كشفت مصادر في حزب "الحركة الوطنية" الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق تفاصيل وصول مقطع الفيديو، الذي اتهم فيه رئيس الوزراء المصري السابق دولة الإمارات بمنعه من مغادرة أراضيها لقناة "الجزيرة"، بعدما أعلن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقرر لها الربع الأول من 2018، معتبراً أن تلك الخطوة بمثابة تدخل في الشأن المصري.
وقال المصدر المقرب من شفيق، لـ"العربي الجديد"، إن هناك مصرياً عمل خلال الفترة الماضية بمثابة مدير أعماله، وكان دائم التردد على مقر إقامته في الإمارات، موضحاً أن هذا الشخص كان مقرراً أن يكون مسؤول الحملة الانتخابية لشفيق في مصر بعد إعلان ترشحه للرئاسة، وهو مهندس كان ينتمي لحزب الوسط المصري، وشغل في وقت سابق عضوية هيئته العليا.
وتابع المصدر، إن هذا الشخص كان بصحبة شفيق، يوم الأربعاء الماضي، وهو الذي كان مكلفاً التواصل مع وكالات الأنباء، وهو من قام بإرسال مقاطع الفيديو سواء الخاص بإعلان شفيق عزمه الترشح للرئاسة والذي بثته وكالة رويترز، عصر الأربعاء، قبل أن يقوم بإرسال مقطع الفيديو الآخر الخاص بمنع شفيق من السفر من جانب السلطات الإماراتية إلى عدد من الوكالات الإخبارية.
وأوضح المصدر "بالفعل شفيق لم يكن على علم بإرسال مقطع الفيديو لفضائية الجزيرة، ولكن هذا الشخص، اتصل بأحدهم وأرسل المقطع لهم ومن ثم تم بثه".
الرواية أكدها مصدر سياسي آخر مقرب من شفيق، كان يتردد عليه، خلال الأشهر الماضية، في مقر إقامته بالإمارات، موضحاً أنه حذره ذات مرة من تلك الشخصية التي باتت مقربة منه بدرجة كبيرة.
وتنفي تلك الرواية الاتهامات التي وجهها شفيق ومحاميته للقناة بالقرصنة على هاتف ابنته التي قامت بتسجيله باستخدام هاتفها الجوال الشخصي، واتهامه أطرافاً بأنها تسعى للوقيعة بين مصر والإمارات، بعد أن ظل مختفياً لأكثر من 24 ساعة فور وصوله إلى مصر. وهو ما دعا بناته باتهام الحكومة المصرية باختطافه، وانتهاك حقوقه القانونية، قبل أن يظهر خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامي، وائل الإبراشي، مساء الأحد، لينفي تعرضه للاختطاف.
وقال شفيق خلال مداخلته مع الإبراشي إن "قناة الجزيرة تصيّدت الفيديو الذي تم بثه على شاشتها دون قصد"، مؤكداً: "القناة خدته من على الموبايل وجارٍ التحقيق في هذا الموضوع وفي قضيةٍ طُلب من المحامي بتاعنا إنه يرفعها على القناة، إنها أذاعت برنامجاً ليس لها حق في إذاعته".
وأضاف "أنا بعتذر اعتذاراً شديدًا عن هذا الخطأ غير المقصود مننا.. وإذا كان زعل حد من الأحباء فأنا بعتذر عن هذا السبب اللي زعل الناس وإن كنا مظلومين فيه".
وكان شفيق قد ظهر في مقطع فيديو بثته الجزيرة، مساء الأربعاء الماضي، قائلاً إن السلطات الإماراتية منعته من السفر عقب إعلانه الترشح لرئاسة مصر، وأكد أنه لن يتراجع عن قراره بالترشح، وأعرب عن رفضه تدخلها في شؤون بلاده.
وخاطب شفيق في كلمته المصورة الشعب المصري، قائلاً إنه أعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، وكان ينوي في سبيل ذلك "القيام بجولة بين أبناء الجاليات المصرية قبل العودة لوطني خلال الأيام القليلة القادمة".
وتابع "فوجئت بمنعي من مغادرة دولة الإمارات العربية الشقيقة لأسباب لا أفهمها ولا أتفهمها".
وأضاف "إذا كنت أكرر مراراً امتناني وشكري وعرفاني للاستضافة الكريمة (في الإمارات) فإنني أرفض التدخل في شؤون بلدي بإعاقة مشاركتي في ممارسة دستورية ومهمة وطنية مقدسة".
ودعا شفيق المسؤولين في الإمارات إلى رفع أي عوائق أمام حرية حركته أو سفره. وختم كلمته بالقول "أتعهّد لأبناء وطني بألا أتراجع إطلاقاً عن واجبي، متقبلاً في سبيل ذلك أية متاعب".
إلى هذا قالت مصادر بحزب الحركة الوطنية لـ"العربي الجديد" إن شفيق خلال الفترة التي ظل محتجزاً بها فور وصوله لمطار القاهرة، مساء السبت، وحتى إجرائه المداخلة مع فضائية دريم، ومن قبلها بنحو ساعة بلقائه بمحاميته، دينا عدلي حسين، تم مساومته بين التراجع عن الترشح للرئاسة، ومراجعة موقفه بشأن تبنّيه مواقف مناهضة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وبين تحريك عدد من القضايا التي وصفتها المصادر بـ"الملفقة"، والتي ورد بها اسمه فيما يخصّ مجموعة بلاغات ذات صلة باتهامات مرتبطة بالكسب غير المشروع.