حذّر خبراء أمنيون مصريون، من حدوث المزيد من العمليات المسلحة، ضد منشآت ومواقع حيوية في المحافظات المصرية، وعدم اقتصارها على محافظة شمال سيناء، بسبب استمرار عجز منظومة الأمن وانسداد الأفق السياسي.
وحصلت عمليات متكررة، خلال الأسبوعين الماضيين، نفذها ما يسمى تنظيم "ولاية سيناء"، وكان أحدثها استهداف معسكر للجيش في السويس، صباح اليوم الأربعاء، بخلاف تفجيرات لا تزال مجهولة المصدر.
وتبدو أهم ملامح العمليات الأخيرة للتنظيم، وفقاً للخبراء، وجود مجموعة جديدة تزعم أنها تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" مباشرة، خلافاً لعمليات "ولاية سيناء" الذي أعلن مبايعته "داعش" في شبة جزيرة سيناء.
وأعلن التنظيم خارج مصر، استهداف القنصلية الإيطالية وسط العاصمة المصرية القاهرة، بينما يظل استهداف النائب العام وقسم شرطة 6 أكتوبر بسيارات مفخخة يحيطهما الغموض الشديد، لعدم إعلان أي جهة مسؤوليتها.
ونشط في الفترة ذاتها، تنظيم "ولاية سيناء"، فنفذ سلسلة هجمات على مقرات عسكرية وكمائن للجيش، قبل أسبوعين، راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
وبشكل يعكس استمرار فشل استراتيجية الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتمدده في مصر، أعلن "ولاية سيناء" استهداف معسكر لقوات الجيش على الطريق بين القاهرة والسويس، وهي العملية الأولى التي ينفذها خارج سيناء، منذ إعلان مبايعة تنظيم "الدولة" في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وقال التنظيم إن "المعسكر يقع على طريق القطامية العين السخنة، وانطلق أبو دجانة بسيارة مفخخة، رداً على استهداف المعسكر ستة من عناصره كانوا يتمركزون في الصحراء الشرقية العام الماضي".
بيد أن ما يثير علامات استفهام حول العملية الأخيرة لفرع تنظيم الدولة في سيناء، هو كيف وصلت السيارة المفخخة إلى المعسكر المستهدف؟.
ويمكن طرح عدة سيناريوهات لوصول المتفجرات إلى استهداف المعسكر، وجميعها تنذر بخلل وفشل أمني كبير.
إذ يذهب السيناريو الأول إلى أن المفخخات تم تجهيزها في سيناء ومن ثم تحركت السيارة باتجاه المعسكر المستهدف على طريق السويس، وهو يكشف مدى الخلل الأمني ودحض الادعاءات الخاصة بإحكام السيطرة تماماً على سيناء.
أما السيناريو الثاني، وهو الأخطر، فهو أن يكون تم تجهيز المتفجرات في السويس، خاصة أن تنفيذ هذه العملية لا بد له من رصد المعسكر على مدار فترة زمنية طويلة، وهو ما يشير إلى وجود ضلع لتنظيم "ولاية سيناء" في السويس.
وهذا السيناريو، يعني تواجد عناصر لتنظيم "ولاية سيناء" في محافظات أخرى بخلاف سيناء، هذا بخلاف المجموعات الأخرى التي تتبع التنظيم الأم مباشرة، وليس فرعه في سيناء.
اقرأ أيضاً: 3 محاولات أجوبة لتفجيرات القاهرة
وكانت نيابة القاهرة قد كشفت أن السيارة المستخدمة في تفجير مبنى القنصلية الإيطالية، ثبت أنها "مسروقة" من محافظة السويس.
ويشير السيناريو الثالث، إلى كون السيارة المفخخة أعدت في القاهرة أو محافظة أخرى ومن جرى ثم التحرك بها إلى طريق السويس.
ويقول الخبير الأمني، محمود قطري، لـ"العربي الجديد" إن "المنظومة الأمنية في مصر فاشلة بكل المقاييس، خاصة في التعامل مع الجماعات الإرهابية على مدار ما يزيد عن عامين".
ويشير إلى "وجود خلايا ومجموعات كامنة لا تتحرك ولا تظهر، وعناصرها غير معروفين للأمن، يمكن أن ينفذوا عمليات ضد الدولة المصرية في أي وقت".
ويؤكد "ضرورة الاهتمام بالأمن الوقائي، وهو يعني العمل على اختراق تلك المجموعات ووقف العمليات الإرهابية وإحباطها، وهو أمر يتطلب مهارات وقدرات عالية".
ويتساءل: "كيف وصلت السيارة إلى المعسكر بكل هذه السهولة؟، وإلا فقد كانت هناك حالة من التراخي والتراجع الأمني الكبير".
اقرأ أيضاً: قتيلان بتفجير حافلة للشرطة المصرية في العريش