لا يبدو على مؤسسي المجلة أنهم يريدون الابتعاد في قصصهم المرسومة عن الواقع المأساوي الذي يرخي بسوداويته، منذ ثلاث سنوات ونيف، على المشهد الثقافي السوري. لذلك، نراهم يتطرقون في مواضيعهم إلى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، متخذين من الأحداث اليومية أساساً لاختيار المواضيع الأسبوعية للأعداد الصادرة.
حتى اللحظة، صدرت ثلاثة أعداد من "فشل"، يضاف إليها العدد التجريبي الذي صدر في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، والذي يمكن اعتباره العدد التأسيسيّ، إذ حُدّد فيه الإطار العام لسياسة المجلة، والمواضيع التي سيجري تناولها، قبل أن تخضع للتجديد والتبديل في الأعداد اللاحقة؛ في سعي المجلة إلى الوصول لسياسة تحرير، يتم اعتمادها في الشكل الفني والنشر؛ فهي، حتى اللحظة، ما زالت تصدر إلكترونياً كل يوم سبت.
تضم المجلة 20 صفحة، قُسمت إلى ثلاثة فصول ثابتة، وجاءت عنونتها وفق التسلسل التالي: المسلسل الأسبوعي، الباب الاجتماعي، الباب التربوي، وأخيراً الملحق الإخباري الذي توقّف عن الصدور، بعد أن خضعت المجلة لإعادة هيكلة في عددها الثاني. فقد تم زيادة عدد صفحاتها إلى 24 صفحة،
واستبدل الملحق الإخباري بالأخبار الأسبوعية، قبل أن يُستغنى عنه في العدد الثالث. كذلك، حمل التجديد، في العدد الثالث، صدور القصص المؤلفة للرسوم باللغتين العربية والتركية.
وبالنظر سريعاً إلى المواضيع التي تناولتها الأعداد الصادرة، نجد أن المسلسل اليومي يتطرق إلى مشاكل الحياة اليومية، التي تتصدّر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ساخرة. في حين يتناول الباب الاجتماعي المشاكل التي أفرزها تطور الأحداث، بشكل تراتبي، داخل النسيج الأُسري، والذي لعبت الحالة الاقتصادية دوراً مهماً في ارتفاع مشاكله.
وعلى العكس من المواضيع السابقة، يذهب الباب التربوي إلى تناول أساليب التربية الاجتماعية للأطفال، تهدف إلى تسليط الضوء على الوسائل الخاطئة في طرق التربية، وتنمية مواهب الأطفال. في حين ضمت الصفحات الأخيرة مقالاً وصفياً للمشكلة المستهدفة، ضمن الباب التربوي، استناداً إلى المراجع المتخصصة.
أما بالنسبة إلى فريق التحرير، فهو يتألف من ثلاثة محررين، هم محمد بكفلوني، وزياد زنكلو، وحلا إسماعيل، الذين تقاسموا رسوم الفصول فيما بينهم، في حين تضمنت السيناريوهات، المرافقة للرسوم، توقيع الفريق كاملاً.
ويتضح من وصف القائمين على المشروع إدراكهم مدى صعوبة الاستمرار، وإمكانية تعرض تجربتهم للفشل، إذ من المعروف لدى متتبعي الشأن الثقافي في سوريا وجود العديد من تجارب الكوميكس التي ما زالت تخشى الظهور، خوفاً من الخسارة المبكرّة. لذلك تبدو التجربة الحالية، في ظل الظروف الراهنة، جيدة قياساً إلى الإمكانيات المتاحة.
يحيلنا ذلك إلى الاسم الذي اختاره أصحاب الفكرة لعملهم، عبر قولهم "ليس من العيب أن يفشل الشخص من المحاولة الأولى له، ولربما في عدة محاولات ما دام أنه يحاول، ولكن العيب أن يستمر الشخص بالفشل، ولا بد من أن نكون على يقين بأن الفشل مفتاح النجاح!".