فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، منزل عائلة الشهيد عمر أمين أبو ليلى في بلدة الزاوية، غرب سلفيت، شمال الضفة، وهو منفذ عملية مستعمرة "أرئيل" المقامة على أراضي سلفيت، فيما أصيب 21 فلسطينيا خلال مواجهات اندلعت ما بين الشبان وقوات الاحتلال خلال تأمين تلك القوات اقتحام مجموعات من المستوطنين لقبر يوسف، شرق مدينة نابلس، شمال الضفة.
وقال رئيس بلدية الزاوية نعيم شقير، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 35 دورية عسكرية إسرائيلية اقتحمت الزاوية، في وقت متأخر من الليلة الماضية، ثم أخلت جميع المنازل المجاورة واحتجزت الأهالي في ساحة مدرسة مجاورة، وبدأت بالهدم اليدوي لجدران منزل عائلة الشهيد عمر أبو ليلى، وهو شقة تقع في الطابق الثالث من بناية سكنية، وفي تمام الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، فجرت قوات الاحتلال شقة عائلة الشهيد، ثم قامت بتفجيرها مرة أخرى في حدود الساعة السابعة صباحا، وبعدها انسحبت من المكان، بعدما دمرت المنزل بالكامل".
وأشار شقير إلى أن اقتحام الزاوية وهدم منزل عائلة الشهيد تزامنا مع اندلاع مواجهات ما بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أوقع إصابة بجروح بالرصاص الحي والعديد من الإصابات بحالات اختناق تمت معالجتها ميدانيا.
ومن بين المصابين الصحافي محمد السايح، الذي أصيب بالاختناق خلال تغطيته للأحداث.
وخلال حديث للصحافيين، قالت غدير أبو ليلى، والدة الشهيد عمر، إنه "على كل والدة شهيد أن تصبر على أي انتقام من الاحتلال الإسرائيلي. أنا أقول لليهود فشرتم أن تقهرونا، إن ظننتم أن هدم منازلنا سيُتم لكم ذلك. لن تقهروني، وسأظل قوية وعزيمتي قوية، أنا وجميع عائلتي، ليفعلوا ما يريدون، آخر همي هدم المنزل، وعمر شهيد ينتظرني في الجنة، الله يرضى عليك يا عمر. هم يحبون الدنيا، ونحن نحب الآخرة، وهمي الآخرة، وإن شاء الله بتتحرر فلسطين منهم، ويأتي مثل عمر لكي تتحرر فلسطين".
أما أمين أبو ليلى، والد الشهيد عمر، فأشار للصحافيين إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله والمنازل المجاورة على بعد 200 متر بطريقة همجية وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وأرهبت الأطفال، ثم أخلت تلك المنازل.
وعن هدم منزله، قال أبو ليلى: "إذا هدموا المنزل، فإنهم لن يهدموا عزيمتنا، والحمد لله، عمر ذلهم بحياته، والمنزل لا يساوي شيئا، وعزيمتنا أقوى منهم".
وطالب والد الشهيد بضرورة الضغط على الاحتلال لتسليم جثمان ابنه عمر ودفنه على الطريقة والطقوس الدينية الإسلامية، وأن لا يقوم الاحتلال بدفنه بما يعرف بمقابر الأرقام.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد عاينت في 19 من الشهر الجاري جدران منزل عائلة الشهيد أبو ليلى، تمهيداً لهدمه، بعد رفض محكمة إسرائيلية الطعن المقدم من عائلة أبو ليلى ضد قرار الاحتلال هدم منزلها، بعد إخطار العائلة بهدم المنزل عقب استشهاد عمر، حيث جاء رفض المحكمة للطعن الأسبوع الماضي، ومنحت المحكمة جيش الاحتلال إمكانية هدم منزل والد الشهيد بعد 23 من الشهر الجاري، فيما كانت عائلة الشهيد عمر قد أخلت منزلها سابقا تحسبا لإقدام الاحتلال على هدمه في أية لحظة.
واغتالت قوات الاحتلال الشاب عمر أبو ليلى، منفذ عملية مستعمرة أرئيل المقامة على أراضي سلفيت، في 19 مارس/آذار الماضي، خلال اشتباك مسلح في بلدة عبوين، شمال رام الله، وسط الضفة، بعد ثلاثة أيام من تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار عند مفترق المستعمرة، قَتل فيها إسرائيليين وأصاب ثالثا بجراح حرجة.
على صعيد منفصل، أصيب 21 فلسطينيا، فجر اليوم الأربعاء، خلال مواجهات اندلعت ما بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في محيط قبر يوسف، شرق مدينة نابلس، وفق ما ذكره الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أوضح أن طواقمه قدمت العلاج لسبع إصابات بجروح بالرصاص المطاطي، منها إصابتان بالرأس تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، و14 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، من بينها طفل يبلغ من العمر شهرين جرى نقله إلى المستشفى.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، لتأمين اقتحام مجموعات من المستوطنين لقبر يوسف، والتي أدت في المكان طقوسا دينية، فيما تزامن ذلك مع اندلاع مواجهات ووقوع إصابات.
في سياق آخر، استأنف المستوطنون المتطرفون، صباح اليوم، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بمشاركة رؤساء جمعيات استيطانية وحاخامات، وبحماية قوات الاحتلال الخاصة.
واقتحم مستوطنون، اليوم، منطقة برك سليمان السياحية الواقعة ما بين بلدة الخضر وقرية ارطاس، جنوب بيت لحم، جنوب الضفة، بحماية من قوات الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية، فيما اقتحم مستوطنون آخرون بلدة السموع، جنوب الخليل، وأقاموا صلوات تلمودية، احتفالا بالأعياد اليهودية، وجرى ذلك أيضا بحماية من قوات الاحتلال، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.
وكان أكثر من 600 مستوطن قد شاركوا، على مدى اليومين الماضيين، في هذه الاقتحامات وسط دعوات لمزيد منها خلال الأيام القليلة المقبلة بمناسبة ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، وسط محاولات لإقامة طقوس وصلوات تلمودية والتسلل متخفين بزي عربي إلى هناك.
في سياق متصل، أطلقت سلطات الاحتلال، مساء أمس، سراح مدير المتحف الإسلامي عرفات عمرو، شرط الإبعاد عن الأقصى لمدة 15 يوما وكفالة مالية مقدارها 10 آلاف شيكل (بالعملة الإسرائيلية).
من ناحية أخرى، أصيب شاب، الليلة الماضية، برضوض من جراء اعتداء شرطة الاحتلال عليه أثناء مروره من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، حيث أكد مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي، في بيان وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إصابة الشاب حاتم شويكي برضوض مختلفة بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه وسط البلدة.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة/ سلوان أن قوات الاحتلال انتشرت في الطرق المؤدية للبلدة وأغلقت بعضها، وخلال مرور الشاب شويكي من المنطقة تم توقيفه ومنعه من المرور عبر مركبته، وأثناء ذلك اعتدت شرطة الاحتلال الموجودة بالمكان عليه بالضرب، مشيرا إلى أنه نقل عن الشاب بأن أكثر من 20 شرطيا تجمعوا حوله وضربوه بالهراوات وبأيديهم وبأقدامهم، ومنعوه من المرور ثم تركوه في المكان، فقام الشبان بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
على صعيد الاعتقالات اليومية، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا من مدينة بيت لحم، جنوب الضفة، وأربعة أسرى محررين من بلدة الخضر، جنوب بيت لحم، وهم أحمد حسين صلاح، وأكرم إبراهيم صلاح، وشحادة محمد صلاح، وخليل خالد صلاح، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شابا آخر من مدينة طولكرم، شمال الضفة.
ودهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل في مدينة بيت لحم وفتشتها واستولت على مبلغ من المال من أحد المنازل، وتخلل ذلك اندلاع مواجهات ما بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث أصيب أحد جنود الاحتلال بحجر في رأسه.