قوات النظام تواصل قصف الزبداني لليوم التاسع عشر

22 يوليو 2015
قوات النظام تلجأ إلى تكتيكات نفسية (الأناضول)
+ الخط -

تواصل قوات النظام لليوم التاسع عشر على التوالي قصفها الجوي والمدفعي العنيف لمدينة الزبداني في ريف دمشق، بالتزامن مع فشل مجموعات "حزب الله" اللبناني التي تقاتل على الأرض، في إحراز أي تقدّم بري، خلال جميع المحاولات السابقة، يبدو أن قيادة القوات المهاجمة، باتت تلجأ مؤخراً، إلى تكتيكات نفسية، بهدف الضغط على مقاتلي المعارضة، والذين ما زالوا يسيطرون على المدينة بالكامل.

وفي آخر التطورات الميدانية، أكد ناشطون من الزبداني لـ"العربي الجديد"، أن "طائرات النظام الحربية شنّت أكثر من ثماني غارات على المدينة اليوم الأربعاء، مستهدفة بالصواريخ عدة أحياء فيها"، وذلك "بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من الحواجز المحيطة"، مشيرين إلى أن المروحيات العسكرية "ألقت أكثر من خمسمائة برميل متفجر على الزبداني منذ بداية الحملة".

بموازاة ذلك، كشف الناشط الإعلامي، فراس العربي، وناشطون آخرون، عن إرسال النظام رسائل نصية على الهواتف المحمولة بالمنطقة في اليومين الماضيين، مذيّلة بـ"ج ع س" (الجيش العربي السوري)، تحمل عبارات مثل "أيها المسلح.. فكّر بالنجاة.. اليوم ممكن.. غداً؟!" و"أيها المسلح.. الجيش قادم.. لعنة أهل الزبداني تلاحقك.. انجو بنفسك"، وكذلك "أيها المسلح تذكر: باب عمرو، القصير، القلمون، واليوم الزبداني.. لديك فرصة! ج.ع.س".

وقال العربي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هذه الرسائل النصية "وصلت لبعض الهواتف الموجودة في بلدتي مضايا وبلودان"، القريبتين للزبداني (تقطن فيهما آلاف العائلات النازحة من المدينة)، ومن الواضح أنها تستهدف الوصول إلى المسلحين بشكل مباشر، أو أن يصلهم هذا الكلام، من خلال انتشار فحواها في عموم تلك المنطقة.

ويأتي هذا بعد أيام قليلة من سلوك مماثل، تجلّى في ما نقله مدير "شبكة سورية مباشر" علي باز، سابقاً عما "تداولته صفحات موالية للنظام، وهي صورة أطلق عليها اسم: بطاقة مرور آمن، وسيتم رميها من الجو من قبل الجيش السوري للمسلحين في الزبداني، وهي تُستخدم للمرة الأولى".

وقال باز حينها إن ذلك "يشير (بحسب صفحات مؤيدة) إلى أن جيش النظام وحزب الله سوف يستخدمانها في مدينة الزبداني الاستراتيجية".

وأوضح نفس المصدر وقتها لـ"العربي الجديد" أنه "كتب على هذه البطاقة: تضمن لحاملها حسن المعاملة والعودة إلى أهله بعد تسوية وضعه لدى الجهات المختصة"، إضافة إلى تعليمات عن كيفية الاستسلام لضمان "المرور الآمن" على حواجز قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والتي تتمركز في محيط المدينة.

وجاء في تلك البطاقات "عند اقترابك من حواجز الجيش العربي السوري تأكّد من عدم حملك لأي نوع من السلاح، اقترب ببطء، ويجب أن يكون محيط صدرك مكشوفاً"، وفي نهاية التعليمات كُتِب على البطاقة: "احمل هذا المنشور بيدك، وضع يدك الأخرى حول رأسك، وأهلاً ومرحباً بك".

وتعطي كل هذه التصرفات، مؤشراً ذا دلالة واضحة، على أن الطرفين المهاجمين، يلجآن إلى مثل هذا الخيار (مع تواصل القصف اليومي العنيف) بهدف الضغط على معنويات مقاتلي المعارضة، ومحاولة شق صفهم الذي يتضح من خلال مقاومتهم الشرسة بأنه متماسك، ويأمل النظام و"حزب الله" في ما يبدو، أن يستسلم بعض المقاتلين، وبالتالي يزيدون الضغط على من يقرر البقاء إذا ما تم ذلك، لكن محاولات النظام هذه، وعلى شاكلة محاولات الاقتحام البرية، لم تأت بأي نتيجة تذكر حتى الآن.

وفي سياق وسائل الضغط التي تتبعها قيادة القوات المهاجمة، قال الناشط الإعلامي، عمر الزبداني، لـ"العربي الجديد"، الأربعاء، إن "النظام يحاصر الزبداني عامة ويفرض طوقاً مماثلاً على البلدات القريبة خاصة في بقين ومضايا، لضرب الحاضنة الشعبية للمعارضة"، مضيفاً أن النظام "يتبع سياسة التجويع، لكسر إرادة المقاتلين والمدنيين على حد سواء".

وأوضح الناشط الذي ينحدر من المدينة أن "أوضاع المدنيين في البلدات المجاورة التي فروا إليها هرباً من الموت مأساوية للغاية"، مشيراً إلى أن "على الأمم المتحدة أن تسعى لوقف إطلاق النار ولو لعدة ساعات، وأن ترسل خلال ذلك، إن تم، لجنة تتابع أمور النازحين المحاصرين وتغيثهم على الأقل ببعض المواد الإغاثية".

اقرأ أيضاً: أكثر من عشرين قتيلاً بقصف لقوات النظام على حلب

المساهمون