وأشار الكاتب دحام العنزي، في مقال منشور اليوم السبت، في صحيفة "الخليج" الإلكترونية، إلى دعوة عضو الكنيست الإسرائيلي النائب يوسي يونا، لرئيس وزراء حكومته بنيامين نتنياهو لأن يوافق على "مبادرة السلام السعودية" (المبادرة العربية)، ويطلب منه أن يدعو بن سلمان لزيارة إسرائيل، وإلقاء خطاب في الكنيست.
وقال رداً على ذلك، "نعم أتفق مع عضو الكنيست في دعوته هذه، وعلى نتنياهو إذا أراد أن يصبح شريكاً حقيقياً في صناعة السلام أن يوافق على المبادرة العربية"، مطالباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يدعو "كبير العرب وقائد العالم الإسلامي"، بحسب وصفه.
و"مبادرة السلام العربية"، هي مبادرة أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في القمة العربية في بيروت 2002، وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
ومروّجاً للتطبيع، ادعى الكاتب أنّ "السلام الحقيقي سيقطع دابر المزايدات القومجية، ويفضح أكاذيب الجماعات المتطرفة، والحركات الإسلامية المجرمة التي تُمارس الاٍرهاب متدثرة بغطاء الدفاع عن القضية الفلسطينية.
واتهم من وصفهم بـ"المتاجرين بالقضية الفلسطينية من إرهابيي حماس، وبعض فلول اليسار، وقومجية فتح، وآخرين"، بأنّهم "لا يريدون لهذه القضية أن تنتهي، ولا يريدون رؤية سلام حقيقي يعم المنطقة لتتفرغ الدول للإعمار والبناء، لأنهم مستفيدون من هذا الصراع، يقتاتون على القضية ومنها، ويتعيشون على دغدغة أحلام البسطاء".
وزعم العنزي الحاجة إلى "حلفاء كإسرائيل"، لمواجهة من وصفه بـ"العدو الحقيقي"، متهماً إيران وتركيا بقيادة "مشروع فارسي"، و"مشروع عثماني"، من أجل السيطرة على المنطقة.
وقال في هذا الإطار، "ربما يكون العدو المشترك إيران عاملاً مهماً أيضاً في التقارب العربي الإسرائيلي"، مضيفاً أنّ "العقلاء في إسرائيل يدركون حجم وأهمية السعودية، وأنّها الرقم الصعب في المعادلة الدولية خاصة في قضايا الشرق الأوسط".
وتابع "لذلك أعتقد أنّ على نتنياهو أن يفعلها، ويدعو الأمير الشاب إلى إلقاء خطاب في الكنسيت"، مضيفاً "ولا أعتقد أنّ صانع سلام مثل محمد بن سلمان، سيتردد لحظة واحدة في قبول تلك الدعوة إذا اقتنع أنّ هناك رغبة إسرائيلية حقيقة في السلام، ورأى شريكاً حقيقياً يريد استقرار المنطقة وعودة الهدوء والسلام".
كما تفاخر الكاتب السعودي، بلقائه مسؤولين إسرائيليين، قائلاً "أتذكر طيلة السنوات التي كنت مقيماً فيها بواشنطن، ألتقي كثيراً من اليهود الإسرائيليين، وينادونني بابن العم وهم فعلاً أبناء عمومة وأقرب للعرب من الجنس الفارسي والتركي".
واعتبر الكاتب أنّ "الكرة الآن في مرمى القيادة الإسرائيلية وحكومة إسرائيل"، عارضاً نفسه ليكون أول سفير سعودي في إسرائيل.
وقال في مقاله "سنفرح كثيراً لرؤية سفارة إسرائيلية في الرياض، وسفارة سعودية في عاصمة إسرائيل القدس الغربية"، معرباً عن ثقته بأنّ "كثيراً من السعوديين، وأنا أحدهم سيسعدنا السفر إلى دولة إسرائيل والسياحة هناك ورؤية الماء والخضرة والوجه الحسن"، على حد زعمه.
بل حتى أضاف، "إنّه يشرّفني ويسعدني أن أكون أول سفير لبلادي في إسرائيل، وأن يرفرف علم بلادي هناك، ويرفرف علم إسرائيل في الرياض، وأن نعيش بسلام ومحبة ونتعاون لصناعة حياة أفضل للشعبين"، خاتماً بالقول "افعلها يا نتنياهو إذا أردت السلام ولن يخذلك محمد بن سلمان".
وأثارت مقالة العنزي، ودعوته العلنية للتطبيع، غضب مغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين عدم تواني الكاتب السعودي عن التنكّر لحقوق الشعب الفلسطيني، وتبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الكاتب السعودي شافي الوسعان، في تغريدة على "تويتر"، "لا أجد أتفه ولا أرخص من هذا المقال، القضية ببساطة شديدة يا دحام هي أنّ مجموعة إرهابية استوطنت بقوة السلاح وقتلت الأطفال والنساء ثم شردت شعباً واغتصبت أرضه وثقافته وتاريخه".
وكتب الأسير المحرر محمد الحلو، في تغريدة على "تويتر"، "لم تعد دعوات التطبيع بل التحالف مع إسرائيل خجولة في الإعلام السعودي، فها هو أحد أدوات بن سلمان يهاجم الشعب الفلسطيني ويتنكّر لنضاله ويشيد بإسرائيل ويدعو لتبادل السفراء معها".
يُذكر أنّ بن سلمان، أطلق في حديث مع مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية، في 2 إبريل/نيسان الماضي، تصريحات أثارت غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً بسبب قوله إنّ لـ"الإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم"، مضيفاً أنّ "السعودية تتقاسم الكثير من المصالح مع إسرائيل".
ووافقت السعودية في 22 مارس/آذار الماضي، على تسيير رحلات مباشرة من الهند إلى تل أبيب من خلال استخدام المجال الجوي السعودي، الأمر الذي وصفته الخارجية الإسرائيلية بـ"الإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي العظيم".