ودعا البيان الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وحمل عنوان "إعلان شرم الشيخ"، خلال الجلسة الختامية صباح اليوم الأحد، إلى "إنشاء قوة عربية مشتركة، وقال العربي: "نؤكد احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة، بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومي العربي".
وأضاف العربي: "نعقد العزم على توحيد جهودنا والنظر في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية، لصيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات المرتبطة بالممارسات الإجرامية لجماعات العنف والإرهاب". ودعا البيان المؤسسات الدينية في الوطن العربي إلى تجديد الخطاب الديني.
وتعهد القادة العرب، بحسب البيان، بأن "نبذل كل جهد ممكن وأن نقف صفاً واحداً حائلاً دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية مآربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية، على أسس جغرافية أو دينية أو مذهبية أو عرقية، حفاظاً على تماسك كيان كل دولة عربية وحماية لأراضيها وسيادتها واستقلالها ووحدة ترابها وسلامة حدودها والعيش المشترك بين مواطنيها في إطار الدولة الوطنية الحديثة التي لا تعرف التفرقة أو تقر التمييز".
وفي ما يتعلق باليمن، أوضح الإعلان أن "التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا تحتاج إلى استرسال في التوصيف، بقدر الحاجة إلى التدابير اللازمة للتصدي لها، وقد تجلى ذلك بشكل ملموس في المنزلق الذي كاد اليمن أن يهوي إليه، وهو ما استدعى تحركاً عربياً ودولياً فاعلاً بعد استنفاد كل السبل المتاحة للوصول إلى حل سلمي ينهي الانقلاب الحوثي ويعيد الشرعية، وسيستمر إلى أن تنسحب المليشيات الحوثية وتسليم أسلحتها، ويعود اليمن قوياً موحداً".
وأضاف: "نعقد العزم على توحيد جهودنا والنظر في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية لصيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الراهنة والتطورات المتسارعة، خاصة تلك المرتبطة بالممارسات الإجرامية لجماعات العنف والإرهاب والتي تتخذ الدين ذريعة لوحشيتها".
وحول القضية الفلسطينية، جدد الإعلان التأكيد "على محورية القضية الفلسطينية، كونها قضية كل عربي، فسيظل التأييد العربي التاريخي قائماً حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية، ووفقاً لمبادرة السلام العربية".
وفي ليبيا، أضاف البيان: "أما في ليبيا فقد أورثت المرحلة الانتقالية منذ عام 2011 دولة ضعيفة، ازدادت ضعفاً إثر انتشار وسيطرة قوى متطرفة معادية لمفهوم الدولة الحديثة على مناطق ليبية، فضلاً عن تدخلات قوى خارجية تسعى لتوجيه مستقبل الشعب الليبي".
وأشار الإعلان إلى "معاناة العراق منذ عام 2003 من عمليات إرهابية ممنهجة أثرت سلباً على قدرته في بسط سيطرته على كامل أراضيه وضبط الاستقرار فيه، فضلاً عن عنف في سورية أنتج تطرفاً حولها إلى ساحة لصراعات إقليمية ودولية بالوكالة، مما أفضى إلى غياب دور الدولة ومؤسساتها عن ربوع البلاد، وعدم قدرتها على حماية شعبها والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها".
وشدد البيان على "ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وعلى انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، وكذلك على إخضاع جميع المرافق النووية لدول منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، لنظام الضمانات الدولية الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقال البيان الختامي إن "تحقيق التكامل الاقتصادي العربي هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي، بما في ذلك استكمال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتحقيق الأمن الغذائي ومبادرة السودان في هذا الشأن، وكذلك التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للموارد وتضييق الفجوة الغذائية العربية والإدارة المستقبلية للموارد المائية، تحقيقاً للأمن المائي العربي".
من جهته، دعا رئيس وزراء الأردن عبد الله النسور في كلمة بلاده أمام القمة إلى ضرورة التعاون والتنسيق والعمل العربي الجماعي وصولا إلى استراتيجية عربية شاملة تعالج خطر تجدد الإرهاب والعنف الطائفي والسياسي الذي تشهده المنطقة والذي يسعى إلى تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الإنسانية النبيلة.
اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" تستهدف معقل الحوثيين بصعدة.. وهادي إلى الرياض