عندما ينظر الإنسان إلى الألوان فإنه يستمتع بها كثيراً، فهل يشارك الطائر الإنسان بهذا الشعور؟ لقد أثبت العلم أن الطيور، على عكس الأنواع الحيوانية الأخرى التي هي في رتبة أقل من القرود، ترى الألوان وتحللها، وأنها تستطيع رؤية الأشياء مكبرة أضعاف رؤية الإنسان لها، لا بل وأنها تستطيع الرؤية باتجاه لا تنظر إليه. فكيف يكون ذلك؟
في الحقيقة، الطيور ترى ألواناً أكثر من تلك التي يراها الإنسان. هذا ما أثبتته التجارب العلمية قبل أن يدرك الباحثون آنذاك الأسباب التي تكمن وراء هذه الرؤية. أما الدراسات الجديدة فلقد سلطت مزيداً من الضوء على قدرة الطيور هذه وحددت الخصائص التي تمكن الطائر من استخدام القوى البصرية الخارقة. فالكل يعلم أن للإنسان وللطير في عينيهما من الخلف ما يسمى بالشبكية التي تمكن الدماغ من استقبال الصور والتعامل معها. فشبكية الإنسان هي مزيج من ثلاثة أنواع مختلفة من مستقبلات الصور وهي تدعى مخروطيات (أقماع) وقد سميت على اسم اللون الذي تستقبله أو تمتصه، أي الأزرق والأخضر والأحمر. إلا أن الطيور تمتلك علاوة على ما سبق مخروطيات تسمح لها برؤية ضوء محجوب عن العين البشرية ألا وهو الضوء فوق البنفسجي. كل الطيور لديها هذه المخروطيات "البنفسجية" ولكن من هذه الطيور ما يرى طول موجات الضوء فوق البنفسجية ومنها ما يرى اللون البنفسجي نفسه. ولكن جمع رؤية الموجات واللون معاً لا يتوفر عند أي نوع من الأنواع.
إن رؤية طول الموجات الفوق البنفسجية تعود بفائدة أفضل للطائر في البحث عن الطعام وقدرته على اكتشاف الثمار والتوت البري مثلاً الذي يعكس الأشعة فوق البنفسجية. كما أن هذه الرؤية أفضل في جذب الشريك حيث يعكس ريش بعض الأنواع الحساسة للأشعة فوق البنفسجية، مثل الزرزور الأوروبي والحسون الأشعة فوق البنفسجية بشكل مختلف في الذكور عن الإناث، مما يساعد الطيور على التمييز بين الجنسين.
من ناحية أخرى، تحتفظ الطيور الليلية مثل البوم برؤية اللون البنفسجي لأنه لا توجد حاجة لديها لرؤية ألوان إضافية في الليل. ومن جهة أخرى فإنه يوجد لدى الطيور التي يمكنها اكتشاف الأشعة فوق البنفسجية نقطة ضعف واحدة تجعل من الصعب عليها تمييز الألوان التي تقع بين الموجات فوق البنفسجية وموجات اللون الأزرق (النقطة العمياء). لكن التحليل الجديد وجد أن الطيور تحل هذه المشكلة من خلال عدد من التعديلات المختلفة التي يقوم بها جسمها، فالأنواع ذات الرؤية فوق البنفسجية يمكن أن تمدد نطاق ما يسمى بالمخروطيات الزرقاء للكشف عن الأطوال الموجية الأقصر للبقعة العمياء. ويمكن أن تحرك الأقماع البنفسجية كذلك باتجاه النقطة العمياء أيضاً، الأمر الذي يكشف عن علاقة منسقة بشكل مدهش بين المخروطيات المختلفة التي تسعى بنجاح إلى إزالة البقعة العمياء كلما احتاج الطائر إلى ذلك.
اقــرأ أيضاً
إضافة إلى هذه الميزة الخارقة التي تمكن الطيور من رؤية مجال واسع من الألوان فإن للطيور نقرتين في الشبكية إحداهما رئيسية والأخرى صدغية بينما للبشر نقرة واحدة رئيسية تتجمع فيها المخروطيات الحساسة. أما وظيفة النقرتين لدى الطيور فهي أن إحداهما تمكن الطائر من النظر إلى الأمام وهو في حالة الطيران والثانية تمكنه في نفس الوقت (أي أثناء الطيران) من النظر إلى الأسفل بحثاً عن طريدة، فالنقرتان هما مركزا حدة البصر وجودة الألوان. وعليه فإن عيون الطيور، خاصة الجارحة منها، تخولها رؤية فأر أو أي شيء يتحرك، كالأفعى مثلاً، عن ارتفاع 1600 متر في السماء. إنها عيون أقوى من المنظار المكبر الذي يستعمله الإنسان. فإذا علمنا مقدار حجم العينين عند الطيور بالنسبة لحجم الجمجمة فإن طبق على الإنسان هذا المقدار فعلى عينه أن تكون عندئذ بحجم برتقالة.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
في الحقيقة، الطيور ترى ألواناً أكثر من تلك التي يراها الإنسان. هذا ما أثبتته التجارب العلمية قبل أن يدرك الباحثون آنذاك الأسباب التي تكمن وراء هذه الرؤية. أما الدراسات الجديدة فلقد سلطت مزيداً من الضوء على قدرة الطيور هذه وحددت الخصائص التي تمكن الطائر من استخدام القوى البصرية الخارقة. فالكل يعلم أن للإنسان وللطير في عينيهما من الخلف ما يسمى بالشبكية التي تمكن الدماغ من استقبال الصور والتعامل معها. فشبكية الإنسان هي مزيج من ثلاثة أنواع مختلفة من مستقبلات الصور وهي تدعى مخروطيات (أقماع) وقد سميت على اسم اللون الذي تستقبله أو تمتصه، أي الأزرق والأخضر والأحمر. إلا أن الطيور تمتلك علاوة على ما سبق مخروطيات تسمح لها برؤية ضوء محجوب عن العين البشرية ألا وهو الضوء فوق البنفسجي. كل الطيور لديها هذه المخروطيات "البنفسجية" ولكن من هذه الطيور ما يرى طول موجات الضوء فوق البنفسجية ومنها ما يرى اللون البنفسجي نفسه. ولكن جمع رؤية الموجات واللون معاً لا يتوفر عند أي نوع من الأنواع.
إن رؤية طول الموجات الفوق البنفسجية تعود بفائدة أفضل للطائر في البحث عن الطعام وقدرته على اكتشاف الثمار والتوت البري مثلاً الذي يعكس الأشعة فوق البنفسجية. كما أن هذه الرؤية أفضل في جذب الشريك حيث يعكس ريش بعض الأنواع الحساسة للأشعة فوق البنفسجية، مثل الزرزور الأوروبي والحسون الأشعة فوق البنفسجية بشكل مختلف في الذكور عن الإناث، مما يساعد الطيور على التمييز بين الجنسين.
من ناحية أخرى، تحتفظ الطيور الليلية مثل البوم برؤية اللون البنفسجي لأنه لا توجد حاجة لديها لرؤية ألوان إضافية في الليل. ومن جهة أخرى فإنه يوجد لدى الطيور التي يمكنها اكتشاف الأشعة فوق البنفسجية نقطة ضعف واحدة تجعل من الصعب عليها تمييز الألوان التي تقع بين الموجات فوق البنفسجية وموجات اللون الأزرق (النقطة العمياء). لكن التحليل الجديد وجد أن الطيور تحل هذه المشكلة من خلال عدد من التعديلات المختلفة التي يقوم بها جسمها، فالأنواع ذات الرؤية فوق البنفسجية يمكن أن تمدد نطاق ما يسمى بالمخروطيات الزرقاء للكشف عن الأطوال الموجية الأقصر للبقعة العمياء. ويمكن أن تحرك الأقماع البنفسجية كذلك باتجاه النقطة العمياء أيضاً، الأمر الذي يكشف عن علاقة منسقة بشكل مدهش بين المخروطيات المختلفة التي تسعى بنجاح إلى إزالة البقعة العمياء كلما احتاج الطائر إلى ذلك.
إضافة إلى هذه الميزة الخارقة التي تمكن الطيور من رؤية مجال واسع من الألوان فإن للطيور نقرتين في الشبكية إحداهما رئيسية والأخرى صدغية بينما للبشر نقرة واحدة رئيسية تتجمع فيها المخروطيات الحساسة. أما وظيفة النقرتين لدى الطيور فهي أن إحداهما تمكن الطائر من النظر إلى الأمام وهو في حالة الطيران والثانية تمكنه في نفس الوقت (أي أثناء الطيران) من النظر إلى الأسفل بحثاً عن طريدة، فالنقرتان هما مركزا حدة البصر وجودة الألوان. وعليه فإن عيون الطيور، خاصة الجارحة منها، تخولها رؤية فأر أو أي شيء يتحرك، كالأفعى مثلاً، عن ارتفاع 1600 متر في السماء. إنها عيون أقوى من المنظار المكبر الذي يستعمله الإنسان. فإذا علمنا مقدار حجم العينين عند الطيور بالنسبة لحجم الجمجمة فإن طبق على الإنسان هذا المقدار فعلى عينه أن تكون عندئذ بحجم برتقالة.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة