طوقت قوة أمنية كردية، اليوم الاثنين، مبنى استخبارات محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد)، لمنع مديرها من أداء عمله، بعد قرار محافظ كركوك إقالته، بينما تجري وزارة الداخلية في الحكومة الاتحادية، اتصالات بمسؤولي المحافظة لاحتواء الأزمة.
وقال مصدر في شرطة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين أكراداً حاصروا مبنى الاستخبارات، وقطعوا الطرق المؤدية إليه، لمنع مدير الاستخبارات أورهان خليل، والموظفين العاملين، من التوجه إلى مقر عملهم، مبيناً أنهم نجحوا في تحقيق ذلك.
بدوره، انتقد عضو المجموعة التركمانية في كركوك، طالب البياتي، قرار المحافظ، نجم الدين كريم، إقالة خليل، مؤكداً خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مدير الاستخبارات أقيل كونه ينتمي للقومية التركمانية، في مواصلة للنهج الاقصائي الذي يمارسه الأكراد"، على حد قوله.
ودعا البياتي، رئيس الوزراء حيدر العبادي، لاستخدام التفويض والصلاحيات التي منحه إياها الشعب للتدخل، ووقف التجاوزات على الدستور والقانون في المحافظة، محذراً من وجود صراع بين المكونات في كركوك.
وفي السياق نفسه، أكد عضو مجلس المحافظة، قاسم حمزة، عقد اجتماعات مع محافظة كركوك ووزارة الداخلية لحل الأزمة، مبيناً أن القيادات التركمانية في كركوك، لم تتلق لغاية الآن طلباً لطرح بديل عن مدير الاستخبارات، الذي يدور حوله الجدل.
وكان محافظ كركوك ورئيس اللجنة الأمنية فيها، قد أعلن في وقت سابق، إعفاء مدير الاستخبارات من منصبه على خلفية مشاجرة بين عناصر من الاستخبارات ومدنيين، أدت لمقتل أحد المواطنين، موضحاً أن إجراءات الإقالة قانونية كونها صدرت بإجماع أعضاء اللجنة الأمنية.
وبرر المحافظ قراره بصمت مسؤول الاستخبارات عن تجاوزات عناصره، وتجاهله للمطالب الشعبية بمحاسبته، لافتاً إلى أنه "يحقق العدالة التي يجب أن تأخذ مجراها لحماية أمن المواطنين".
إلى ذلك، تظاهر العشرات من الناشطين وأعضاء منظمات المجتمع المدني، أمام مبنى محافظة كركوك، للمطالبة بمحاسبة المفرزة التابعة لجهاز الاستخبارات، والتي قتلت مدنياً وأصابت آخر.
ورفض كريم، خلال مؤتمر صحافي عقده في كركوك، أمس الأحد، قرار وزارة الداخلية باستدعاء قيادة شرطة المحافظة على خلفية إقالة مدير الاستخبارات، معتبراً ذلك إهانة لأهالي كركوك.
في المقابل، ردت وزارة الداخلية، في بيان، معتبرة أن الوزير محمد الغبان أمر باستدعاء قيادة الشرطة للتحقيق في القضية، ومؤكدة أنها الجهة الوحيدة المعنية بمحاسبة المقصرين، وتغيير المسؤولين والمديرين.
اقرأ أيضاً: أكراد ديالى وكركوك يطردون النازحين تحسباً لتغيير ديمغرافي