وفي هذا الإطار، كتبت مجلة "فورين بوليسي"، أن تقريراً سرّياً سيصدره قريباً خبراء بمجلس الأمن، يقع في 350 صفحة، يرسم صورة مخالفة لما تحاول الإدارة الأميركية تسويقه بشأن النظام الكوري الشمالي، ولا سيما تجاهلها قيام بيونغ يانغ بنشر أسلحتها في العالم، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط.
وقال التقرير إن النظام السوري أصبح أحد أهم زبائن كوريا الشمالية في الحصول على تجهيزاتها العسكرية سواء بالشرق الأوسط أو أفريقيا، بما في ذلك المعدات التي تدخل في تطوير الأسلحة الكيميائية، التي تورط نظام بشار الأسد في استخدامها ضد الشعب السوري. وأضاف مقال "فورين بوليسي" أنه من خلال وسيط سوري في مجال التسلح، وفرت كوريا الشمالية السلاح لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، وكذا بعض الأطراف في ليبيا والسودان.
وفي هذا الإطار أورد المقال تصريحات لبروس بشتول، الموظف السابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية، قال فيها إنه بناءً على التقرير الأممي وأدلة أخرى اطلع عليها، لم تتراجع كوريا الشمالية عن تزويد النظام السوري بالصواريخ والأسلحة التقليدية، والموادّ التي تدخل في تصنيع الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن بيونغ يانغ ترسل كذلك أسلحتها إلى إيران لدعم برنامجها الصاروخي، وبأن بعض الأسلحة جرى تسليمها إلى "حزب الله" والحوثيين باليمن.
ومن المقرر أن تعقد قمة ترامب وكيم يومي الأربعاء والخميس القادمين بهانوي بفيتنام، وأكدت واشنطن أنها مستعدة لتوقيع اتفاق ينهي الحرب، ولإعادة العلاقات الدبلوماسية وتحفيز النموّ الاقتصادي في كوريا الشمالية.
ويبقى الأميركيون حازمين بشأن توقعاتهم، مؤكدين خصوصاً طلب الانتقال إلى المرحلة الثانية على ما يبدو، وهو الحصول على "كشف دقيق" للترسانة الكورية الشمالية، يسبق "دخول خبراء" من أجل "عمليات تفتيش للمواقع الأساسية وفق المعايير الدولية".
Twitter Post
|
وفي قمتهما الأولى في 12 يونيو/ حزيران الماضي في سنغافورة، اتفق الرجلان على نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. لكن منذ ذلك الحين تراوح المفاوضات مكانها.
ومن المفترض أن يسمح هذا اللقاء الجديد بتحقيق التقدم العملي الضروري، لتجنب الوصول إلى حافة حرب نووية كما حدث عام 2017.
وكانت بيونغ يانغ قد أوضحت مؤخراً أن التزامها "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل"، الذي كررته خلال القمة الأخيرة بين ترامب وكيم، يفترض أن يشمل "سحب كل التهديدات النووية الأميركية"، وهذا يعني إعادة النظر في الاتفاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.