كشفت مصادر مقرّبة من دوائر صناعة القرار المصري كواليس قرار الإفراج عن نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك، علاء وجمال، على ذمة القضية المعروفة إعلامياً باسم "التلاعب بالبورصة"، وقبول طلب رد هيئة المحكمة، بعد نحو ثلاثة أيام فقط من قرار للمحكمة التي كانت تنظر في قضية إلغاء إطلاق سراحهما وعودتهما للسجن مجدداً.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن قرار الإفراج عن نجلي الرئيس المخلوع، جاء بعد اتصالات أجرتها والدتهما سوزان مبارك، بحكام خليجيين، دعتهم فيها للتدخل وإلغاء القرار الصادر ضد نجليها. وأوضحت المصادر أن سوزان مبارك أكدت لأحد القادة الخليجيين البارزين أن ما يحدث مع نجليها هو تعسّف سياسي وليس له أي سبب قانوني، بعدما قام علاء بالرد على عدد من الإعلاميين الذين قاموا بتشويه صورة والده على الرغم من أنه اعتزل الحياة السياسية تماماً.
وأشارت المصادر إلى أن قرينة الرئيس المخلوع وعدت أحد حكام الخليج، الذي تحدثت إليه، بعدم تعليق أي من أبنائها على الحياة العامة أو السياسية أو المشاركة في أي أنشطة عامة أو رياضية، أو التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. ونفت المصادر ما أُشيع عن أن الانهيار الذي شهدته البورصة المصرية، على مدار اليومين اللذين أعقبا قرار المحكمة بإعادة حبس علاء وجمال، بشكل أفقدها نحو 7.8 نقاط دفعة واحدة في سابقة لم تحدث منذ فترة طويلة، وتسبب في خسائر اقتربت من 60 مليار جنيه (3 مليارات و357 مليون دولار) في رأس المال السوقي، هو السبب في تسريع النظام المصري الإفراج عن نجلي الرئيس المصري المخلوع. وقالت "النظام يدرك جيداً حجم القلق الذي سيسببه قرار القبض من البداية، لكنه رأى ضرورة التدخل في هذه اللحظة، خشية تفاقم الأوضاع، خصوصاً في ضوء الظهور المتزايد والمكثف لعلاء مبارك على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الظهور في المناسبات العامة"، مضيفة "إلا أنه لم يكن في حسبانه التدخل الذي قام به أحد حكام الخليج لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي اضطر للتراجع عن قرار الحبس بعد الوساطة الخليجية، مع التأكيد على ضرورة التزامهما بمجموعة من المحاذير والضوابط".
وكان نجلا الرئيس المخلوع قد ظهرا في مدرجات عدد من المباريات الدولية، فيما ظهر علاء مبارك في مدرجات إحدى مباريات نادي الإسماعيلي الذي اشتهر بتشجعيه، بالإضافة إلى ظهوره في مسجدي السيدة نفيسة والحسين، حيث التفّ حوله عدد من المواطنين الذين هتفوا له ولوالده، وحرصوا على التقاط الصور التذكارية معه. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي بالقبض على علاء وجمال مبارك، بالإضافة إلى حسن هيكل، نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، و2 آخرين، على ذمة قضية "التلاعب بالبورصة". وأسندت النيابة العامة إلى جمال مبارك اشتراكه بطريقة الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين في جريمة "التربح" والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية قدرت بنحو 493 مليون جنيه. وقالت النيابة إن المتهمين اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب شخصية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة، وتمكينهم من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بدولة قبرص. وشهدت البورصة تراجعاً حاداً خلال تعاملات الأحد والإثنين، 16 و17 سبتمبر/ أيلول الماضي، لتنخفض تحت مستوى 15 ألف نقطة، للمرة الأولى منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، تأثراً بإلقاء القبض على المتهمين في قضية "التلاعب بالبورصة". وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 بنحو 2.1 في المائة خلال أول ساعة من جلسة 16 سبتمبر/ أيلول فقط، عند مستوى 14989 نقطة. كذلك تراجع مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 0.54 في المائة، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنحو 0.94 في المائة خلال الساعة الأولى أيضاً.