لاءات أميركية لمطالب خليجية عسكرية

15 مايو 2015
قمة كامب ديفيد (تشيب صمودفيلا/getty)
+ الخط -
تشير كواليس العشاء الأميركي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد مساء أول من أمس، إلى وجود "لاءات أميركية" لمطالب خليجية جاءت بضغوط إسرائيلية، وخلقت جوّاً من الامتعاض من جانب بعض الوفود الخليجية المشاركة.

اقرأ أيضاً كامب ديفيد: قمة الضمانات الأمنية والمراجعات السياسية

ويأتي في مقدّمة المطالب التي رفضتها الولايات المتحدة تزويد دول خليجية بطائرات (F-35) المتطورة، وتوقيع معاهدات دفاع ملزمة ضد الأخطار الخارجية، وتوفير ضمانات أمنية كافية للأخطار الداخلية من قبيل الثورات أو الاضطرابات المحتملة. كما رفضت الإدارة الأميركية تزويد دول الخليج بصواريخ بالستية قادرة على ردع طهران، ومنعها من تدمير محطات تحلية المياه الواقعة على مرمى الصواريخ الإيرانية، التي قد يؤدي تدميرها إلى قتل ملايين المواطنين والمقيمين في دول الخليج عطشاً.

اقرأ أيضاً: كيري: لترتيبات دفاعية "أكثر وضوحاً" مع الخليج

وقالت مصادر دفاعية وسياسية متطابقة في واشنطن، فضلت عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إنّ كبرى الدول الخليجية وهي السعودية، أوصلت لإدارة أوباما، بوسائل غير مباشرة، تحذيرات قوية من إمكانية فتح باب سباق التسلح النووي في المنطقة، أمام هذا الرفض الأميركي للمطالب الخليجية، مؤكدة لأوساط سياسية وإعلامية أميركية مؤثرة أن كل ما تملكه إيران يستطيع العرب أن يملكوه. وأشار مصدر مطلع إلى أن الرئيس الأميركي استمع لبعض جوانب القلق الخليجي من برنامج إيران النووي أثناء حفل العشاء، وعلّق على ذلك قائلاً إنّ "الغرض من توقيع اتفاق مع إيران هو تجميد هذا البرنامج المخيف، فلماذا نعارضه؟ ثم تساءل بصوت عال "هل أنّ عدم توقيع الاتفاق مع إيران سيوقف مشروعها؟ أم سيعجل به؟ وهل هناك حل لهذا الخطر خارج نطاق الحرب؟"

وأعربت دولتان خليجيتان على الأقل عن رغبتهما في شراء طائرات F-35 عالية التكلفة، وهي أحدث طراز من الطائرات المقاتلة الأميركية تشارك في تصنيعها شركة "لوكهيد مارتين"، وستحيل الأجيال السابقة إلى التقاعد بما فيها إف 16 و18 و15.

وفي الوقت الراهن لا يعتزم البيت الأبيض الموافقة على عقد صفقات لبيع F-35 لدول الخليج مبرراً هذا الرفض بأنّ التهديدات التي تواجه المنطقة يمكن التعامل معها بالأسراب الحالية التي تملكها الإمارات على سبيل المثال.

وبالنسبة للمطالب الخليجية التي لا تتعلق بالتسلّح، تشير المعلومات إلى أن إدارة أوباما أبلغت دولاً خليجية قبل إرسال وفودها إلى واشنطن بصعوبة تقديم طلب للكونغرس لإقرار معاهدات دفاع لم يوقع مثلها حتى مع إسرائيل، وأن أوباما يتفهم الحاجة الخليجية لوثيقة مكتوبة تطمئنهم، غير أنّ إقرار مثل هذه الوثائق في الظروف الحالية يكتنفه الكثير من الصعوبة.

في المقابل، فإن واشنطن وقعت مع إسرائيل اتفاقاً لتزويدها بـ 14 طائرة مقاتلة من طراز F-35 التي رفض البيت الأبيض تزويد الخليج بها. ويشمل الاتفاق 17 مقاتلة أخرى من الجيل الخامس في المستقبل، إضافة إلى تجهيز المقاتلات الجديدة بوسائل قتالية ومنظومات طيران من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، كما ينص الاتفاق على قيام خبراء أميركيين بتقديم الدعم اللوجيستي لسلاح الجو الإسرائيلي في استيعاب الطائرات المقاتلة الجديدة، إضافة إلى التدريب والإرشاد الجوي.

طرائف القمة

وقعت طرائف أثناء القمة، أضفت جوّاً من البهجة على الصحافيين المشاركين في تغطيتها، ومن ضمنها ما ذكره بعض المترجمين الذين تستعين بهم الخارجية الأميركية في مناسبات كهذه، بأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان يضطر للتدخل لتصحيح بعض الترجمات بسبب معرفته أكثر باللهجة السعودية. واحتار بعض المترجمين، على سبيل المثال، في ترجمة مصطلح ولي ولي العهد الذي لا يوجد مثيل له في اللغة الإنكليزية، فتم ابتكار مصطلح مكافئ هو نائب ولي العهد.

كما نسب إلى أوباما أنه كان يسأل بعض ضيوفه عن حال العائلة والأولاد، وتردد أنه على هامش لقائه مع ولي العهد السعودي، لفت انتباهه أن لبن نايف ابنتين في وضع مشابه لوضع أوباما الأسري.

كما لوحظ خلال القمة مواظبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان وبعض مساعديه على الحضور بشكل مستمر، والتودّد لعدد من أعضاء الوفود أو مساعديهم. وكان برينان قد عمل رئيساً لمحطة الاستخبارات الأميركية في جدة أوائل الثمانينيات وتشرب ثقافة المنطقة وعرفها عن قرب.

المساهمون