دخلت قوات من "البشمركة" الكردية العراقية مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، مساء أمس الجمعة، بحسب ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، تزامناً مع تصاعد حدة الاشتبكات داخل المدينة بين مقاتلي "داعش" والقوات الكردية.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "المقاتلين دخلوا بأسلحتهم عين العرب من تل الشعير من جهة الغرب في عشر سيارات".
ولم يستطع عبد الرحمن أن يحدد ما إذا كان كل عناصر "البشمركة" الموجودين في تركيا دخلوا المدينة.
وأوضح أن "المقاتلين لم يعبروا عبر نقطة مرشد بينار الحدودية، بل عملت جرافات على فتح طريق لهم عبر تل الشعير الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب"، مشيراً إلى أن دخولهم سبقته "غارات جديدة لقوات التحالف على مناطق عدة في عين العرب"، مضيفاً: "تدور حالياً معارك عنيفة على كل محاور المدينة بين تنظيم (الدولة الاسلامية) ووحدات حماية الشعب".
وكانت قوات "البشمركة"، التي تنتظر في تركيا منذ يومين، قد تحركت نحو الحدود السورية، استعداداً لدخول عين العرب للمشاركة في التصدي لهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش).
وذكر مراسل وكالة الأناضول أن "قوات (البشمركة) خرجت مساء اليوم، الجمعة، من مقر تمركزها، في بلدة سوروج التابعة لولاية شانلي أورفا، جنوب تركيا، والتي تنتظر فيها منذ يومين".
وتحركت تلك القوات وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها شرطة العمليات الخاصة، وقوات الدرك التركية، لتأمين "البشمركة" التي بحوزتها عدة أنواع من الأسلحة الثقيلة، منها "الدوشكا"، وصواريخ "كاتيوشا"، ومدافع الهاون، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخائر.
وكان رتل من "البشمركة" المحمّل بأسلحة ثقيلة قد دخل تركيا الأربعاء الماضي عبر معبر الخابور قادماً من شمال العراق، وانتقل براً برفقة قوات الأمن، إلى بلدة سوروج الحدودية مع سورية.
والتقى الرتل في سوروج مجموعة أخرى من "البشمركة" قادمة من شمال العراق أيضاً، كانت قد وصلت تركيا بطائرة خاصة فجر اليوم ذاته، وتوجهت إلى سوروج التي وصلتها الخميس الماضي، وانتظر الرتلان في تلك البلدة حتى تحركهما اليوم.
كما أفاد مراسل الأناضول، أمس الجمعة، بأن "حدة الاشتباكات بين المجموعات الكردية وتنظيم (داعش)، في عين العرب تركزت عند معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا".
وأوضح أن "الاشتباكات تصاعدت حدتها داخل المدينة وفي جهتها الشرقية، خلال ساعات المساء، رغم تساقط الأمطار على المنطقة"، مؤكداً أن "الطرفين يشتبكان من مسافة قريبة، حيث استخدمت في المواجهات أسلحة متنوعة، خصوصاً في المنطقة القريبة من المعبر الحدودي"، مضيفاً أن "طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، تقصف مواقع (داعش) من حين لآخر".