كورونا يؤثر على مهن رمضان الموسمية في غزة
تأثرت الأعمال والمهن الموسمية الرمضانية في قطاع غزة بفيروس كورونا الذي ألقى بظلاله على مناحي الحياة كافة، إذ تدنت نسب الإقبال على الأسواق، وتراجعت المبيعات، وخصوصاً الأصناف التي كان ينشط بيعها في شهر رمضان. وقال أبو طويلة لـ"العربي الجديد" إنّ هذه السنة "شهدت إقبالاً أقل على الشراء بسبب خوف الناس من فيروس كورونا. في السنوات السابقة كنت أبيع كل ما لدي من خضروات قبل منتصف اليوم".
وقال بائع المخلل والعطارة، زياد بلبل، لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يتوقع أن تؤثر أزمة كورونا على السوق، لكنه توقع أيضاً أن تنتعش الأسواق بسبب بضائع رمضان، مشيراً، وهو يقلب ما لديه من بضاعة، إلى أنّ "الأصناف الموسمية مثل المخلل يزيد الطلب عليها في رمضان، لكن كورونا خلق حالة من الخوف بين الناس جعلتهم يعزفون عن الشراء".
ويشهد شهر رمضان بشكل عام ارتفاع نسبة الأيدي العاملة مع ظهور أعمال تشمل بيع القطايف، والخروب، والخضروات الموسمية، ويقتنص كثير من شباب غزة فرصة تزايد الاستهلاك على بعض الأطعمة والمشروبات في رمضان للعمل في بيعها لتخلصهم لبعض الوقت من البطالة.
يتوسط محل بائع القطايف، محمد مدوخ، سوق الزاوية شرقي مدينة غزة، وقد أشعل موقده لتجهيز القطايف استعداداً لموجة جديدة من البيع. يقر مدوخ بأنّ فيروس كورونا لم يؤثر على بيع القطايف بشكل كبير لأنّها الحلوى الأشهر في رمضان، لكنه يخشى أن يبتعد الناس عن القطايف بعد أيام لشراء ما هو أهم، في ظل القلق من تفشي الفيروس في قطاع غزة.
وحذّرت وزارة الصحة في غزة من تفشي فيروس كورونا في ظل انعدام الإمكانات الصحية، بعد أن سجلت إصابة 17 من الفلسطينيين العائدين عبر معبر رفح البري، والذين تعافى 7 منهم بشكل تام.
كان بائع الخروب، سامر السوسي، حزيناً لما آلت إليه الأسواق في ظل الحصار الذي فاقمته أزمة كورونا، وقال لـ"العربي الجديد": "الحصار قلص حركة السوق، ثم جاء كورونا ليزيد الطين بلة. كنت أنتظر أن يزيد الطلب على الخروب المفضل للكثير من المواطنين في رمضان، لكن حركة البيع جاءت مخيبة للآمال، ولم ترتقِ إلى المعهود بسبب كورونا".
ويؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة غزة التجارية، ماهر الطباع، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أزمة كورونا عمّقت الأزمة الاقتصادية في القطاع نتيجة توقف بعض الأنشطة الاقتصادية. القطاعات التجارية المختلفة شهدت تراجعاً بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70 في المائة بسبب انعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين، ويظهر هذا واضحاً على الأعمال الموسمية في ظل الخشية من تفشي الفيروس".