بعد مرور خمسة عشر عاماً على نشأتها، جمعت شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة "فيسبوك" حوالي 2.32 مليار شخص، أي ما يقرب من ثلث سكان العالم. بعدها، ابتلعت إدارة الموقع الأزرق شركات عديدة مثل "إنستغرام" و"واتساب" لتصبح واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وأصبح مارك زوكربيرغ خامس أغنى شخص في الكوكب.
وباتت كل من "فيسبوك" و"غوغل" تسيطران على أكثر من 70 في المائة من زيارات الإنترنت حول العالم. لذا نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريراً يجيب عن السؤال: كيف انتقل "فيسبوك" من مشروع في غرفة نوم إلى الشركة الأكثر تأثيراً في عصر الإنترنت؟
فائز في منافسة مبكرة
لم يكن "فيسبوك" أول شبكة اجتماعية. كان موقع MySpace قد ظهر قبله ونما بسرعة ليكون أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم. اجتذب نجاحه الكثير من الاهتمام، مما أدى في النهاية إلى الاستحواذ عليه من قبل "نيوز كوربوريشن" مقابل 580 مليون دولار. لفترة قصيرة في عام 2006، تفوق على "غوغل" نفسه ليصبح الموقع الأكثر زيارة في الولايات المتحدة، لكن نجمه سرعان ما بدأ في التلاشي.
في كتابه "الكتابة على الحائط"، قال الصحافي توم ستانديج: "لقد تعامل معه مالكه الجديد كمنبر إعلامي بدلاً من منصة تقنية، وبدا أكثر اهتماماً بزيادة عائدات الإعلانات إلى الحد الأقصى مقارنة بإصلاح أو تحسين التقنية الأساسية للموقع".
في المقابل، كان موقع "فيسبوك" قادراً على تنمية قاعدة مستخدميه من خلال السماح لهم بتحديد اتجاه المنصة. المستخدمون هم من طلبوا ميزات جديدة مثل خدمة التراسل Facebook Chat، بينما أثبتت تطبيقات مثل "المزرعة السعيدة" نجاحاً مفاجئاً ساعد على زيادة التفاعل.
وبحلول عام 2010، تجاوز "فيسبوك" موقع "مايسبيس"، تدفق الناس على ابتكار زوكربيرغ وغادروا به الموقع المنافس.
فائز في منافسة العمالقة
لفت نجاح "فيسبوك" أنظار العملاقة "غوغل"، فأطلقت في عام 2011 ما كانت تأمل في أن يكون أكبر شبكة اجتماعية في العالم: +Google.
من خلال ربط جميع منتجات "غوغل" (جيميل، يوتيوب…) الاستهلاكية بهوية واحدة عبر الإنترنت، اعتقدت الشركة أنها قادرة على هزيمة "فيسبوك". لفترة من الوقت، بدا الأمر وكأنه قد ينجح. في غضون شهر من إطلاقها، اشترك أكثر من 10 ملايين شخص في "غوغل بلاس" وشعر "فيسبوك" بالخطر.
رداً على ذلك، أعلن مارك زوكربيرغ حالة الطوارئ في مؤسسته وانعزلت للتوصل إلى استراتيجية. أثبت هذا التكتيك فعاليته، وبحلول عام 2018 كان عدد مستخدمي "غوغل بلاس" أقل من 7 ملايين مستخدم، ما دفع "غوغل" في النهاية إلى قرار إيقاف المنصة.
نمو أكبر وأقوى
في العام 2012، تخطى موقع "فيسبوك" حاجز المليار مستخدم ولم يُظهر أي علامات على التباطؤ. عند هذه النقطة، ظهر عدد من الشركات الناشئة التي كانت تتنافس مع "فيسبوك".
واحد من هذه المنصات كان "إنستغرام" الذي نما إلى أكثر من 50 مليون مستخدم منذ إطلاقه في عام 2010. اعتبر مارك هذا تهديداً له وتدخل بصفقة استحواذ على التطبيق في سبتمبر/أيلول 2012 بلغت قيمتها مليار دولار.
وتم استخدام نفس التكتيك مع تطبيق "واتساب"، والذي تم الاستحواذ عليه مقابل 19.3 مليار دولار في عام 2014. وبعد أقل من خمس سنوات، شهد تطبيق التراسل نمواً من حوالي 500 مليون إلى 1.5 مليار مستخدم.
اليوم، أكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم يستخدمون واحدة على الأقل من خدمات التواصل الاجتماعي أو المراسلة التي تملكها "فيسبوك"، مع ما يقدر بنحو 4.2 مليارات شخص متصل بالإنترنت عام 2018، يبدو أن الشيء الوحيد الذي يوقف النمو المستمر لـ"فيسبوك" هو الإنترنت نفسه.