قبل أكثر من أسبوع، انتشرت صورة لأحد كتب التاريخ المدرسية في مصر، وفيها صور كل من من محمود بدر، وحسن شاهين، ومحمد عبد العزيز، من حركة "تمرّد"، على اعتبار أنهم من "أبطال" 30 يونيو. وحتى الساعة لم تهدأ النقاشات الإعلامية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حول هذا الموضوع.
ولعلّ حلقة "العاشرة مساء" مع وائل الإبراشي على قناة "دريم" هي خير دليل على حماوة هذا النقاش. فمحور الحلقة الأساسي كان "من هو قائد ثلاثين يونيو؟". أما الضيوف، فكانوا محمود بدر، أحد مؤسسي "تمرد"، وريهام نعمان، المذيعة على قناة "المحور". وتطور النقاش بين الضيفين حول "من هو أكثر وطنية؟"، وانتقدت نعمان طبع صورة بدر وشاهين وعبد العزيز في كتاب التاريخ، على اعتبار أن وجوه 30 يونيو كثيرة ولا يمكن اختصارها بهؤلاء.
وانهالت الاتصالات على البرنامج، الذي استمر حتى الثالثة فجراً، وكان أغلب المتصلين من "المواطنين الشرفاء" الذين كالوا المدائح لمحمود بدر، مؤكدين "كمية التضحيات التي قدّمها لمصر، خلال فترة حكم الإخوان المسلمين!!".
لكن الاتصال "الأطرف" كان من المذيعة في قناة "الفراعين"، حياة الدرديري، التي استنكرت صور بعض مؤسسي "تمرد" في كتاب التاريخ، وتغييب صورة مؤسس قناة "الفراعين"، توفيق عكاشة! وأكدت أن عكاشة كان من أبرز المحركين لتظاهرات 30 يوينو، واللافت هو أن محمود بدر نفسه أكّد ذلك "أنا لا انكر أنه كان لعكاشة وقناة (الفراعين) دور مهم في الحشد للتظاهرات".
أثارت هذه الحلقه استنكار عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلق احدهم بالقول: "يا رايح كتّر من الفضايح والنبي.. سمير صبري محامي مبارك بيدافع عن محمود ". وكتب آخر "حلقة وائل الابراشي مسلية جدا يا اخونا.. الدولجية ماسكين فى شعور بعض". وغرّد ثالث "الحلقة اللي بتناقش كتاب التاريخ، اللي مذكور فيه محمود بدر، بتدل على إن إحنا في زمن المسخ".
فيما تساءلت الأغلبية "كيف يجرؤ هؤلاء على أن يفخروا بمجد وهمي ويلقَّبوا بأبطال ثورة لم تكن إلا ثورة مضادة وانقلاباً على ثورة الخامس والعشرين من يناير؟ وماذا عن مئات اصيبوا أو استشهدوا؟ وماذا عن مئات المعتقلين؟".