فاز الحزب الليبرالي في الانتخابات التشريعية في كيبيك، فيما تعرض حزب الاستقلال لخسارة كبيرة، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، ما يشكل انتكاسة كبيرة للداعين إلى استقلال المقاطعة المتحدثة بالفرنسية.
وأظهرت نتائج الانتخابات، حصول الليبراليين المؤيدين للوحدة الكندية على 41.4 في المئة من أصوات الناخبين، في حين حصد حزب الاستقلال الطامح في الانفصال في الإقليم الناطق باللغة الفرنسية على 25.4 في المئة.
أما تحالف "من أجل مستقبل كيبيك"، الذي قلل من قضية السيادة، وركز على الوضع الاقتصادي، حصد 23.3 في المئة من الأصوات. وبذلك أصبح بإمكان الليبراليين بزعامة، فيليب كويار، تشكيل حكومة أغلبية.
ووفقا لـ"أسوشيتد برس"، نال الحزب 70 مقعداً من 125 في الجمعية الوطنية مقابل حصول الحزب الاستقلالي بزعامة رئيسة الحكومة، بولين ماروا، على 30 مقعداً.
وكانت، ماروا، قد دعت إلى انتخابات مبكرة الشهر الماضي أملاً في تأمين حزبها أصوات الأغلبية، بهدف تحقيق حلم الحزب في الانفصال عن كندا، وذلك عن طريق استفتاء قانوني سبق أن أجهض مرتين في العقود الماضية.
وبعد خسارة حزبها، أعلنت، ماروا، التنحي عن منصبها قائلة: هزيمتنا الليلة جعلتني حزينة وسأرحل عن منصبي.
من جهته، قال الزعيم الليبرالي الفائز في الانتخابات، فيليب كويار: إن العلم الكندي عاد إلى السلطة التشريعية. وأضاف: أصدقائي الأعزاء الانقسام قد انتهى. وحلت المصالحة.
وفي السياق، علّق رئيس الوزراء الكندي، المحافظ، ستيفن هاربر، على نتائج الانتخابات في كيبيك، بالقول: لا داعي للقلق حول أزمة الوحدة الوطنية. وأضاف، هاربر، المرشح للانتخابات الرئاسية في كندا عام 2015، أن "النتائج تظهر بوضوح أن كيبيك ترفض فكرة الاستفتاء" على الانفصال.
من جهته، علّق أستاذ التاريخ في جامعة ماكجيل في مونتريال، جون زوكي، لـ"أسوشيتد برس"، على نتائج الانتخابات، معتبراً أن "هزيمة حزب الاستقلال تمثل ضربة خطرة لحركة انفصالية". وأضاف: "أعتقد أن فكرة الانفصال ستذهب الى فترة طويلة، وربما جيل".
وأوضح، زوكي، أن "الأوقات الصعبة التي يعيشها الشعب في كيبيك، تحتاج الى مواجهة العديد من القضايا الخطرة المتعلقة، بالاقتصاد والعمل والمستقبل المجهول، والانفصال ليس هو الحل السحري لهذه القضايا.
ومن المرجح أن تساهم نتائج الانتخابات في التقليل من آمال الانفصال عن كندا، فضلاً عن عدم تمرير "ميثاق القيم"، الذي يدعو بمبادئه الأساسية إلى المساواة بين الرجل والمرأة والفصل بين الكنيسة والدولة.
والمعروف أن الحزب الليبرالي، عانى كثيراً ليلمع صورته، بعدما اتهم على مدار تسع سنوات بالفساد. الأمر الذي يفسر فوز حزب الاستقلال في انتخابات عام 2012، لتصبح، ماروا، أول امرأة تصل إلى كرسي رئاسة الوزراء في كيبيك.
تجدر الإشارة، إلى 80 في المئة من سكان المقاطعة يتحدثون الفرنسية. وتعاني كيبيك من أزمة اقتصادية، فخلال الاثني عشر شهراً الأخيرة، فقدت المقاطعة نحو 50 ألف وظيفة بدوام كامل. وفي عام 2013 كانت نسبة النمو أضعف مرتين في كيبيك مقارنة ببقية المقاطعات الكندية.