"إنّ الطريقة التي نسعى بها إلى قضاء أيامنا قد تعتمد على مقدار الوقت الذي نعتقد أنّنا نملكه. فأنت حينما تكون شاباً وفي صحة طيبة، تفترض أنّك ستعيش إلى الأبد، ولا تشعر بالقلق بشأن احتمال فقدانك أيّاً من قدراتك، فأنت تسمع من حولك يقولون: أنت الذي يقرر أن يستغل الفرص، فهي بين يديك. أو تسمعهم يقولون: لا شيء يحدّ من طموحنا إلّا السماء. وغير ذلك من العبارات. وأنت راغب في أن تنتظر ثمرات جهودك فتكون مستعداً - مثلاً - لأن تبذل سنين في اكتساب المهارات والموارد اللازمة لتحقيق مستقبل أفضل. وتسعى إلى الانضمام إلى مجالات من المعرفة واكتساب معلومات أوسع وأوسع، وتوسع من دائرة صداقاتك وعلاقاتك، بدلاً من أن تقصر وقتك على صحبة والدتك. وحينما تكون لديك عقود من أجل الوصول إلى الآفاق التي تبتغيها، فهذه العقود تبدو وكأنّها ستستمر إلى الأبد، ولا بدّ - في هذه الحال - من أنّك ترغب في كلّ تلك العناصر من هرم ماسلو: الإنجازات، والإبداع، والجوانب الأخرى التي تقع تحت دائرة تحقيق الذات. لكن حينما تبدأ الآفاق في الانكماش - حينما يبدو المستقبل في نظرك محدوداً وغامضاً - فإنّ نقطة اهتمامك تنتقل إلى الزمان والمكان الحاضرين، إلى التمتع بأيامك التي تملكها، وإلى أقرب الناس إليك".
هذا ما ينقله أتول غواندي، عن لورا كارستنسن، في كتابه "لأنّ الإنسان فانٍ" الطبي - الاجتماعي، المرتبط بالشيخوخة وأمراضها وطرق رعاية المسنين الفعالة، والتجارب الناجحة حول العالم، لا سيما في الولايات المتحدة. تتحدث كارستنسن عن الأولويات، لكنّها أولويات مجتمع يختلف تماماً عن مجتمعاتنا العربية، أو حتى "العالمثالثية"، كما يصنفوننا، تلك التي لا يحظى كثيرون فيها بتحقيق الطبقة الأولى من هرم ماسلو، أي تلك المرتبطة بالحاجات الفسيولوجية، من غذاء وماء ونوم وجنس، فما بالك بالصعود إلى الطبقات الأعلى وما فيها من "حاجات" تتخذ طابع الأحلام الخارجة تماماً عن القدرة على التصديق، من قبيل الأمن الوظيفي في الطبقة الثانية، أو تحقيق الإنجازات في الرابعة أو القدرة على حلّ المشاكل في العليا.
هذا الوضع الذي نشهده من فقر وبطالة وفوضى وتسلط وقهر لا يترك لنا مجالاً للتخطيط بعيد المدى، وإن كنا في عزّ شبابنا، إذ إنّ الخطر يتربّص بالجميع بينما يحاولون أن يحققوا حاجاتهم الدنيا فحسب.
اقــرأ أيضاً
هو ليس يأساً، لكنّها مقارنة بيننا وبينهم من خلال كتاب قيّم جداً على مستوى فتح الآفاق أمام جميع الفئات الاجتماعية لا سيما الضعيفة منها... مقارنة لا بدّ من أن تحركنا تجاه من يمنعون عنا تحقيق كرامتنا الإنسانية، بدلاً من انتظار فنائنا في أيّ لحظة، وبأيّ طريقة.
هذا ما ينقله أتول غواندي، عن لورا كارستنسن، في كتابه "لأنّ الإنسان فانٍ" الطبي - الاجتماعي، المرتبط بالشيخوخة وأمراضها وطرق رعاية المسنين الفعالة، والتجارب الناجحة حول العالم، لا سيما في الولايات المتحدة. تتحدث كارستنسن عن الأولويات، لكنّها أولويات مجتمع يختلف تماماً عن مجتمعاتنا العربية، أو حتى "العالمثالثية"، كما يصنفوننا، تلك التي لا يحظى كثيرون فيها بتحقيق الطبقة الأولى من هرم ماسلو، أي تلك المرتبطة بالحاجات الفسيولوجية، من غذاء وماء ونوم وجنس، فما بالك بالصعود إلى الطبقات الأعلى وما فيها من "حاجات" تتخذ طابع الأحلام الخارجة تماماً عن القدرة على التصديق، من قبيل الأمن الوظيفي في الطبقة الثانية، أو تحقيق الإنجازات في الرابعة أو القدرة على حلّ المشاكل في العليا.
هذا الوضع الذي نشهده من فقر وبطالة وفوضى وتسلط وقهر لا يترك لنا مجالاً للتخطيط بعيد المدى، وإن كنا في عزّ شبابنا، إذ إنّ الخطر يتربّص بالجميع بينما يحاولون أن يحققوا حاجاتهم الدنيا فحسب.
هو ليس يأساً، لكنّها مقارنة بيننا وبينهم من خلال كتاب قيّم جداً على مستوى فتح الآفاق أمام جميع الفئات الاجتماعية لا سيما الضعيفة منها... مقارنة لا بدّ من أن تحركنا تجاه من يمنعون عنا تحقيق كرامتنا الإنسانية، بدلاً من انتظار فنائنا في أيّ لحظة، وبأيّ طريقة.