أثارت زيارة زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، إلى بغداد، ولقاؤه رئيسَ الحكومة عادل عبد المهدي، المخاوف من "صفقة" بشأن كركوك، ودعا مسؤولون عن المحافظة إلى الإفصاح عن مضمون القمة، على أن يعقدوا اجتماعاً لبحث مجريات الأحداث السياسية، خاصة تلك التي تتعلق بمحافظتهم.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع البارزاني، وصف عبد المهدي زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بأنه "أحد القادة البارزين على مستوى المنطقة والعالم"، وأنّ زيارته إلى بغداد "تكتسب أهمية كبيرة"، موضحاً أنّ للبارزاني برنامجاً "حافلاً ومكثفاً من اللقاءات مع القوى العراقية".
من جهته، قال البارزاني خلال المؤتمر الصحافي، إنّ "زيارتي إلى بغداد هي من أجل تهنئة أخي وصديقي دولة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة"، مضيفاً أنه "ملتزم بالاتفاق الذي أبرمناه مسبقاً، ولكي نتسامى، فأنا أناديه (عبد المهدي) بأبي هاشم، وهو يناديني بأبي مسرور".
وأشار إلى أنه كان لعبد المهدي دورٌ كبير في صياغة الدستور، ومواقف كبيرة أخرى، واستبشرنا خيراً بتوليه منصب رئيس الحكومة العراقية"، معرباً عن "الدعم الكامل لعبد المهدي"، ومشدداً على "مواصلة العمل لتعزيز العلاقات والثقة التي كانت موجودة أصلاً، وحل الإشكالات العالقة".
وبالنسبة إلى تفاصيل الزيارة، أوضح مسؤول مقرب من مكتب عبد المهدي، لـ"العربي الجديد"، أن "الجانبين عقدا اجتماعاً موسعاً لبحث عدد من الملفات السياسية، أهمها ملف تشكيل الحكومة، وحصة الأكراد فيها".
ولفت المصدر إلى أنّ "الملفات العالقة بين بغداد وأربيل كانت من الأهم التي تمّ بحثها بين الجانبين"، مبيناً أنّ "البارزاني ركز على موضوع عودة البشمركة إلى كركوك، وأكد أنّ عودتها بنسبةٍ معينة، ستقلل من حدة الخلاف، وتسهل من حلّ الأزمات العالقة بين الجانبين".
وأشار إلى أنّ "الجانبين متقاربان بوجهتي نظريهما تجاه حلّ الأزمات بين بغداد وأربيل"، واصفاً الاجتماع بـ"المتميز على مستوى يؤشر على صفحة جديدة من العلاقات المشتركة".
وأثارت هذه الزيارة مخاوف مكونات محافظة كركوك، من عقد اتفاقيات وصفقات بشأن المحافظة.
وفي هذا الصدد، صرّح القيادي التركماني في "تحالف الإصلاح"، عبد الله البياتي، لـ"العربي الجديد"، بأنه "يتحتم على عبد المهدي أن يكشف الملفات التي بحثها مع البارزاني، وأن يطلع مكونات كركوك عليها"، مشدداً على خشية "التحالف" من "عقد صفقات جديدة تعيد البشمركة وسيطرة الكرد على المحافظة"، ومبيناً أنّ "مسؤولي المحافظة من العرب والتركمان سيعقدون اجتماعاً لبحث مجريات الأحداث السياسية، وسنخرج برؤى مشتركة تخدم كركوك، بكل مكوناتها".
وشدد البياتي على "أهمية أن يعمل عبد المهدي على حسم ملف كركوك، وفقاً لتوافق مكوناتها".
ولم تقتصر المخاوف من زيارة البارزاني إلى بغداد، على العرب والتركمان فقط، بل شملت الأحزاب الكردية المعارضة.
وأكدت القيادية في "حركة التغيير" الكردية المعارضة، تافكة أحمد، في تصريح صحافي، أن "الاتفاقات التي يبرمها البارزاني مع عبد المهدي غير ملزمة للإقليم وللشعب الكردستاني"، معتبرة أن الزيارة "تهدف إلى تقاسم الكعكة، والحصول على مكاسب إضافية للحزب الديموقراطي في المناصب بالحكومة العراقية".
وتعد زيارة البارزاني إلى بغداد الأولى من نوعها بعد أزمة استفتاء انفصال كردستان الذي أجري نهاية أيلول/ سبتمبر 2017، والذي تسبب بأزمات وتوترات بين بغداد وأربيل.