مناورات "ماكس ثاندر" بين واشنطن وسيول تعلّق محادثات الكوريتين... وقمة كيم-ترامب مهددة
يبدو أنّ أجواء التقارب بين الكوريتين، عكّرتها مناورات عسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ما حدا بكوريا الشمالية إلى تعليق محادثات رفيعة المستوى، اليوم الأربعاء، مع سيول، والتهديد بإلغاء القمة المرتقبة بين زعيمها كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، إنّها "لم يكن أمامها من خيار"، سوى تعليق المحادثات رفيعة المستوى مع كوريا الجنوبية، والمقررة الأربعاء، بسبب المناورات العسكرية التي تجريها سيول وواشنطن "ماكس ثاندر"، والتي جاءت على الرغم من تحسّن العلاقات بين الشمال والجنوب.
وأفادت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية التي تتولى ملف العلاقات مع الشمال، وفق ما أوردت "رويترز"، بأنّه كان من المقرر أن يركّز الاجتماع على خطط لتنفيذ إعلان تمخض عن قمة بين الكوريتين، في 27 إبريل/نيسان الماضي، وشمل تعهدات بإنهاء الحرب الكورية رسمياً، ومواصلة "نزع الأسلحة النووية تماماً".
ووصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بأنّها "استفزاز"، وقالت إنّ "بيونغ يانغ وجدت نفسها مضطرة إلى تعليق المحادثات".
كما هددت بيونغ يانغ، الأربعاء، بإلغاء القمة المرتقبة بين الزعيم الكوري الشمالي، والرئيس الأميركي، إذا ما ضغطت واشنطن عليها من أجل التخلي عن ترسانتها النووية بشكل أحادي.
وقال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي، كيم كي غوان، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، وفق ما ذكرت "فرانس برس"، إنّه إذا ما أقدمت إدارة ترامب على "التضييق علينا ومطالبتنا من جانب واحد بالتخلي عن السلاح النووي، فلن نبدي اهتماماً بالمحادثات، وسيتعيّن علينا إعادة النظر في ما إذا كنا سنقبل بالقمة المقبلة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة".
وتطالب واشنطن بتخلّي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية "بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه".
وخلال القمة التاريخية بين الكوريتين، الشهر الماضي، في بانمونغوم، القرية الواقعة في المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، أكّد كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، التزامهما "النزع التام للسلاح النووي" من شبه الجزيرة.
لكنّ هذه الصيغة تخضع لتفسيرات مختلفة، في وقت لم تُعلن كوريا الشمالية حتى الآن عن التنازلات المحتملة التي تقترح القيام بها.
وقال نائب الوزير الكوري الشمالي "لقد أعربنا بالفعل عن استعدادنا لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وأعلنّا مراراً أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حداً لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة".
وهاجم نائب الوزير الكوري الشمالي بعنف، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي كان تحدّث عن "النموذج الليبي"، لجعل كوريا الشمالية خالية من الأسلحة النووية.
وقال نائب الوزير إنّ هذه "محاولة شريرة للغاية لإخضاع كوريا الشمالية لمصير ليبيا والعراق. لا يمكنني كبح جماح غضبي من هذه السياسة الأميركية"، مشيراً إلى أنّ بيونغ يانغ "تشك في أنّ الولايات المتحدة تريد فعلاً تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية من خلال الحوار والتفاوض".
واشنطن: المناورات مستمرة
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنّها مستمرة في التحضير للقمة المرتقبة بين ترامب وكيم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت "سنستمر في التخطيط للقاء"، مشيرة إلى أنّ واشنطن "لم تتلقّ أي بلاغ" بتغيير موقف كوريا الشمالية. لكن ناورت نفت أن تكون هذه المناورات استفزازاً، بقولها إنّ "كيم جونغ أون قال إنّه يتفهم أهمية هذه المناورات (المشتركة) للولايات المتحدة. المناورات مستمرة".
وأعلن ترامب، الخميس الماضي، أنّه سيقابل زعيم كوريا الشمالية، في سنغافورة يوم 12 يونيو/حزيران المقبل.
واعتبر كيم، خلال محادثات مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي زار بيونغ يانغ، الخميس الماضي، أنّ القمة المزمعة مع ترامب، ستشكّل فرصة "تاريخية"، وستكون "خطوة أولى ممتازة" ستساهم في تحسين الوضع بشبه الجزيرة الكورية وفي "بناء مستقبل جيد".
وأعلنت كوريا الشمالية استعدادها لإغلاق موقع التجارب النووية هذا الشهر، ودعت خبراء أميركيين إلى التحقق من ذلك.
بدورها، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، إنّ قرار كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، تعليق المحادثات، "يدعو إلى الأسف"، ولا يتفق مع الإعلان التاريخي الذي أصدره البلدان، في أواخر إبريل/نيسان.
وقال بايك تاي هيون، المتحدث باسم الوزارة، في بيان، بحسب ما ذكرت "رويترز"، إنّ "قرار كوريا الشمالية تأجيل محادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين من جانب واحد، بسبب تدريبات جوية سنوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، لا يتفق مع روح إعلان بانمونغوم، ويدعو إلى الأسف".
وحث بايك، كوريا الشمالية، على العودة سريعاً إلى المحادثات. وذكر أنّه سيتم إرسال بيان رسمي إلى كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء.
(العربي الجديد)