لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتلها لطفلين فلسطينيين من محافظة جنين، شمالي الضفة الغربية، صباح اليوم الأحد، فقتلت بعد نحو 3 ساعات طفلاً فلسطينيًا ثالثًا من محافظة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
الطفلان ناهد واكد (15 عاما)، وفؤاد واكد (15 عاما)، وهما من عائلة واحدة من قرية العرقة، غربي مدينة جنين، زعمت قوات الاحتلال أنهما أطلقا الرصاص باتجاه دورية عسكرية إسرائيلية قرب جدار الفصل العنصري، فأعدمتهما بدم بارد، بعد إطلاق الرصاص باتجاههما.
الارتباط العسكري الفلسطيني في مدينة جنين، أوضح لـ"العربي الجديد"، ما قام به جنود الاحتلال من إعدام للطفلين من عائلة واكد، إذ أطلق الجنود الرصاص بشكل مباشر على الطفلين، حينما كانا بالقرب من جدار الفصل العنصري القريب من قرية العرقة.
المكان الذي استشهد فيه الطفلان الفلسطينيان، غربي جنين، توجد فيه قوات الاحتلال بشكل دائم، علاوة على وجود شارع عسكري بجوار الجدار الفاصل يمر عبره المستوطنون الإسرائيليون فقط، ولا يسمح للفلسطينيين بعبوره.
وفي حين نشرت مواقع عسكرية إسرائيلية صورًا لبندقية ادعت أن أحد الشهيدين استخدمها، وأطلق الرصاص على وحدة الجنود الموجودة قرب الجدار، دحض مصدر أمني في الارتباط الفلسطيني، في حديثه مع "العربي الجديد"، هذه الرواية، مشيراً إلى أن طفلين بعمر 15 عاما لا يمكنهما استخدام السلاح وإطلاق النار كما ادعى الاحتلال.
أحد شهود العيان أكد لـ"العربي الجديد"، أن مشادة كلامية جرت بين أحد الأطفال والجنود الموجودين بالقرب من الجدار الفاصل، انتهت بإطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال. وفور خروج رفيقه، أطلق الجنود النار عليه كذلك، وتركوهما ينزفان إلى أن فارقا الحياة.
اقرأ أيضا: الفلسطينيون يشيعون جثمان الفتاة كيلزار في الخليل
قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من إنقاذ حياة الطفلين، بعدما حاولت الوصول إلى مكان الشهيدين لتقديم الإسعاف لهما عقب إصابتهما مباشرة. وترك الطفلان ينزفان إلى أن فارقا الحياة، وشددت تلك القوات من إجراءاتها في محيط قرية العرقة ونصبت حواجزها العسكرية هناك.
وسلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثماني الشهيدين واكد بعد ساعة من استشهادهما، بعد أن منعت سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من التحرك بعد احتجازها لأكثر من نصف ساعة، بحجة استكمال إجراءات التسليم. ونقلت سيارة الإسعاف الجثمانين إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي بمدينة جنين.
على أثر إعدام قوات الاحتلال للطفلين، اندلعت مواجهات بين شبان العرقة وقوات الاحتلال عند مدخل العرقة، مسقط رأس الشهيدين واكد، ما أدى إلى إصابة العشرات من الفلسطينيين بحالات الاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
ولم تمض إلا 3 ساعات على استشهاد الطفلين واكد، حتى أعدم جنود الاحتلال الموجودين على حاجز "مزمورية" الإسرائيلي العسكري والذي يفصل بين مدينتي بيت لحم والقدس، الطفل نعيم أحمد يوسف صافي (17 عاماً)، وهو من سكان قرية العبيدية، شمالي شرق بيت لحم، يدرس في الصف الحادي عشر، وذلك أثناء مروره عن الحاجز، بذريعة محاولته تنفيذ عملية طعن.
وسلّمت قوات الاحتلال جثمان الطفل صافي بعد نحو ساعة من استشهاده إلى ذويه، ونقل بعدها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، شمالي غرب بيت لحم، وفق ما قال رئيس مجلس قروي العبيدية سليمان العصا، لـ"العربي الجديد".
اقرأ أيضا: الاحتلال الإسرائيلي يعدم ثلاثة فلسطينيين بالضفة الغربية