16 نوفمبر 2024
كوشنر.. بجعة سوداء
ينتظر كثيرون جلاء "صفقة القرن"، أي خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، والإعلان عنها الشهر المقبل. يحاول كثيرون استشكاف ما تخبئه الصفقة التي ستكون أسوأ ما قد يطاول الفلسطينيين. وحده جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باشر العمل على الخطة منذ عامين، وبدا جاهزاً، بل واثقاً، من قدرته على تمريرها لدى الفلسطينيين أولاً وباقي العرب ثانياً.
يوم الخميس الماضي، كشف كوشنر تفاصيل عن خطته، وقال إنها لن تأتي على ذكر حلّ الدولتين الذي طرح منذ فترة طويلة، وستكرّس القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. وأضاف، في كلمة له في في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه "إذا قلت (دولتين)، فهذا يعني شيئاً للإسرائيليين وشيئاً آخر مختلفاً عنه للفلسطينيين"، منوهّاً إلى أنه "لهذا السبب، قلنا إنّ علينا ألا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك". ورفض الإعلان عن مزيد من تفاصيل خطته قبل كشفها، لكنه ورداً على سؤال عما إذا كانت ستشمل الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قال كوشنر "هذا صحيح، سنعمل على ذلك".
يسعى كوشنر، في الواقع، إلى تحقيق ما حاول وزراء خارجية أميركيون قبله تحقيقه، وهو "ضمان أمن الإسرائيليين وفقاً لمنظومة سياسية تُبعد المخاطر عنهم". وقد تكون خطوات السلام الفردي، في بعض الدول العربية، ثم في مؤتمر مدريد 1991، من المحاولات التي تُصنّف "ناجحة" للدبلوماسية الأميركية في سياق "حماية إسرائيل"، غير أن الوضع مختلف قليلاً لدى كوشنر. الرجل صغير السنّ، يتحدّر من عائلةٍ ناجية من الهولوكوست. خلف والده سريعاً على رأس شركة "كوشنر للعقارات" عام 2005. تزوج إيفانكا ترامب عام 2009. كان مدير الحملة الرقمية لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي. صهر الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة أمسك بأهم ملفات ترامب، من الشرق الأوسط إلى الحرب على "داعش". برز اسم كوشنر مراراً في تحقيق المدّعي الخاص، روبرت مولر، في شأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عام 2016. وإذا كان ترامب اعتاد الردّ على كل الاتهامات بحدّة أو بسخرية، على "تويتر"، إلا أن كوشنر أكثر مكراً، يحتفظ بحالة من الهدوء الإعلامي، تتيح له تأدية أدواره، من دون ضجيج.
سيخرج كوشنر الشهر المقبل بـ"صفقة القرن"، وستكون صفقة مدمّرة للفلسطينيين. "إيجابية" الصفقة ستسمح للفلسطينيين بالتفاوض ضمن شروطها لا خارجها، أما "سلبية" الصفقة فتكمن في فشل المفاوضات، ما يسمح للاسرائيليين بالتصعيد، وضمّ مزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة. لن يرفض المجتمع الدولي عموماً الصفقة، فكوشنر تحدث عن "الواقعية"، وعن "الانطلاق منها"، في محاولةٍ منه لرسم خطوط تفاوضية جديدة. تماماً كما حصل، حين تمّ إعلان "القدس عاصمة لاسرائيل"، ثم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فما خسره الفلسطينيون في هذين الملفين لن يستعيدوه في "صفقة القرن". ينطبق الأمر على الجولان السوري المحتل الذي بات في الخرائط الأميركية "أرضاً إسرائيلية"، باسم "الواقعية" أيضاً.
يبدو كوشنر شخصاً يقرأ التاريخ، فقد سبق أن وصف عمّه بـ"البجعة السوداء". وقال "دائماً ما كان بجعة سوداء طوال حياته". و"البجعة السوداء" مصطلح أوروبي، يُراد منه الدلالة على حدثٍ ما غير مخطط له يغيّر مجرى الأحداث، على قاعدة أن البجع دائماً ما تكون بيضاء، والبجعة السوداء تأتي مصادفة. تطوّر المصطلح إلى حدّ وُصفت فيه أحداث كبرى بـ"البجعة السوداء"، كالهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941، واعتداءات برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، واجتياح العراق للكويت عام 1990، وغيرها. ترامب هو "بجعة سوداء"، ويبدو أن زوج ابنته هو كذلك أيضاً. فإذا نجحت "صفقة القرن"، يبدأ كوشنر بقرع أبواب البيت الأبيض، ذات يوم، رئيساً لا صهراً.
يوم الخميس الماضي، كشف كوشنر تفاصيل عن خطته، وقال إنها لن تأتي على ذكر حلّ الدولتين الذي طرح منذ فترة طويلة، وستكرّس القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. وأضاف، في كلمة له في في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه "إذا قلت (دولتين)، فهذا يعني شيئاً للإسرائيليين وشيئاً آخر مختلفاً عنه للفلسطينيين"، منوهّاً إلى أنه "لهذا السبب، قلنا إنّ علينا ألا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك". ورفض الإعلان عن مزيد من تفاصيل خطته قبل كشفها، لكنه ورداً على سؤال عما إذا كانت ستشمل الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قال كوشنر "هذا صحيح، سنعمل على ذلك".
يسعى كوشنر، في الواقع، إلى تحقيق ما حاول وزراء خارجية أميركيون قبله تحقيقه، وهو "ضمان أمن الإسرائيليين وفقاً لمنظومة سياسية تُبعد المخاطر عنهم". وقد تكون خطوات السلام الفردي، في بعض الدول العربية، ثم في مؤتمر مدريد 1991، من المحاولات التي تُصنّف "ناجحة" للدبلوماسية الأميركية في سياق "حماية إسرائيل"، غير أن الوضع مختلف قليلاً لدى كوشنر. الرجل صغير السنّ، يتحدّر من عائلةٍ ناجية من الهولوكوست. خلف والده سريعاً على رأس شركة "كوشنر للعقارات" عام 2005. تزوج إيفانكا ترامب عام 2009. كان مدير الحملة الرقمية لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي. صهر الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة أمسك بأهم ملفات ترامب، من الشرق الأوسط إلى الحرب على "داعش". برز اسم كوشنر مراراً في تحقيق المدّعي الخاص، روبرت مولر، في شأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عام 2016. وإذا كان ترامب اعتاد الردّ على كل الاتهامات بحدّة أو بسخرية، على "تويتر"، إلا أن كوشنر أكثر مكراً، يحتفظ بحالة من الهدوء الإعلامي، تتيح له تأدية أدواره، من دون ضجيج.
سيخرج كوشنر الشهر المقبل بـ"صفقة القرن"، وستكون صفقة مدمّرة للفلسطينيين. "إيجابية" الصفقة ستسمح للفلسطينيين بالتفاوض ضمن شروطها لا خارجها، أما "سلبية" الصفقة فتكمن في فشل المفاوضات، ما يسمح للاسرائيليين بالتصعيد، وضمّ مزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة. لن يرفض المجتمع الدولي عموماً الصفقة، فكوشنر تحدث عن "الواقعية"، وعن "الانطلاق منها"، في محاولةٍ منه لرسم خطوط تفاوضية جديدة. تماماً كما حصل، حين تمّ إعلان "القدس عاصمة لاسرائيل"، ثم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فما خسره الفلسطينيون في هذين الملفين لن يستعيدوه في "صفقة القرن". ينطبق الأمر على الجولان السوري المحتل الذي بات في الخرائط الأميركية "أرضاً إسرائيلية"، باسم "الواقعية" أيضاً.
يبدو كوشنر شخصاً يقرأ التاريخ، فقد سبق أن وصف عمّه بـ"البجعة السوداء". وقال "دائماً ما كان بجعة سوداء طوال حياته". و"البجعة السوداء" مصطلح أوروبي، يُراد منه الدلالة على حدثٍ ما غير مخطط له يغيّر مجرى الأحداث، على قاعدة أن البجع دائماً ما تكون بيضاء، والبجعة السوداء تأتي مصادفة. تطوّر المصطلح إلى حدّ وُصفت فيه أحداث كبرى بـ"البجعة السوداء"، كالهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941، واعتداءات برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، واجتياح العراق للكويت عام 1990، وغيرها. ترامب هو "بجعة سوداء"، ويبدو أن زوج ابنته هو كذلك أيضاً. فإذا نجحت "صفقة القرن"، يبدأ كوشنر بقرع أبواب البيت الأبيض، ذات يوم، رئيساً لا صهراً.