وعثر المحققون، أمس الأربعاء، في شقة في بلدة فيلجويف قرب باريس، على مائة غرام من مادة "تي إيه تي بي" جاهزة للاستخدام، وهي مادة متفجرة يدوية الصنع، غالباً ما يستخدمها تنظيم "داعش"، إضافة إلى قوارير غاز ومواد كيميائية وأوراق مكتوبة باللغة العربية.
وقال مصدر مطلع على الملف، إن الشرطة عثرت أيضاً على "وسائل آلية وكهربائية لإعداد طرد مفخخ".
وقبضت السلطات على رجلين يبلغان من العمر 36 و47 سنة أمس، في بلدة كريملين-بيسيتر القريبة من فيلجويف، ووضعا قيد التوقيف الاحترازي. كما وضعت مشتبهاً به ثالثاً قيد التوقيف الاحترازي ليل الأربعاء الخميس، في إطار التحقيق الذي فتحته شعبة مكافحة الإرهاب في النيابة العامة في باريس.
وقال وزير الداخلية جيرار كولومب، لإذاعة "فرانس إنفو"، إن الموقوفين الثلاثة "كانوا على ارتباط بالإرهاب"، مؤكداً وجود "عدد من الروابط والاتصالات الهاتفية" مع سورية.
وبدت مصادر قريبة من التحقيق أكثر حذراً حول هذه النقطة، وقال الوزير "رأينا أن هناك اتصالات هاتفية تم تبادلها" مع سورية، مشيراً إلى أن اثنين من الموقوفين "ينفيان الطابع الإرهابي" للهجوم الذي كانوا يعدون له.
وتابع "يقولان (الموقوفان) إنهم أرادوا تفجير مصارف بمادة (تي إيه تي بي)، لكن ما نراه هو أنهم كانوا على ارتباط بالإرهاب، وعلينا المضي بالأحرى في هذا الاتجاه". وأوضح أن الموقوفين "كانوا يريدون تفجير مكاتب مصارف للاستيلاء على أوراق مالية، وهم ينفون الطابع الإرهابي ويقولون إن الأمر لصوصية منظمة".
ومادة "تي إيه تي بي" المعروفة بين عناصر ومجندي تنظيم داعش بـ"أم الشيطان" لها قدرة تفجيرية هائلة ويمكن صنعها من مواد متوافرة في المتاجر، عبر مزج كميات محددة من الأسيتون وماء الأكسجين ومادة حمضية.
وعند وقوع الاعتداءات الأخيرة في أوروبا في 17 و18 أغسطس/آب في برشلونة (16 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً)، كانت الخلية التي نفذتها تعد هذه المادة المتفجرة.
وتتواصل التحقيقات لمعرفة سبب وجود السيارة التي استخدمها منفذو الهجوم في كامبريلس بإسبانيا في المنطقة الباريسية في 11 و12 أغسطس/آب، قبل أقل من أسبوع على اعتداءات كاتالونيا.
وعندما سُئل عن أي روابط محتملة مع اعتداءَي برشلونة، قال كولومب "قد يكون هذا محتملاً، التحقيق سيظهر لنا ذلك. نعرف أن إسبانيا مكان عبور للشبكات القادمة من المغرب، ومن الممكن أن تكون هناك روابط، لكنني بصراحة لا أعرف المزيد".
واكتشف هذا المختبر لصنع المتفجرات في وقت مددت الحكومة حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني حالة الطوارئ في البلاد، على خلفية خطر إرهابي مرتفع في فرنسا التي شهدت منذ 2015 سلسلة اعتداءات أوقعت 239 قتيلاً.
وصدر مرسوم في فرنسا في 31 أغسطس 2017، ينص على وجوب أن يقدم كل شخص يريد شراء مواد تدخل في صنع متفجرات، وثيقة هوية، وأن يوضح الغرض من استخدام المواد.