يشتكي مربّي النحل في قطاع غزة، محمد ثابت، من تراجع كبير في إقبال الفلسطينيين على شراء العسل بالرغم من الوفرة الكبيرة في الإنتاج، حيث تضررت القدرة الشرائية بشدة لينحصر الطلب على السلع الأساسية.
ووفقاً لمربي النحل في غزة، فإن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً في إقبال المشترين، باعتباره سلعة غير أساسية، وهو ما ألحق بهم خسائر كبيرة، سيما وأن عملية التسويق باتت منحصرة على السوق المحلي.
يقول ثابت لـ"العربي الجديد" إن تداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد زادت من الصعوبات التي يواجهها مربو النحل في تسويق الإنتاج، مشيراً إلى أن الأسعار تتفاوت حسب طبيعة المنتج، فتكلفة الكيلو غرام الواحد من "العسل الحر" تتراوح بين 150 إلى 160 شيكلاً إسرائيلياً، فيما تبلغ تكلفة العسل المغذى بشكل خفيف ما بين 70 إلى 80 شيكلاً إسرائيلياً، أما العسل المغذى بشكل متوسط إلى قوي فتصل تكلفته ما بين 50 إلى 60 شيكلاً إسرائيلياً. (الدولار يعادل 3.50 شواكل).
وأشار ثابت إلى أن الظروف الصعبة التي يعيشها السكان وضعف الإقبال، تدفع أصحاب المناحل والعاملين في هذا المجال لخفض الأسعار خشية تكدس المنتجات لديهم لفترات طويلة وبيع أكبر كمية ممكنة تعوض تكاليف الإنتاج الباهظة.
وبحسب وزارة الزراعة في قطاع غزة، فإنه بالرغم من ضعف الإقبال على شراء العسل من قبل المواطنين، إلا أن الفترة التي تلت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المناحل العاملة بالقطاع.
وأكد مدير الجمعية التعاونية لمربي النحل في غزة، عماد غزال، أن هناك تراجعاً غير مسبوق في شراء العسل باعتباره سلعة تكميلية بالنسبة للغزيين مقارنة بالاحتياجات الأساسية، خصوصاً في ضوء الواقع المعيشي الحالي.
وقال غزال لـ "العربي الجديد" إن إجمالي الكميات المتوفرة حالياً تتراوح بين 180 إلى 200 طن وتلاقي صعوبة في التسويق بينما كان السوق يحتاج في الماضي نحو 350 طناً، مشيراً إلى أن هناك حاجة لوقف استيراد العسل لحماية المربين، خاصة أن أسعاره أقل كثيراً من أسعار المنتجات المحلية ما يجعلها غير قادرة على المنافسة.
وفي السياق، قال الناطق باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، إن تسويق المنتجات يزداد سوءاً خلال الفترة الأخيرة نتيجة لتداعيات كورونا على الواقع المعيشي للسكان وتأثيرات الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الرابع عشر على التوالي.