اعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن كلام مرشد الجمهورية في إيران، علي خامنئي، الذي توعد خلاله بتحدي السياسات الأميركية في المنطقة على الرغم من الاتفاق النووي، "مزعج للغاية".
وقال كيري، في مقابلة تلفزيونية، نشرت وكالة (رويترز) مقتطفات منها "لا أعرف كيف أفسر ذلك، في مثل هذا الوقت، سوى بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره. هذه هي سياسته". مضيفاً "أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تدلى في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية".
وكان خامنئي، قد صرّح، السبت الفائت، أن السياسات الأميركية في المنطقة تختلف 180 درجة مع سياسات إيران". معتبراً أنه "حتى بعد هذا الاتفاق لن تتغير سياستنا تجاه الولايات المتحدة المتغطرسة".
وأشار كيري إلى أنّ "التصدي لممارسات إيران وتدخلاتها في عدد من دول المنطقة وهي دولة غير نووية، هو أكثر سهولة من فعل ذلك، وهي دولة نووية". لافتاً إلى لقاءات سيعقدها مع "نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي، وسيطلعهم على تفاصيل الاتفاق النووي الإيراني، وعلى كل النقاط التي تضمنها الاتفاق لضمان أمن دول الخليج".
كما شدّد على أن "ما تملكه دول الخليج من ميزانية عسكرية يتجاوز بمرات ميزانية إيران، وانطلاقاً من هذه النقطة فإنّه بإمكان دول الخليج أن تدفع ضد أنشطة عملاء إيران بطريقه مؤثرة جداً".
وحول إمكانية استخدام نفوذ الولايات المتحدة لدى إيران، لتضغط الأخيرة على النظام السوري من أجل حل سلمي وحكومة انتقالية بدون الأسد، قال كيري "لا أستطيع التحدث نيابة عن إيران لأننا تفاوضنا معها في الملف النووي فقط، ولم نتطرق إلى القضايا الأخرى. لكن الرئيس (الإيراني حسن) روحاني قال في تعليقه على الاتفاق، إنه مهتم بإقامة علاقات مختلفة مع دول المنطقة".
وأضاف "أنا عملت بشكل مكثف مع أصدقائنا في المملكة العربية السعودية، وعملت مع وزير الخارجية الراحل، سعود الفيصل، ومع وزير الخارجية الحالي ومع ولي العهد وولي ولي العهد، وتحدثنا عن كيفية حل النزاع في سورية. ونحن نتحدث، أيضاً، مع الروس، وأنا أجريت العديد من المحادثات، واحدة منها كانت مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وأخرى مع (وزير الخارجية الروسي)، سيرغي لافروف، عن كيفية التعامل مع الملف السوري بطريقة فعالة، لذا آمل أن نرى تغييراً في سورية عندما نبدأ في تنسيق الجهود ونطرح أفكاراً جديدة على الطاولة".
ورفض كيري، أي دور للأسد في مستقبل سورية، قائلاً "لا أستطيع أن أرى كيف يمكن للعنف أن يتوقف والمقاتلون الأجانب لا يزالون يتدفقون إلى سورية، بينما الأسد في السلطة". كما لفت إلى أن الأسد بمثابة "المغناطيس الذي يجذب المقاتلين الأجانب".
اقرأ أيضاً كيري: لترتيبات دفاعية "أكثر وضوحاً" مع الخليج