قوات حفتر تخسر مواقع في محيط طرابلس... وغوتيريس يتوجه إلى طبرق وبنغازي

05 ابريل 2019
حفتر أعلن الحرب على طرابلس (عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
خسرت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المواقع التي سيطرت عليها أمس، الخميس، في محيط طرابلس، في وقت تستعد "قوة حماية طرابلس" لصد أي هجوم جديد، فيما يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى طبرق وبنغازي لمحاولة احتواء الوضع.

وأكد سليمان أبودية، وهو أحد قادة "قوة حماية طرابلس"، استرجاع المناطق التي سيطرت عليها قوات حفتر، أمس الخميس، بدءا من بوابة 27 كيلومترا غرب العاصمة.

وقال أبودية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن تحالفاً للقوات المنتشرة بدءا من الزاوية، غرب طرابلس، وحتى مصراته، شرقا، تمكنت من اكتساح منطقة غرب طرابلس، بدءا من بوابة 27 كيلومترا، وحتى مناطق صبراتة وصرمان (70 كيلومترا غربا)، فيما تمكنت قوات أخرى من دخول مدينة غريان (90 كيلومترا غربا).

وأوضح أبودية أن قوات حفتر انسحبت بشكل سلمي من تلك المناطق بعد مفاوضات، في اتجاه قواعدها، مشيرا إلى أن الوحدات التي اقتحمت مناطق صبراتة وصرمان انسحبت إلى قاعدة الوطية (140 كيلومترا جنوب غرب)، بينما انسحب القوة التي سيطرت على غريان إلى مناطق صحراوية في الأصابعة والقريات، جنوب غريان.

وبخصوص دخول قوات حفتر إلى منطقة ورشفانة المحاذية لجنوب غربي طرابلس، أكد أبودية أن "مسلحي مليشيات قبلية تعود لورشفانة ظهرت ليل البارحة لتعلن عن ولائها لحفتر، لكن تم القضاء عليها".

في المقابل، لم تصدر أي مواقف رسمية من قبل قوات حفتر، لكن صفحات موالية لحفتر أكدت "الانسحاب" من مواقع تمت السيطرة عليها.

وفيما تلتزم حكومة الوفاق الصمت منذ أمر رئيس مجلسها الرئاسي، فايز السراج، بصد أي هجوم على العاصمة الليبية، كشف مصدر دبلوماسي رفيع من طرابلس أن الساعات الأخيرة شهدت ضغوطا دولية واسعة على حفتر للتراجع عن قراره باقتحام العاصمة.

ورجح المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، قبول حفتر بالتراجع عن خططه الأخيرة، وقال: "بدا قراره مفاجئاً ومزعجاً للجميع، والسراج أجرى اتصالات لطلب التأييد من داعميه الدوليين".

وبخصوص مستقبل هذه التطورات، توقع المصدر نفسه أن يعيد حفتر سيطرته على بعض المناطق القريبة من طرابلس قبل أن يرضخ للضغوط الدولية بعدم اقتحام طرابلس.

لكن أبودية كشف عن عمليات أخرى يبدو أنها تسير باتجاه إطالة أمد المواجهات المسلحة، فقد أكد أن "قوة حماية طرابلس" تجري اتفاقيات مع "قوات البنيان المرصوص" وقوى في مصراته وأخرى في غرب البلاد لملاحقة فلول قوات حفتر في المناطق الجنوبية لغريان وصولا إلى منطقة الجفرة التي تعتبر مركز قواته التي انطلقت منها حملته الحالية على طرابلس.

من جانب آخر، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنه سيتوجه إلى بنغازي وطبرق خلال الساعات المقبلة.

وكتب غوتيريس عبر حسابه على موقع "تويتر": "سأتجه من طرابلس إلى طبرق وبنغازي"، مشيرا إلى أن هدف الزيارة "تجنب المواجهة العسكرية"، قبل أن يجدد الدعوة إلى حل سياسي للأزمة بالقول: "وأكرر مرة أخرى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية، وإنما سياسي فقط".


ونشر "المجلس العسكري لتجمع كتائب وسرايا ثوار الزاوية" صورا لأسرى قوات حفتر. وقال المجلس على صفحته الرسمية على "فيسبوك" إن الأسرى تم إلقاء القبض عليهم أثناء إعادة السيطرة على بوابة 27 كيلومترا، وتم تسليمهم لآمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق، اللواء أسامة الجويلي.

وأشار إلى أنهم من مسلحي "اللواء 106 مجحفل ــ الكتيبة 107 مشاة"، وهي من أبزر كتائب قوات حفتر التي شاركت في اقتحام مناطق غريان وصرمان، غرب العاصمة، يوم أمس الخميس.

ويعتبر المجلس العسكري المظلة التي تجمع قوات مدينة الزاوية الواقعة على بعد 35 كيلومترا غرب العاصمة، ومساء أمس انضمت إلى القوات المدافعة عن العاصمة الموالية لحكومة الوفاق.


هدوء وارتياح نسبي في طرابلس

يسود الهدوء مختلف أرجاء طرابلس، بعد ساعات من التوتر والتوجس من جراء تداول أنباء عن اقتراب قوات حفتر من العاصمة.

ويوم الجمعة إجازة أسبوعية في ليبيا، ولذلك تقل الحركة في طرقات طرابلس باستثناء بعض المناطق التي تُعقد فيها أسواق شعبية، كحي الترسانة، شمال طرابلس، وتاجوراء، شرقها.

وتشهد طرابلس تشديدات أمنية عالية في مختلف الطرقات الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى الأحياء الجنوبية والغربية، وفي السراج وجنزور وقصر بن غشير، وهي أحياء قريبة من تمركزات "قوة حماية طرابلس" على حدود العاصمة الجنوبية والغربية.

لكن أمام محطات الوقود، تكدست عشرات السيارات، منذ ساعات الصباح الباكر، في طوابير طويلة. وفي طريق الشوك، وسط طرابلس، أكد عبد الرزاق، وهو صاحب محل للتموين والمواد الغذائية، أنه شاهد تراجعا كبيرا، اليوم، في إقبال الأهالي على شراء المواد الغذائية بهدف تخزينها.


ورغم تراجع الإقبال على شراء السلع، قياسا بأمس، قال عبد الرزاق: "لا أعتقد أنه ارتياح كلي، فهناك تخوف لديّ من عودة الحرب".

فيما أكد النقيب أبو بكر المدهم، الضابط بمديرية أمن طرابلس، عدم تسجيل أي حالة نزوح في أوساط سكان العاصمة.

وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المواجهات المسلحة كانت بعيدة جدا عن العاصمة، وتحديدا في جنوبها، وبالتالي لا موجب للنزوح عند الأهالي". ورغم اعترافه بوجود توجس وتوتر بين السكان في عدد من الأحياء، خصوصا في جنزور، القريبة جدا من بوابة 27 كيلومترا، إلا أنه أكد أن الأوضاع طبيعية جدا اليوم.


من جهته، نشر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق صورا لوزير الداخلية، فتحي باشاغا، وهو يتجول في طرقات العاصمة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، الجمعة، لـ"تفقد سير العمل الأمني في العاصمة".


وأشار المكتب إلى أن باشاغا اطلع على عمليات تأمين المرافق الخدمية والحفاظ على الأمن والاستقرار.

كما نقل عن مدير أمن طرابلس، العميد سالم قريميدة، تأكيده أن "الأوضاع الأمنية طبيعية ورجال الأمن والشرطة يقومون بواجبهم فيها بتأمين الممتلكات العامة والخاصة".