الذي يستدعي إصدار بيان ختامي. مع ذلك بشرت القمة بانفراج في الأزمة الخليجية، ومنحت "الائتلاف الوطني" السوري المعارض مقعد سوريا في القمة المقبلة، التي تنعقد في مصر.
الفرق بين الإعلان والبيان، أن الأول يصدر عن الدولة المضيفة، وهي بهذه الحالة الكويت، التي نشطت دبلوماسياً خلال الأسابيع الماضية لعقد القمة في ظل الخلافات العربية المتعددة الأوجه والأبعاد، الى حدّ أن مجرد عقد القمة اعتُبر نجاحاً بحدّ ذاته. أما البيان، فيصدر عن القمة نفسها، بحيث يتفق المجتمعون على مجموعة من التوصيات والقرارات بهدف تنفيذها. وبما أن التوافق لم يكن متوفراً، فقد اكتفى المجتمعون بإصدار "إعلان الكويت".
رغم انتهاء القمة بإعلان، قال وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، والذي أعقب تلاوة البيان، إن الأيام المقبلة تبشر بانفراجة في الأزمة الخليجية بين السعودية والامارات والبحرين من جهة، وبين قطر من جهة ثانية. وهو ما عاد وأكد عليه أيضاً العربي.
وأعلن العربي، من جهته، عن منح المقعد المخصص لسوريا الى "الائتلاف الوطني" المعارض ابتداءً من القمة المقبلة، على ألا يترتب عن ذلك أي التزامات على القمة في ما يتعلق بالسيادة السورية. واعتبر أن قمة الكويت كانت ناجحة بكل المعايير.
وتلا "إعلان الكويت" وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله، وسط غياب غالبية الرؤساء والملوك والأمراء العرب، باستثناء قلة، بينهم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، وحلّ مكان الرؤساء والأمراء والملوك، وزراء خارجية كل بلد أو من ينوب عنهم حتى. ودعا الإعلان، المجتمع الدولي، الى حلّ الأزمة السورية بما يرضي "مطالب الشعب"، التي أخذت حيزاً واسعاً من اهتمام المجتمعين.
وشدد على رفض الدول العربية بالمطلق الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وتكريس الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية، ودعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحل الصراع مع إسرائيل. وأكد "التضامن مع لبنان"، وحيّا "مقاومة لبنان بصمودها في مواجهة إسرائيل لا سيما في 2006"، والحرص على سلامة الدول العربية ووحدة أراضيها.
وتعهد الزعماء العرب، في ختام اجتماعهم، بالعمل من أجل إنهاء الخلافات العربية البينية. وقال الجار الله إن "الدول العربية تتعهد بالعمل بحزم لوضع نهاية لخلافاتها".