واعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم الثلاثاء، أن روسيا تسعى "لتغيير المشهد الأمني في اوروبا الشرقية"، وطلب منها أن "تترك أوكرانيا وشأنها".
وفي خطاب متشدد أمام مؤسسة ابحاث في واشنطن، حول العلاقات الأميركية - الأوروبية، حذّر كيري من أن "أراضي حلف الاطلسي لا يُمكن انتهاكها"، مضيفاً "سندافع عن كل جزء منها".
وطالب القائم بأعمال رئيس أوكرانيا، أولكسندر تورتشينوف، ورئيس الوزراء، أرسيني ياتسينيوك، النواب في كييف، اليوم الثلاثاء، بالتحرّك سريعاً، لإقرار دستور جديد "يحفظ وحدة أوكرانيا".
وقال تورتشينوف، خلال جلسة للبرلمان في كييف، إن "العدوان الظاهر والقاسي والأناني للاتحاد الروسي على بلادنا مستمرّ، وهدفه تدمير أوكرانيا وزعزعة استقرار الأوضاع في دولتنا تماماً، وعدم السماح لأوكرانيا بالمضي على المسار الأوروبي".
ويطالب تورتشينوف وياتسينيوك، أعضاء البرلمان بإقرار دستور جديد، يشمل تعزيز الحق في استخدام اللغة الروسية، في مسعى الى نزع فتيل الاحتجاجات الانفصالية.
عمدة خاركوف
في سياق آخر، أعلن مسؤول طبي اسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن "حالة رئيس بلدية خاركوف، غينادي كيرنيس، الذي أُصيب في محاولة اغتيال، أمس الاثنين، "مستقرة" بعدما نقل إلى مستشفى في إسرائيل".
وكان كيرنيس، أحد أبرز الساسة اليهود الأوكرانيين، تعرض لإطلاق نار في خاركوف، يوم الاثنين، وخضع لجراحة في أوكرانيا، قبل نقله الى تل أبيب. وسبق له أن دعم دعوات استقلال خاركوف عن أوكرانيا، قبل أن يغيّر رأيه بعدما اتُهم بإثارة النزعة الانفصالية.
عقوبات غربية ضد روسيا
وفي سياق العقوبات الغربية على موسكو، فقد جمّد الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أصول 15 روسياً وأوكرانياً، وفرض عليهم حظر سفر من بينهم، نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري نيكولايفيتش كوزاك، ونائبة رئيس مجلس النواب (الدوما)، لودميلا إيفانوفنا شفيتسوفا، ورئيس أركان القوات المسلحة، فاليري فاسيلفيتش غيراسيموف، ورئيس لوكالة المخابرات العسكرية الروسية، والليفتنانت جنرال إيغور سيرغون، وقادة انفصاليون موالون لروسيا، في شبه جزيرة القرم ومدينتي لوهانسك ودونيتسك.
لكن القائمة لم تتضمن أسماء رؤساء شركات الطاقة الروسية الكبرى، مثل رئيس شركة النفط الروسية "روسنفت"، إيغور سيشين، وهو حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعمل معه منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي.
ورفع القرار الأوروبي عدد الاشخاص الذين فُرضت عليهم عقوبات الى 48 شخصاً.
وكانت واشنطن، فرضت عقوبات ممثالة، أمس الاثنين، على مسؤولين روس وانفصاليين أوكرانيين، من بينهم، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الروسي "الدوما"، أليكسي بوشكوف، ونائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري كوزاك، وسيرغي تشيميزوف، أحد أقدم حلفاء بوتين.
موسكو تدين العقوبات
في المقابل، انتقدت روسيا العقوبات الجديدة، وقالت "على الاتحاد الاوروبي أن يخجل من نفسه".
وانتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائه نظيره الكوبي، برونو رودريغيز، في هافانا العقوبات الغربية الجديدة ضد روسيا، واعتبر انها "تخالف المنطق".
ورأت وزارة الخارجية في بيان سابق، في العقوبات "دعوة مباشرة الى النازيين الجدد المحليين، للاستمرار في سلوك غياب الشرعية والاعمال الانتقامية ضد السكان المسالمين في جنوب شرق البلاد".
اليابان على الخط
الى ذلك، عبّرت موسكو عن "خيبة أملها" إزاء قرار اليابان، اليوم الثلاثاء، فرض حظر على منح التأشيرات إلى 23 شخصاً روسياً. وتعهّدت أيضاً بالرد على ما وصفته "بخطوة خرقاء" اتخذتها طوكيو تحت ضغط من الغرب.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشفيتش، في بيان أن حكومته "تنظر إلى قرار طوكيو بخيبة أمل، ولن يمر بطبيعة الحال دون رد".
هجوم لوغانسك
ميدانياً، هاجم حوالي 3000 متظاهر من الموالين لروسيا، اليوم الثلاثاء، مقر الادارة المحلية في مدينة لوغانسك.
وقام حوالي 20 شاباً مسلحين بقضبان حديد بكسر إحدى نوافذ المبنى في غياب الشرطة، في حين وقف المتظاهرون في الخارج بانتظار الدخول. وأنزل المتظاهرون العلم الأوكراني عن المبنى ورفعوا عليه العلم الروسي.
الجيش الروسي يتراجع
الى ذلك، كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أعلن، مساء الاثنين، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي تشاك هاغل، أن القوات الروسية التي تشارك في "مناورات" قرب الحدود الأوكرانية عادت الى ثكناتها.
وقال شويغو، حسب بيان وزارة الدفاع: إن روسيا أُجبرت على إجراء مناورات واسعة قرب الحدود مع أوكرانيا، في مواجهة إمكان قيام كييف بعمل عسكري ضد المدنيين في شرق أوكرانيا. وعندما أعلنت السلطات الاوكرانية أنها لن تستخدم الوحدات العسكرية النظامية ضد السكان العزل، عادت القوات الروسية الى ثكناتها".
وأوضح الوزير الروسي خلال هذه المكالمة، التي استمرت نحو ساعة، أن "نظام كييف" و"بذريعة مكافحة الارهاب" حشد قوات "ضد شعبه" في جنوب شرق البلاد، و"هناك ثمانون دبابة و130 آلية مدرعة و15 ألف جندي".
كذلك، دعا الولايات المتحدة الى "التخفيف من حدة الخطاب" عن الأزمة الأوكرانية.
من جهته، أعلن البنتاغون أن شويغو "جدد التأكيد أن القوات الروسية لن تجتاح أوكرانيا"، خلال المكالمة الهاتفية نفسها.
من جهته، أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي، اليوم الثلاثاء، أن "الحلف لا يرى أية إشارة على انسحاب عشرات الآلاف من الجنود الروس من مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية، على الرغم من تصريح روسيا بأن القوات عادت إلى مواقعها الدائمة".
المراقبون الدوليون
من جهة ثانية، أكد الزعيم الانفصالي، فياتشيسلاف بونوماريوف، الذي أعلن نفسه رئيساً لبلدية سلافيانسك لوكالة "انترفاكس"، أنه "لن يناقش مع الغرب مسألة الافراج عن مراقبين عسكريين محتجزين، إلا اذا ألغى الاتحاد الاوروبي العقوبات التي فرضها على زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، والزعيم الآخر من المنطقة الشرقية، اندريه بورجين".شرودر حليف بوتين
في سياق آخر، سعت الحكومة الألمانية إلى النأي بنفسها عن المستشار السابق للبلاد، غيرهارد شرودر، بعدما تردد أنه حضر حفلاً مع بوتين، على الرغم من توتر العلاقة بين برلين وموسكو.
وذكرت وسائل الإعلام الألمانية، أن شرودر، حضر اجتماعاً، أمس الاثنين، في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، لشركة "نورد ستريم"، المشغلة لأنابيب الغاز، والتي يرأس مجلس إدارتها. وبعد الاجتماع تردّد أن بوتين قدم لحضور حفل بمناسبة عيد ميلاد شرودر، الـ70.
وشدد مسؤول ألماني كبير رفض الكشف عن هويته، اليوم الثلاثاء، على أن شرودر، لم يكن في روسيا ممثلاً عن حكومة، أنجيلا ميركل.
وقيل: إن شرودر، الذي شغل منصب مستشار ألمانيا بين عامي 1998 و2005، تربطه علاقة وثيقة ببوتين الذي وصفه ذات مرة بأنه "ديمقراطي لا تشوبه شائبة".
غازبروم
وأعلنت شركة "غابروم" الروسية لتصدير الغاز الطبيعي، أن فرض مزيد من العقوبات الغربية عليها، بسبب أوكرانيا قد يعطل صادراتها من الغاز إلى أوروبا ويؤثر سلباً على أنشطتها وأسهمها.
ولم تشمل العقوبات الأميركية والأوروبية، شركة "غازبروم"، التي يرأسها أليكسي ميلر، حليف بوتين. وأكدت الشركة، التي تلبي 30 في المئة من حاجات استهلاك الغاز في أوروبا، في تقريرها المالي، أن "خلافاً حول السعر مع كييف، قد يؤدي الى تعطيل صادراتها إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب التي تمر بالأراضي الأوكرانية".