كلاسيكو ذهاب موسم 2017-2018 لن يكون كسابقه في السنوات الأخيرة. هذا الكلاسيكو الذي تحيطه أجواء تخبط في إسبانيا سيستضيفه ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد. العاصمة التي وقفت في وجه كتالونيا خلال الأزمة السياسية ستحضن المباراة الأضخم في كرة القدم لا بل "كلاسيكو الأرض".
الأزمة السياسية وتأثيرها
ربما خفت حدة الأزمة السياسية التي اشتعلت في إسبانيا بسبب انفصال كتالونيا قبل أشهر، لكن آثارها السلبية ما زالت متواصلة، حتى اليوم، والدليل هي المظاهرات اليومية في كتالونيا المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الذين كانوا يطالبون بانفصال كتالونيا عن إسبانيا خلال الأزمة.
ولدت هذه الأزمة كراهية بين جماهير العاصمة الإسبانية وجماهير الأقاليم وخصوصاً كتالونيا، فمثلاً عندما لعب برشلونة ضد لاس بالماس، ارتدى الأخير قمصاناً عليها العلم الإسباني بينما دخل برشلونة بألوان العلم الكتالوني، كما واستقبلت جماهير سانتياغو برنابيو فريقها بلوحة من الأعلام الإسبانية التي تُطالب بوحدة البلاد وترفض استقلال كتالونيا غير الشرعي بنظرها.
ورغم أن هذه الأزمة خلفت كثيراً من الاختلالات في إسبانيا، إلا أنها ستكون مختلفة في مواجهة "الكلاسيكو" يوم السبت المقبل، وذلك لأن ريال مدريد وبرشلونة هما الأقوى في إسبانيا ومباراتهما تتسم دائماً بالإثارة والعنف والقتال، فكيف إذا أضيف إليها المشكلة السياسية الحالية والتي ستتسلل بكل تأكيد إلى مدرجات "سانتياغو برنابيو" بين جماهير العاصمة الإسبانية وجماهير كتالونيا.
ولن يكون مستبعداً استقبال جماهير ريال مدريد الخصم برشلونة بلوحة من الأعلام الإسبانية في المدرجات، في وقت قد ترفع جماهير برشلونة أعلام كتالونيا في المنطقة المخصصة لها، وهو الأمر الذي قد يخلق مشكلة كبيرة وشعارات سياسية خلال المباراة مما يرفع من حساسية اللقاء وأهميته، ويدفع اللاعبين للقتال أكثر على أرض الملعب.
انتخابات واحتجاجات
تشهد كتالونيا انتخابات مبكرة بعد الأزمة التي عاشتها، وذلك قبل يومين فقط من مباراة الكلاسيكو، حيثُ ستشهد المقاطعة انتخابات برلمانية في 21 من الشهر الحالي. ورغم أن هذه الانتخابات هي لإعادة التركيبة السياسية في المقاطعة، إلا أنها قد تؤثر على مسار الكلاسيكو خصوصاً لدى جماهير برشلونة.
وقبل يومين من المباراة تشهد كتالونيا احتجاجات كبيرة في الشوارع للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لدى الحكومة الإسبانية بتهمة الانقلاب، وهناك مخاوف من أن تمتد هذه الاحتجاجات إلى يوم المباراة وتؤثر سلباً على مسارها الرياضي.
لكن السؤال الذي يمكن طرحه في هذا الإطار هو، كيف ستكون ردة فعل كتالونيا والعاصمة الإسبانية بعد نتائج هذه الانتخابات إن كانت لمصلحة هذا أو ذاك؟ وبالتالي فإن ردة الفعل الشعبية ستكون حاضرة في شوارع العاصمة مدريد يوم الكلاسيكو، وقد تدفع ببعض المشجعين المتهورين والمتعصبين لافتعال إشكالات في الشوارع المحيطة بالملعب "سانتياغو برنابيو"، خصوصاً في ظل الكراهية الكبيرة بين سكان المقاطعة وسكان مدريد في الوقت الحالي.
صراع أندية VS صراع سياسي
لطالما تتسم مواجهات برشلونة وريال مدريد بالسياسة، حتى أن بعض الصحافيين الإسبانيين يعتبرون أن الكلاسيكو يأخذ طابعاً سياسياً أكثر من رياضي بعكس مواجهة "ديربي" مدينة مدريد. وربما تتحول نتيجة كلاسيكو، يوم السبت، إلى صراع بين كتالونيا ومدريد بدلاً من أن تكون برشلونة وريال مدريد.
ففي حالة فوز ريال مدريد، ستعتبر الجماهير "الملكية" أن كل إسبانيا فازت على كتالونيا لأن برشلونة هو ممثلها الأول في الرياضة، وفي حالة تفوق برشلونة في ملعب "سانتياغو برنابيو" ستعتبر جماهير الفريق الفوز بمثابة انتصار لكتالونيا الحرة التي تريد الانفصال عن إسبانيا.
في المقابل قد تنحرف الأمور عن المسار الرياضي خصوصاً مع تواجد لاعبين متعصبين لكتالونيا وآخرين لإسبانيا، ومن أبرز الأمثلة هو المدافع، جيرارد بيكيه، الذي يُعتبر المساند الأول لانفصال كتالونيا، والذي سيتعرض لصافرات الاستهجان بشكل مؤكد بسبب مواقفه السياسية ضد مدريد وحكومتها.