تعيد (وردة) ترتيب الوجع في مسلسل "غداً نلتقي"، ما دام لا مفرّ منه، هي التي امتهنت عمل غسل الموتى، ما زالت تؤمن بأنّ للحياة متّسعاً، حتى لو كان ذلك وسط نازحين قتلت الحرب في سورية أحلامهم، فوسطهم هي وجدت الحبّ حين وجدت الشاعر محمود.
يسلب حبّ الشاعر عقل وردة، أما غزله فيفقدها الوعي، يوقظ الأنثى النائمة فيها، وقد كان قبله نصف رجل، تعرف كيف تقطع الطريق على من يحاول الاعتداء عليها، لكنها تستعيد مع الحبّ أنوثتها كاملة، وتتهجى من جديد فن لفت نظر الرجال إليها، والإيقاع بهم في شركها.
بصلابة وبرود تدير وردة شؤون نزوحها، لكن الحب يوقعها في أحزان وخيبات صغيرة، تبكيها حيناً، وحيناً تسخر منها فتداوي جراحها بالضحك، وتعود لتبدأ من جديد.
إقرأ أيضاً: مكسيم خليل: "غداً نلتقي" رسالة قوية عن الوضع السوري
تؤدّي الفنانة كاريس بشار دور "وردة" بذكاء فطري، فالشخصية هنا لا تحتاج لحذلقة تمثيل ولعب على الكراكتر، بقدر ما تحتاج إلى جنون في تجسيد الشخصية وإخلاص لتفاصيلها، وهو ما تدركه كاريس بشّار حين تسلّم جسدها لإيقاعات الحدث، وتوظف كلّ شيء فيها لخدمة الشخصية، هي ترقص، تغنّي، تبكي، تضحك، تصرخ، تصمت.. وهي تفعل كل ذلك في آن واحد أحياناً، فتحيل حالة ما تصيبها إلى هامش انفعالاتها وتأتي بنقيضها، قبل أن تعود وتطيح بالحالتين، وتبدأ كالعادة من جديد.
بناء مونودرامي
يمتاز البناء الدرامي لشخصية "وردة" ببنية مونودرامية قصيرة، ورغم أن الشخصية هي جزء من كل يشكل بمجمله حكاية مسلسل "غداً نلتقي"، الأمر الذي يفترض أن نعتبر أن حواراتها الذاتية وأداءها الصامت أيضاً هو مونولوغ داخل المسلسل التلفزيوني، لكن في أداء كاريس بشار ما يجعل تلك الحوارات كلاً متكاملاً قائماً بحد ذاته، وهي بالتالي ترتفع بالمونولوغ المفترض لشخصيتها، ليكتسب تالياً بنية مونودرامية، ستظهر في مشاهدها الخاصة، سواء في حواراتها الأحادية في غرفتها أو أمام المرآة، أو في خيالاتها الحالمة، وحتى في عزلتها وهي وسط الآخرين.
في كلّ مرة ستبدو كاريس بشار/ وردة وحيدة تملأ مربع الشاشة، وتقبض على أنظار جمهورها وتعاطفهم معها، كما يفعل ممثل المونودراما المتروك وحيداً على خشبة المسرح في مواجهة جمهور عليه أن يجذبهم وألا يسمح للملل والفتور بالتسلل إلى قلوبهم.
بنية شخصية وردة المونودرامية، ستعود لتؤكدها الفنانة كاريس بشار بالصراع الداخلي النفسي لشخصيتها، هي تضحك مع نفسها دون كلام حيناً، تجادلها حيناً آخر، تخاصمها، تسخر منها، وتنفرد بها ومعها بعيداً عن العالم حولها.
ربما يفترق أداء كاريس في العمل عن أداء ممثل المونودراما كونها لا تؤدي شخصيات مختلفة في متن روي حكايتها، لكنها تفترق عن ذاتها لترافقها، وبالتالي تكون هي اثنين يتصارعان في داخلها أو يتفقان، فتتقدم وتتراجع.. تبكي وتضحك.. ذلك كله ما كان ليظهر لولا مهارة كاريس بشار الجسدية كممثلة، ورشاقة أدائها وقدرتها على تطويعه وفقاً لإيقاعات السرد البصري وحواراتها الداخلية.
ويبدي المخرج رامي حنا (كتب العمل مع إياد أبو الشامات) فهماً للبنية المونودرامية لشخصية وردة، وقد ساهم في بنائها الدرامي على الورق مع الكاتب الفنان، إياد أبو الشامات، لذلك هو يمنح أداء كاريس بشار قوة إضافية، عبر مشهدية سينمائية يطغى فيها الأبيض والأسود، النقيضان اللذان يجتمعان في شخصية وردة.
منذ سنوات، نادراً ما كانت تقدم شخصية درامية بهذا البناء المتكامل والجذاب في الدراما السورية، كما هو الحال في البناء التراجي-كوميدي لشخصية "وردة"، وهو بناء يذّكرنا بشخصية "بثينة"، التي أدّتها ببراعة الممثلة السورية، سلافة معمار، في مسلسل "زمن العار" للمخرجة رشا شربتجي عام 2009، رغم اختلافهما، إلا أن الشخصيتين تمتلكان مفتاح السحر، حين يضحك الحزن في وجهيهما.
إقرأ أيضاً: مؤلف "غداً نلتقي" يردّ على MTV
يسلب حبّ الشاعر عقل وردة، أما غزله فيفقدها الوعي، يوقظ الأنثى النائمة فيها، وقد كان قبله نصف رجل، تعرف كيف تقطع الطريق على من يحاول الاعتداء عليها، لكنها تستعيد مع الحبّ أنوثتها كاملة، وتتهجى من جديد فن لفت نظر الرجال إليها، والإيقاع بهم في شركها.
بصلابة وبرود تدير وردة شؤون نزوحها، لكن الحب يوقعها في أحزان وخيبات صغيرة، تبكيها حيناً، وحيناً تسخر منها فتداوي جراحها بالضحك، وتعود لتبدأ من جديد.
إقرأ أيضاً: مكسيم خليل: "غداً نلتقي" رسالة قوية عن الوضع السوري
تؤدّي الفنانة كاريس بشار دور "وردة" بذكاء فطري، فالشخصية هنا لا تحتاج لحذلقة تمثيل ولعب على الكراكتر، بقدر ما تحتاج إلى جنون في تجسيد الشخصية وإخلاص لتفاصيلها، وهو ما تدركه كاريس بشّار حين تسلّم جسدها لإيقاعات الحدث، وتوظف كلّ شيء فيها لخدمة الشخصية، هي ترقص، تغنّي، تبكي، تضحك، تصرخ، تصمت.. وهي تفعل كل ذلك في آن واحد أحياناً، فتحيل حالة ما تصيبها إلى هامش انفعالاتها وتأتي بنقيضها، قبل أن تعود وتطيح بالحالتين، وتبدأ كالعادة من جديد.
بناء مونودرامي
يمتاز البناء الدرامي لشخصية "وردة" ببنية مونودرامية قصيرة، ورغم أن الشخصية هي جزء من كل يشكل بمجمله حكاية مسلسل "غداً نلتقي"، الأمر الذي يفترض أن نعتبر أن حواراتها الذاتية وأداءها الصامت أيضاً هو مونولوغ داخل المسلسل التلفزيوني، لكن في أداء كاريس بشار ما يجعل تلك الحوارات كلاً متكاملاً قائماً بحد ذاته، وهي بالتالي ترتفع بالمونولوغ المفترض لشخصيتها، ليكتسب تالياً بنية مونودرامية، ستظهر في مشاهدها الخاصة، سواء في حواراتها الأحادية في غرفتها أو أمام المرآة، أو في خيالاتها الحالمة، وحتى في عزلتها وهي وسط الآخرين.
في كلّ مرة ستبدو كاريس بشار/ وردة وحيدة تملأ مربع الشاشة، وتقبض على أنظار جمهورها وتعاطفهم معها، كما يفعل ممثل المونودراما المتروك وحيداً على خشبة المسرح في مواجهة جمهور عليه أن يجذبهم وألا يسمح للملل والفتور بالتسلل إلى قلوبهم.
بنية شخصية وردة المونودرامية، ستعود لتؤكدها الفنانة كاريس بشار بالصراع الداخلي النفسي لشخصيتها، هي تضحك مع نفسها دون كلام حيناً، تجادلها حيناً آخر، تخاصمها، تسخر منها، وتنفرد بها ومعها بعيداً عن العالم حولها.
ربما يفترق أداء كاريس في العمل عن أداء ممثل المونودراما كونها لا تؤدي شخصيات مختلفة في متن روي حكايتها، لكنها تفترق عن ذاتها لترافقها، وبالتالي تكون هي اثنين يتصارعان في داخلها أو يتفقان، فتتقدم وتتراجع.. تبكي وتضحك.. ذلك كله ما كان ليظهر لولا مهارة كاريس بشار الجسدية كممثلة، ورشاقة أدائها وقدرتها على تطويعه وفقاً لإيقاعات السرد البصري وحواراتها الداخلية.
ويبدي المخرج رامي حنا (كتب العمل مع إياد أبو الشامات) فهماً للبنية المونودرامية لشخصية وردة، وقد ساهم في بنائها الدرامي على الورق مع الكاتب الفنان، إياد أبو الشامات، لذلك هو يمنح أداء كاريس بشار قوة إضافية، عبر مشهدية سينمائية يطغى فيها الأبيض والأسود، النقيضان اللذان يجتمعان في شخصية وردة.
منذ سنوات، نادراً ما كانت تقدم شخصية درامية بهذا البناء المتكامل والجذاب في الدراما السورية، كما هو الحال في البناء التراجي-كوميدي لشخصية "وردة"، وهو بناء يذّكرنا بشخصية "بثينة"، التي أدّتها ببراعة الممثلة السورية، سلافة معمار، في مسلسل "زمن العار" للمخرجة رشا شربتجي عام 2009، رغم اختلافهما، إلا أن الشخصيتين تمتلكان مفتاح السحر، حين يضحك الحزن في وجهيهما.
إقرأ أيضاً: مؤلف "غداً نلتقي" يردّ على MTV