واصلت قوات "سورية الديمقراطية"، اليوم الثلاثاء، تقدمها جنوب مدينة منبج، التي تُعتبر من أبرز معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بريف حلب الشرقي، إذ تدور مواجهات بين الجانبين في الأحياء الجنوبية، التي خسر التنظيم فيها عدداً من نقاط تمركزه، في مقابل شنه هجوماً بريف محافظة الرقة الشمالي، استعاد بعده السيطرة على قريتين خسرهما في وقت سابق.
وقالت مصادر محلية في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "معارك "قوات سورية الديمقراطية" ضد "داعش" احتدمت على الأطراف الجنوبية لمنبج، حيث تتقدم القوات المهاجمة ببطء، وسط شن طيران التحالف الدولي غارات جديدة على مواقع التنظيم هناك".
وسيطرت القوات، التي تُشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، على عدد من نقاط تمركز التنظيم في القسم الجنوبي الغربي للمدينة، إذ ذكر المتحدث باسم "المجلس العسكري لمنبج وريفها"، المنضوي تحت راية "قوات سورية الديمقراطية"، شرفان درويش، في تصريحاته، اليوم، أن هذه القوات "سيطرت على مبنى المرور جنوب غرب المدينة، كما دخلت قواتنا حيي الكرامة والحزاونة وبدأت عملية تمشيط بهما".
من جهته، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ظهر اليوم، عن أن المعارك مستمرة بين الجانبين، "حيث تتركز الاشتباكات في حي الحزاونة الذي تقدمت إليه "قوات سورية الديمقراطية" بعد تثبيتها السيطرة على دوار المطاحن، عقب نحو 4 أيام من المعارك العنيفة في جنوب المدينة".
ومنذ إعلان "قوات سورية الديمقراطية" بدء الهجوم الذي يهدف لطرد "داعش" من مدينة منبج، التي تقع شرق نهر الفرات، وتبعد عن الحدود التركية جنوباً نحو 33 كيلومتراً، أحرزت تقدماً سريعاً في أرياف المدينة، وسيطرت على عشرات القرى والمزارع، قبل أن تأخذ هذه العمليات العسكرية طابع الكر والفر عند وصولها إلى أطراف المدينة.
وقد شن التنظيم سابقاً عدة هجماتٍ معاكسة، استخدم في معظمها السيارات المفخخة، آخرها الأحد الماضي، عندما نجح باستعادة منطقة صوامع الحبوب الاستراتيجية، كما شن هجوماً آخر بالمفخخات في قرية الخطاف، أوقع قتلى في صفوف "قوات سورية الديمقراطية"، التي اضطرت للتراجع يومها إلى دوار الكتاب عند المدخل الغربي للمدينة.
وفي سياق متصل بالمواجهات بين الجانبين، لكن في ريف الرقة الشمالي، قال مصدر في حملة "الرقة تذبح بصمت" التي يديرها ناشطون يتحدرون من المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إن "اشتباكات عنيفة دارت غرب مدينة عين عيسى، بين "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية"، نجح بعدها التنظيم في السيطرة على قرية السويدان"، كما أحرز، اليوم، تقدماً آخر شمال الرقة، إذ "سيطر على قرية المغارة بعد اشتباكات ضد المليشيات الكردية".
وأدت المواجهات بريف الرقة الشمالي بين الجانبين، بحسب المصدر، إلى حركة نزوح للسكان، خاصة من قرية السويدان والقرى المجاورة، نحو مناطق قريبة أكثر أمناً.