كلاوديو كانيجيا لـ"العربي الجديد": الشعب الأرجنتيني مدين لميسي...ومدرب المنتخب مخطئ
سبق لك اللعب في الدوري القطري مع نادي قطر والمشاركة في ثلاث نسخ من كأس العالم، كيف تتخيل النسخة المقبلة من المونديال التي ستحتضنها قطر؟
حتما سيكون أمرا جديدا ومميزا، لقد تم تنظيم نسخة سابقة من "المونديال" في أفريقيا، وهذا أمر لم يكن معتادا في القارة السمراء، أعتقد أن منح شرف تنظيم تظاهرة رياضية عالمية كالمونديال إلى قطر سيجعل الإقبال الجماهيري أكبر، على الأقل إذا ما قارنا بالأوقات التي لعبت فيها هناك، لكن بالتأكيد فإن قطر تستحق ذلك.
كأس العالم في قطر، نعم أعتقد أنه من الجيد تنظيم هذا الحدث في بلدان مختلفة من أرجاء العالم، وليس دوما في نفس الأماكن المعتادة، حيث تجد المنتخبات الكبرى راحتها وتأخذ الأفضلية، النسخة المقبلة ستكون مميزة حتما لأن الجميع يكتسب أفضلية. وقوة المنتخبات الكبرى ستكون أقل من ذي قبل، لأنها ستكون في قطر بنظام جديد وروح جديدة.
أعتقد أن هذا عظيم، لأن الدول الجديدة في نطاق الحدث تستحق تنظيم كأس العالم أيضا، ملاعب ضخمة تم رصدها لإنجاح كأس العالم. وعلى الرغم من مساحة البلد الصغيرة، إلا أن كُثراً من المشجعين سيتوافدون تباعا على قطر التي سينظم شعبها نسخة مميزة حتما في ظل الموارد التي يمتلكونها. شيء عظيم أن ينظموا المونديال وأن يتم احتضان حدث كبير هكذا كل مرة في مكان مختلف.
ما هو موقفك من فكرة إنفانتينو حول نسخة مونديال بـ 48 منتخبا؟
أعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه، حتى في ما يتعلق بكون الأمر فرصة حقيقية لكثير من المنتخبات التي لم يسعفها الحظ سابقا في المشاركة والحضور في كأس العالم، سواء كانت من أميركا اللاتينية، أو آسيا أو أفريقيا، أعتقد أن المنطقي قبل اعتماد هكذا قرارات، أن تحوز على موافقة ورضا الجميع، وإن وجدت تلك الموافقة الجماعية فيجب معها أيضا العمل على إنجاح الصيغة الجديدة، أنا أعني مثلا إن انضمت منتخبات ليست لها تجارب سابقة في المونديال...الأمر هنا سيؤثر على المستوى العام للمنافسة، المنتخبات التي أتحدث عنها ستصطدم بالمنتخبات الكبرى في مرحلة المجموعات. إنها ليست مشكلة كبيرة لأن الطبيعي أنها ستُقصى إذا ما واجهت ألمانيا أو منتخبا أوروبيا، ما يقلقني هو أن تكون الهزائم بنتائج كبيرة، ربما سبعة أهداف مثلا أو أنها لن تحظى بفرصة واحدة لاجتياز خط وسط الميدان، هذا سيحدث حتما ولا أعتقد أنه سيكون أمرا جيدا، لكنني أتفهم أنه في ظل العولمة التي يشهدها العالم الآن فإن الأمر تجاري أكثر مما هو رياضي بحت، ليس كما كان الأمر سابقا. ومن جهة أخرى، إني أحبذ فكرة وجود منتخبات لم تسبق لها المشاركة من قبل، وأن يشاهدها الجميع، لكن الأمر تجاري أكثر من أي شيء آخر، إذا ما تحدثنا عن الأمر في نطاق رياضي فإن ما سيحدث هو ما تكلمت عنه للتو.
ميسي يعود للمنتخب الوطني، هل تعتقد أن الأرجنتين تملك فرصة لنيل كأس العالم من دونه؟
لست متأكدا مما إذا كانت عودته فرصة للفوز بكأس العالم، لكننا رأينا مؤخرا مدى تأثير غيابه على المردود العام للمنتخب. عودته أمر مميز، لأنه الأفضل في العالم، بكرة واحدة يمكنه أن يفوز باللقاء، لذا من الطبيعي أن نكون سعداء بعودته، لأن غيابه يخلق لنا الكثير من المشاكل في اللقاءات، شاهدناه في برشلونة يحمل فريقا كاملا على عاتقه، لكن الأمر مختلف، ففي المنتخب لا يمكن للاعب بمفرده أن يحمل على كاهله كامل المجموعة، ومن أجل الفوز على منافسيك يتعين تضافر كل الجهود، لأننا نفوز ونهزم كفريق واحد وبوجود لحمة بيننا، وجود ميسي مهم في المنتخب، وأعتقد أننا مدينون لهذا اللاعب رغم أنه لم يقدر على الفوز بكأس العالم.
سكالوني مدرب الأرجنتين قال إن المنتخب في وضع لا يسمح له بالفوز على المنتخبات الأوروبية الكبرى، هل تتفق معه؟
لا أدري، إذا استدعيت أفضل اللاعبين الموجودين تحت تصرفك، واعتبرت نفسك مدربا جيدا، فلماذا لا يمكنك التنافس معهم والتفوق عليهم. هناك لاعبون أرجنتينيون مميزون، يجب أن نرى كم لاعبا فيهم ينشط ضمن الفرق الأوروبية الكبيرة؟ الإجابة هي الكثير منهم. لكن من جهة أخرى، فإنهم لا يلعبون بالشكل المطلوب عندما يتعلق الأمر بمباريات المنتخب، إذا ما قمت بإرسال تصريح كهذا على شكل رسالة فإنني لا أتفق معك.
ومن وجهة نظري، قد يكون محقا في ما قاله، ربما يكون لحماية نفسه، لكنها ليست رسالة للاعب الأرجنتيني المعروف بعقليته المحترفة وقتاليته داخل الميدان، والتي تجعله دوما يسعى إلى تقديم أفضل أداء ممكن، حتى لو لم يكن في يومه.
في بعض الأحيان تقول إننا الأفضل وهذا غير صحيح، لم ندخل كأس العالم كأفضل منتخب ولكننا حققنا اللقب، ومع قدر صغير من القوة حققنا نتائج خارقة للعادة، العقلية شيء مهم في كرة القدم وليس فقط المردود، ما قاله لا يعتبر رسالة محفزة للاعب كرة القدم، لكن ربما هو لديه أسبابه التي جعلته يقول هذا، أعتقد أن هناك منتخبات أفضل من الأرجنتين، ومن هذا الجانب أنا أتفق معه.
ما رأيك بمحمد صلاح؟ وهل تلاحظ تشابها بينه وبين لاعب آخر في طريقة اللعب؟
لا شيء يتبادر إلى ذهني حاليا. حقيقة، لست ماهرا في إيجاد أوجه التشابه بينه وبين لاعبين آخرين، لكنه لاعب جيد جدا مع الأخذ في الاعتبار أنه قادم من مصر حيث نشأ هناك، والآن هو من بين أبرز اللاعبين في الدوري الإنكليزي الذي ربما هو أفضل دوري في العالم، وسبق له اللعب في نادي روما حيث كان ظهوره الأول في دوري مختلف يتميز بنهج تكتيكي صعب، لقد كان محل متابعة منذ أن فجر إمكانياته، وأظهر للجميع أنه لاعب رائع، سواء كان يلعب على اليمين أو اليسار أو في خط الوسط، وأنه لا يلعب في منطقة واحدة فقط، صلاح من أبرز اللاعبين وأكثرهم حسما في الوقت الراهن.
ما رأيك بخصوص اللاعب الجزائري رياض محرز؟
لقد لعب بشكل جيد حقا، هو لاعب عظيم، صلاح أفضل، لكن محرز قدم أداء أكثر من رائع خلال الموسم الذي نال فيه ليستر سيتي لقب الدوري الإنكليزي، لقد كان مفتاح التتويج في الفريق طبعا برفقة فاردي وكانتي وأيضا المدرب رانييري، إنه لاعب حاسم قادر على تغيير مجرى المباراة في أي لحظة. قدمه اليسرى وتسديداته بها مثل السحر، إنه لاعب رائع لكن صلاح أكمل لأنه يمتلك عقلية مختلفة، عيبه الوحيد أنه يفقد أحيانا تركيزه.
ماذا تتوقع لمنتخب قطر في مونديال 2022؟
لم أشاهد منتخب قطر في الآونة الأخيرة، لكن يتعين على لاعبيه العمل من أجل تحقيق مشاركة مشرفة، وعلى الأقل تجاوز الدور الأول من المونديال، إنها المرة الأولى التي يشاركون فيها بكأس العالم، لكنهم سيكونون في وطنهم، سيكون من الجميل مشاهدتهم وهم يقومون بذلك، نعلم جميعا أن الأمر صعب في وجود عدد إضافي من المنتخبات، وقد يكون أيضا سهلا، خصوصا أنهم أبطال قارة آسيا، وهذا سيوفر لهم عقلية مختلفة تماما.
ما هي أبرز ذكرياتك في الفترة التي قضيتها بقطر؟
كان ذلك عندما بدأ الدوري القطري في التوسع، من خلال استقدام الأجانب، كنا من بين الأوائل الذين لعبوا هناك طبعا برفقة بعض الأفارقة الذين كانوا يملكون مستوى أكثر من مميز. القطريون أرادوا زخما أكبر للدوري المحلي ورغبوا في أن يتحسن المستوى، لقد استقدموا عددا مقبولا من النجوم المعروفين. وعلى الرغم من أننا كنا في نهاية مشوارنا، إلا أنها كانت تجربة مميزة وفريدة لنا، الدوري كان يضم عشرة فرق وكنا نواجه كل فريق ثلاث مرات في الموسم، كما أنني كنت في زمالة مع أربعة لاعبين سبق لي أن كنت معهم في فرق أخرى، لقد كان الأمر رائعا وأحببت وجودي هناك، كان لدي الكثير من الخبرة بالفعل، ولكن أيضا أتيحت لي فرصة للتعرف على ثقافتهم، تحدثت معهم كثيرا، لم أكن من النوع الذي يتدرب ويلعب ثم يعود إلى المنزل، لقد اعتاد المدير الفني الاتصال بي وكنا نلتقي في كل مناسبة سانحة، ولم أكن من النوع الذي يقول لا، لا أستطيع أو أي شيء من هذا القبيل.
على صعيد كرة القدم، كنا مجموعة شابة، كان علينا التحدث مع اللاعبين الصغار الذين لم يكن لديهم أي طموح، لم تكن الحصص التدريبية صعبة، ولكنهم كانوا يستعينون بمدربين من مختلف أصقاع العالم، ومن الواضح أن هذا هو الخيار الأمثل من أجل تجهيز اللاعبين الشبان، كان هذا هو هدفهم الرئيسي، الآن سيكونون قادرين على إظهار أنفسهم، خصوصا أنهم أبناء البلد المضيف للنسخة المقبلة من كأس العالم، مع العلم أنهم كانوا يستهدفون دوما إظهار اللاعبين الشبان وتطوير الجوانب البدنية والفنية فيهم، وأيضا تطوير مستوى اللعبة تكتيكيا في قطر، وهذا ما يتجلى في توظيف الكثير من المدربين، وثمار ذلك بدأت في التجلي من خلال الأداء المبهر في كأس آسيا الماضية وتتويجهم بها، لم أرهم مؤخرا ولكنها كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، لقد قضيت وقتا مميزا في قطر.
من هو المدرب الأوروبي الذي يعجبك أكثر من غيره؟ ولماذا؟
الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول؛ أعتقد أن كلوب جيد جدا، ومن جميع النواحي لديه أسلوب متميز، ويعرف كيف يتصرف مع اللاعبين، وليس من السهل القيام بذلك في فريق مثل ليفربول.
هو ناجح لأنه قريب جدا من اللاعبين، ويعرف تفكيرهم كما أن لعامل السن دور مساعد على نمو هذه العلاقة لأنه لا يوجد فارق كبير في السن بينه وبين اللاعبين، والكرة العصرية اليوم تتطلب أن يكون سن اللاعب قريبا من سن المدرب. شاهدنا كيف يعانق كلوب اللاعبين عندما يسجلون الأهداف بحرارة، ففي عصرنا لم يكن متاحا أو من السهل تقبيل مدرب مثل بيلاردو..الكرة تغيرت اليوم وخاصة العلاقة بين اللاعب ومدربه...أنا أحب أسلوب كلوب، وكيف يتعامل مع لاعبيه وهم كذلك يثقون به حتى وإن لم يلعبوا في التشكيلة الأساسية.
كما يعجبني مدربون آخرون مثل مورينيو وغوارديولا وأنشيلوتي، لكنّ لكل واحد منهم أسلوباً مختلفاً، والمهم أن اللاعب يجب أن يشعر بالراحة النفسية مع مدربه، الأمر كان مختلفا مع بيلاردو في زماننا، لأننا لا ننتمي إلى نفس الجيل، لقد كان يتحدث إلينا ولكن كانت هناك مسافات شاسعة بين اللاعبين والمدرب، عكس ما يحصل تماما بين كلوب ولاعبيه على سبيل المثال.