تعيش القاهرة في هذه الأيّام صخبًا تعتاده كل عام، وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعتبر واحدًا من أهمّ الأحداث الثقافية في العالم العربي، للمكانة الخاصّة جدًا للقاهرة، سواءً على مستوى السوق الثقافي أو التاريخي، حيث كانت قبلة للشعراء والكُتاب الباحثين عن متنفّس لإبداعاتهم، لما تتميّز به القاهرة من اكتظاظ بدور النشر التي تبحث عن كل جديد وفريد، وحتى ما به قدْر من المغامرة.
ولعشّاق السينما خصوصًا، حضور خاصٌّ في المعرض، لوجود الكثير من المطبوعات السينمائية المتفرّقة بين المكتبات على مستوى الوطن العربي، وبالتالي صعوبة الحصول عليها سوى من نافذة هذا المعرض، خاصّة الأعمال الكثيرة المترجمة، ومطبوعات سلسلة الفن السابع، وأكاديمية الفنون، والمركز القومي للترجمة.
واخترنا للقارئ بعضا من تلك العناوين المهمّة، سواءً التي كتبها صانعو الأفلام ومؤلفوها، أو نقاد كتبوها عن هؤلاء المخرجين والمؤلّفين، عارضين تجربتهم في هذا الفن الكبير لإثراء تجربة المخرجين عمومًا وقليلي الخبرة خصوصًا.
موسوعة أورسون ويلز - سلسلة الفن السابع
بحثٌ شامل عن حياة المخرج الأميركي صاحب العديد من العلامات السينمائية، مزوّد بتفاصيل عن حياته الإنسانية وعن عمله في الراديو والتلفاز، وما قدّمه من مسرحيات، بالإضافة إلى الأشخاص الذين اعتبرهم مصدر إلهام له، فضلا عن حديث عن أهمّ تقنيات ويلز في الإخراج السينمائي.
مايك لي يتحدّث عن مايك لي – سلسلة الفن السابع
كتاب يضمّ بين صفحاته مقابلات تليفزيونية للمخرج الذي ترشّح للأوسكار خمس مرّات، والمخرج البريطاني الوحيد الحائز على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه Secrets and lies، والأسد الذهبي عن فيلمه Vera Drak.
مذكرات ديفيد لينش – سلسلة الفن السابع
ديفيد لينش، واحدٌ من أهم المخرجين السينمائيين في هوليوود وأوروبا، له تجربة عريضة في الموسيقى والرسم أيضًا، أقام العديد من المعارض الفنيّة للوحاته كذلك، وألّف العديد من المقطوعات الموسيقية، بالإضافة إلى الأفلام السينمائية الهامة والتي نال أحدها السعفة الذهبية.
ويحتوي الكتاب على الكثير من المحاورات والمقابلات التي أُجريت مع لينش، يتحدّث فيها عما قدّمه في السينما من أفلام طويلة وقصيرة، وأيضًا عن حياته الفنية خارج دور العرض بين لوحاته.
محاضرات في الإخراج السينمائي – المركز القومي للترجمة
الأميركي وودي آلن، الإيطالي برناردو برتولوتشي، الإسباني بيدرو ألمودوفار، والبوسني إمير كوستاريكا، والفرنسي جان لوك جودار، أسماءٌ كبيرة بمدارس فنية مختلفة وتجارب إنسانية وسينمائية مختلفة أيضًا، يحتويها هذا الكتاب الذي يضمّ خبرة كل هؤلاء المخرجين وأكثر، وجهات نظرهم في الحياة عمومًا وفي سينماهم وسينما الآخرين، بالإضافة إلى نتاج خبرتهم في كيفية إدارة الممثلين السينمائيين وبعض تقنياتهم في الإخراج السينمائي.
فن الإخراج السينمائي – المركز القومي للترجمة
سيدني لوميت، واحد من أبرز المخرجين العالميين، وصاحب العديد من الكلاسيكيات السينمائية كاثنى عشر رجلا غاضبا، والشبكة، يقدّم في هذا الكتاب خلاصة تجربته السينمائية، شارحًا من وجهة نظره دور المخرج وكيفية صناعة الفيلم.
ولا يكتفي بهذا، وإنما يحاول تسليط الضوء على كل ما يحدث في العملية السينمائية من عوامل ومؤثّرات داخلية وخارجية وتقنية تغيّر في طريقة مشاهدتنا للفيلم.
بالإضافة إلى الكثير من العناوين، يوجد الكثير من سيناريوهات الأفلام كفيلم الراحلون لمارتن سكورسيزي الذي نال أربع جوائز أوسكار، واحدة منها للسيناريو لويليام موناهان، والكثير أيضًا من الكتب لتعليم كتابة السيناريو، أهمها من وجهة نظري هو كتاب القصة لروبيرت مكي، ويوجد في خيمة المركز القومي للترجمة.
لعلّ ما يلفت نظري دائمًا في المحتوى المنشور باللغة العربية الخاص بالسينما، هو كثرة الترجمات وقلة النصوص الأصلية، ووجهات النظر الخاصة بمفكرين ونقاد سينمائيين عرب، وهو بالطبع نقص كبير في المكتبة العربية لحتمية وجود كثافة في المطبوعات، لخصوصية التجربة العربية في السينما، ولاتساعها أيضًا.
فمن العناوين القليلة المميّزة تلك، يوجد كتاب سينما الطريق وهو للمخرج محمد خان، كتبه قبيل رحيله متحدثًا فيه عن تجربته السينمائية بشكل مكثّف، عن كواليس الصناعة وتجربته الإنسانية. ولا ننسى أيضًا إسهامات سعيد شيمي، مدير التصوير، والذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلّفات التي تُناقش عملية التصوير السينمائي، والألوان والضوء، ولكن المكتبة العربية مازال ينقصها الكثير.