وجاء انسحاب تياره، وسط معلومات تفيد بأن حسين سعى، خلال الأيام الماضية، إلى تسويق نفسه لدى الدبلوماسية الروسية، لإلحاقه بوفد موسكو الذي يتزعمه النائب السابق لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية لدى النظام، قدري جميل.
وأنهى حسين علاقة تياره "بناء الدولة" بالهيئة العليا للمفاوضات، من خلال بيان أصدره، مساء أمس الاثنين، ادعى فيه أن عمل الهيئة انحصر في بيع السوريين "كلاماً خطابياً مكرراً ممقوتاً من غالبية سوريي اللجوء وغالبية سوريي الحصار، بل من الغالبية الساحقة من السوريين عموماً"، بحسب البيان.
وكان البيان هاجم الهيئة العليا للتفاوض، متهماً إياها بأن "قراراتها تتخذ من خارجها"، موضحاً أن "القيادة الجديدة للتيار ستعمل على إيجاد السبل المناسبة للدفع بالعملية السياسية التفاوضية، وقد يكون ذلك من خلال المشاركة في تحالفات جديدة قادرة على لعب دور أفضل وأفيد".
من جانبها، أفادت مصادر معارضة من جنيف، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "حسين زار جنيف مؤخراً، حيث التقى مع دبلوماسيين روس، مع طفلهم المدلل قدري جميل، في محاولة منه للالتحاق بوفد موسكو الذي يتزعمه الأخير"، مبينة أن "محاولات حسين لم تجد حماسة من الروس وجميل، إلا أنه لم يستبعد قبوله". وأوضح أن "دخول لؤي حسين ضمن وفد موسكو سيثير صراعاً بينه وبين فاتح جاموس، أحد أبرز قياديي مؤتمر موسكو والمقرب من جميل".
وقالت المصادر ذاتها، إن "حسين يعاني من العديد من المشاكل، أولها أن تياره ليس له وزن على الأرض، خاصة عقب انسحاب غالبية أعضائه منه العام الماضي، على إثر خلافات معه ومع نائبته، منى غانم، كما أن علاقاته الدبلوماسية مع أميركا وبريطانيا تدهورت بشكل كبير. كما أنه لم ينجح في تحقيق إنجاز الحد الأدنى من الشراكة مع القوى الأخرى، إذ عُرف عنه الانسحاب الدائم من كل الشراكات التي عمل عليها بدءا من هيئة التنسيق، متنقلاً إلى الأحزاب المقربة من النظام عقب اعتقاله الأخير، ومن ثم الائتلاف الوطني، وغيرهم من الشخصيات والمجموعات. في الوقت الذي انفكت من حوله الكثير من الشخصيات المعارضة".
وكان حسين قد أعلن انسحابه من هيئة التفاوض العليا عقب أيام من تشكيلها، وهاجم منسقها العام رئيس الوزراء المنشق عن النظام، رياض حجاب، وعددا من أعضاء الهيئة علناً، الأمر الذي أثار استياءهم، مطالبين إياه باعتذار علني.