إذا كنت من محبي الأغنية العربية، وتتابع باستمرار الإصدارات الجديدة التي يطرحها المغنون العرب في الأسواق، فستلاحظ وجود مشكلة تعاني منها الأغنية العربية عبر تاريخها، وهي تشابه كلمات الأغاني.
الأمر غير متعلق بالسرقة الأدبية، وإنما يتعلق بارتباط الأغنية العربية تاريخياً بالشعر الغزلي، ويتعلق أيضاً بمفهوم الرومانسية لدى العرب الذي يرتبط بشكل وثيق بعناصر الطبيعة، فكلمات مثل الليل أو القمر أو النجوم، موجودة في آلاف الأغنيات العربية، لدرجة تشعر فيها وكأن معظم الأغاني العربية غير مرتبطة بعصر الحداثة الذي أنتجت فيه، فكلماتها إما ترتبط بالحالة الرومنسية المتجسدة بعناصر الطبيعة، أو ترتبط بإنتاجات بشرية تنتمي إلى العصور القديمة كالشموع والمرايا، أو تكون كلماتها أكثر تجريداً.
الأمر غير متعلق بالسرقة الأدبية، وإنما يتعلق بارتباط الأغنية العربية تاريخياً بالشعر الغزلي، ويتعلق أيضاً بمفهوم الرومانسية لدى العرب الذي يرتبط بشكل وثيق بعناصر الطبيعة، فكلمات مثل الليل أو القمر أو النجوم، موجودة في آلاف الأغنيات العربية، لدرجة تشعر فيها وكأن معظم الأغاني العربية غير مرتبطة بعصر الحداثة الذي أنتجت فيه، فكلماتها إما ترتبط بالحالة الرومنسية المتجسدة بعناصر الطبيعة، أو ترتبط بإنتاجات بشرية تنتمي إلى العصور القديمة كالشموع والمرايا، أو تكون كلماتها أكثر تجريداً.
وحاول بعض الكتاب والمغنين منذ منتصف القرن الماضي تجديد روح الأغنية العربية، من خلال إقحام بعض الكلمات التي تنتمي إلى عصر الحداثة. وتبلورت هذه النزعة إلى الحداثة في ثمانينيات القرن الماضي في لبنان، عندما أدخلت بعض الكلمات الجديدة، مثل "السيارة" و"التليفون" و"الطيارة" و"السيجارة" في الأغنية اللبنانية، فظهرت كلمة "سيارة" في العديد من الأغاني، مثل أغنية "تمارة" لحكمت وهبي، وأغنية "سيارتو أكبر" لمحمد جمال، والتي بدا فيها مفهوم الحب أكثر واقعية واقتراناً بالمادة، إلا أن هذه النزعة الحداثوية لم تتمكن من فرض نفسها على باقي بلدان الوطن العربي، وانحسرت في التسعينيات، وعادت كلمات الأغاني لتكون أكثر كلاسيكية، وكانت أغنية "جرحونا برمش عين" التي غناها الفنان جورج وسوف سنة 1992، أفضل تعبير عن الرغبة بالعودة من الحداثة إلى الغزل الكلاسيكي، وخصوصاً في لازمة الأغنية، وهي: "قول إحنا اللي القمر ما عرفش يذلنا، الناس طلعوا القمر، وقمرنا نزل لنا".
وفي بداية الألفية الثالث، وبعد أن اخترقت التكنولوجيا تفاصيل حياتنا اليومية، عادت النزعة إلى الحداثة بقوة أكبر. ففي سنة 2005، أطلقت الفنانة اللبنانية، سابين، أغنية "ابعتلي إيميل"، لتشكل الأغنية صدمة للأغنية العربية التي تجاهلت التطور التقني والتكنولوجي طويلاً.
وفي سنة 2013، انتشرت ظاهرة السيلفي في الوطن العربي، وباتت كلمة "سيلفي" تعبر عن الحداثة والمعاصرة في الكثير من الأحيان. ومنذ أن درجت الكلمة وحتى اللحظة، باتت العنوان الأبرز والأكثر تعبيراً عن الحداثة في العديد من الأغاني العربية، وفي رصيد الأغنية العربية اليوم 10 أغان تحمل في عنوانها كلمة "سيلفي".
وأول هذه الأغاني بحسب تاريخ الإصدار، هي أغنية "يلا ناخد سيلفي" للمغني الإماراتي، فايز السعيد، والتي أصدرها في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، وصور لها فيديو كليب. وبعد أسبوع واحد أصدر المغني السوري، أحمد العلي، أغنية حملت عنوان "سيلفي"، وصور لها فيديو كليب أيضاً، ولكن الأغنية لم تحقق شهرة أو مكانة الأغنية الأولى. وبعد أسبوع أيضاً، أطلق المغني الفلسطيني، أحمد جرادات، أغنية بنفس العنوان. وفي رمضان 2015، صدر مسلسل بعنوان "سيلفي"، وغنى الفنان راشد الماجد شارة المسلسل، وحملت الأغنية، التي انتشرت على نطاق واسع، نفس العنوان أيضاً. وفي شهر يوليو/ تموز من نفس العام، أصدر طلال الساتة نسخته الخاصة من أغنية "السيلفي"، وصور لها فيديو كليب بدوره، وكان أول فيديو كليب يصور على طريقة "الفيديو سيلفي" لأغنية عربية اسمها "سيلفي". وفي الشهر الأخير من السنة نفسها، صدرت أغنيتان لهما نفس الاسم، للجزائري الشاب حسام، والمغني السوري محمد الساهر، وصور الأخير أغنيته على طريقة الفيديو كليب. وفي سنة 2016، أطلق المغني الليبي، أحمد السوكني، نسخته الخاصة من أغنية "السيلفي"، كما أطلق المغني المصري، محمود ناجي، أغنية بنفس العنوان في منتصف الشهر الماضي، وصُورت الأغنيتان على طريقة الفيديو كليب.
اقــرأ أيضاً
وفي بداية الألفية الثالث، وبعد أن اخترقت التكنولوجيا تفاصيل حياتنا اليومية، عادت النزعة إلى الحداثة بقوة أكبر. ففي سنة 2005، أطلقت الفنانة اللبنانية، سابين، أغنية "ابعتلي إيميل"، لتشكل الأغنية صدمة للأغنية العربية التي تجاهلت التطور التقني والتكنولوجي طويلاً.
وفي سنة 2013، انتشرت ظاهرة السيلفي في الوطن العربي، وباتت كلمة "سيلفي" تعبر عن الحداثة والمعاصرة في الكثير من الأحيان. ومنذ أن درجت الكلمة وحتى اللحظة، باتت العنوان الأبرز والأكثر تعبيراً عن الحداثة في العديد من الأغاني العربية، وفي رصيد الأغنية العربية اليوم 10 أغان تحمل في عنوانها كلمة "سيلفي".
وأول هذه الأغاني بحسب تاريخ الإصدار، هي أغنية "يلا ناخد سيلفي" للمغني الإماراتي، فايز السعيد، والتي أصدرها في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، وصور لها فيديو كليب. وبعد أسبوع واحد أصدر المغني السوري، أحمد العلي، أغنية حملت عنوان "سيلفي"، وصور لها فيديو كليب أيضاً، ولكن الأغنية لم تحقق شهرة أو مكانة الأغنية الأولى. وبعد أسبوع أيضاً، أطلق المغني الفلسطيني، أحمد جرادات، أغنية بنفس العنوان. وفي رمضان 2015، صدر مسلسل بعنوان "سيلفي"، وغنى الفنان راشد الماجد شارة المسلسل، وحملت الأغنية، التي انتشرت على نطاق واسع، نفس العنوان أيضاً. وفي شهر يوليو/ تموز من نفس العام، أصدر طلال الساتة نسخته الخاصة من أغنية "السيلفي"، وصور لها فيديو كليب بدوره، وكان أول فيديو كليب يصور على طريقة "الفيديو سيلفي" لأغنية عربية اسمها "سيلفي". وفي الشهر الأخير من السنة نفسها، صدرت أغنيتان لهما نفس الاسم، للجزائري الشاب حسام، والمغني السوري محمد الساهر، وصور الأخير أغنيته على طريقة الفيديو كليب. وفي سنة 2016، أطلق المغني الليبي، أحمد السوكني، نسخته الخاصة من أغنية "السيلفي"، كما أطلق المغني المصري، محمود ناجي، أغنية بنفس العنوان في منتصف الشهر الماضي، وصُورت الأغنيتان على طريقة الفيديو كليب.