وأشار إلى أن الجندي كان قد شارك ضمن فريق زراعة الألغام في المخا، وبعد معركة تحرير مناطق باب المندب، التي شارك فيها أيضا مع الانقلابيين غادر إلى قريته وبحوزته خارطة الألغام المزروعة التي سلمها لقوات الشرعية من خلال أعضاء في المجلس المحلي عن أحزاب اللقاء المشترك.
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الحكومة ستقوم بتكريمه عقب تحرير كامل مدينة تعز. ولفت إلى أن عملية انتزاع الألغام ستتم بعد توسيع دائرة السيطرة في مناطق المخا وتأمين محيطه لزيادة تحصينه.
وتمكنت المقاومة الشعبية في الأجزاء الجنوبية الشرقية من محافظة تعز جنوب اليمن، أمس الأربعاء، من التصدي لهجوم عنيف شنته قوات ومليشيات الانقلابيين التي تسعى إلى السيطرة على مناطق مديرية ماوية، المحاذية لمحافظة الضالع الجنوبية، بهدف توسيع خريطة السيطرة عبر محاور جديدة وقطع أي إمداد من قبل قوات الشرعية المتمركزة في مديرية الضالع.
وقال عزت الحسني، ضابط في القوات الجوية موال للشرعية، وأحد الأهالي هناك، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة تشهدها مناطق مديرية ماوية، منذ أمس الأربعاء، تركزت في منطقة السويداء، ومنطقة عبيدان وصولاً إلى منطقة الكربة التي تعد آخر مناطق محافظة تعز في المديرية.
وأوضح أن المقاومة الشعبية المتمركزة في منطقة عبيدان قامت بصد عملية الهجوم الذي شنته مليشيات الانقلاب، ونجحت في استهداف قوات ومليشيات الانقلابيين القادمة من معسكر اللواء 22ميكا (الحرس الجمهوري سابقا) الموالي الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، في منطقة الجندية على مدخل مديرية ماوية. ورافق الهجوم اندلاع اشتباكات أسفرت عن مقتل 13 من عناصر المتمردين الانقلابيين، فضلا عن تفجير مصفحة وستّ مجموعات عسكرية.
وفي سياق موازٍ، قال مصدر ميداني لـ"العربي الجديد"، إن قوات الحرس الجمهوري ومليشيات الانقلاب تكبدت خسائر عسكرية وبشرية كبيرة، في منطقة الكربة القريبة من محافظة الضالع، والتي شهدت مواجهات عنيفة.
وأوضح أن المقاومة الشعبية خسرت خلال تلك المواجهات الشيخ عاطف الكربي قائد المقاومة هناك، وأخاه أبوبكر، وثلاثة آخرين، سقطوا في المعارك، الأمر الذي أدى إلى إعلان قبائل المنطقة، والمناطق المجاورة لها، المشاركة في القتال في صفوف المقاومة، وارتفعت وتيرة المعارك، وشنت المقاومة عملية واسعة سيطرت على المناطق الحدودية بين الضالع، وتعز، وتمكنت من أسر 9 من عناصر الانقلاب بينهم ضباط من الحرس الجمهوري. وذلك قبل أن تقرر مليشيات وقوات الانقلاب الانسحاب والتراجع إلى المناطق المحاذية للكربة.
وأوضح المصدر نفسه أن دبابات ومدافع الانقلاب المتمركزة في قرية الشيخ دماج البحر الموالي للانقلابيين، ظلت تقصف القرى الريفية في مرتفعات منطقة عبيدان بصورة عنيفة طيلة مساء أمس.
وفي السياق، قال الخبير العسكري المتقاعد دحان صالح، المقيم في ماوية، لـ"العربي الجديد"، إن فتح جبهة ماوية، يمثل نقطة تحول جديدة في خريطة المعارك في المناطق الجنوبية الشرقية من تعز والتي تعد مناطق مفتوحة على محافظة الضالع الجنوبية، التي تحاول قوات ومليشيات الانقلابيين الزحف تجاهها عبر مدينة محور ماوية، ونوهت الحكومة اليمنية والتحالف العربي بعدم السماح لتلك الجبهة بالتدهور كونها لا تقل أهمية عن جبهة منطقة الضباب المتصل بشمال محافظة لحج الجنوبية.
وعلى جبهة المناطق الساحلية، تستعد قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاقتحام واسع لمناطق المخا، حيث باتت تتمركز على بعد نحو كيلومترين عن الميناء الاستراتيجي هناك. وذلك بعد أن تمكنت من الحصول على خارطة الألغام المزروعة في مناطق مدينة المخا غرب تعز.
اقرأ أيضا: اليمن: معارك عنيفة شمال لحج وإعادة تشغيل قاعدة العند