أصدرت المناضلة الجزائرية المعروفة جميلة بوحيرد، والقيادي البارز في ثورة الجزائر لخضر بورقعة، لائحة شعبية جزائرية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفضاً للخطوة الإماراتية الأخيرة التي وصفتها اللائحة بأنها "إعلان الغادر وغير المشروع".
ووقع اللائحة إضافة إلى بوحيرد وبورقعة شخصيات تاريخية وعسكريين سابقين ونواب ودعاة وأكاديميين وصحافيين ومؤرخين، و12 حزباً سياسياً في الجزائر من توجهات مختلفة، أبرزها الحزب المركزي لإخوان الجزائر حركة مجتمع السلم كبرى الأحزاب الإسلامية، وحركة البناء الوطني وجبهة العدالة والتنمية وخمس نقابات مهنية بارزة وتنظيمات إغاثية ومنتديات اجتماعية واقتصادية وهيئات ثقافية والكاف و32 جمعية تنشط في مجال المرأة والمجتمع.
واعتبرت اللائحة أن" الخطوة التطبيعية الإماراتية مع الكيان الصهيوني الغاصب لحقوق الشعب الفلسطيني، "هي تتويج لمسار العلاقات مع قادة الحركة الصهيونية بوساطة الولايات المتحدة الأميركية، تجسيداً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة والمعروفة بصفقة القرن".
وأكدت اللائحة أن الإعلان عن الاتفاق الذي وصفته القوى الفلسطينية بكل أطيافها بأنه "خيانة للأمة وفلسطين والقدس"، يمثل "اعتداءً صارخًا على الحقوق الدينية والقومية والوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، وخروجًا عن التوافق العربي والإسلامي، وضربًا للأمن القومي العربي، وتحديًا لإرادة شعوب الأمة العربية والإسلامية وقواها الحية المتمسكة بفلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
ودعت اللائحة "الشعب الجزائري وكافة الشعوب العربية والإسلامية بكل نخبها الإعلامية والسياسية والمجتمعية والثقافية والفنية والرياضة وممثلي جماهيرها العريضة في هذه اللحظة التاريخية الفارقة إلى التعبير بكل الأساليب الحضارية عن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله، وإدانة الخطوة الإماراتية وكل من ساندها وسار في ركبها مع التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية والقومية والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، وعزل الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه أمام المحافل الدولية ومؤسساتها".
وحثت الشخصيات والقوى والتنظيمات الموقعة على اللائحة السلطات الرسمية الجزائرية التي لم تصدر حتى الآن أي موقف من الاتفاق الجديد، والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إدانة هذه الخطوة لما تمثله من خطورة بالغة على القضية الفلسطينية، والعمل على عدم السماح بتمرير خطوات من شأنها الإضرار بنضال الشعب الفلسطيني المشروع في استرجاع سيادته وأرضه ومقدسات الأمة.
إلى ذلك، وفي السياق ردود الفعل الشعبية أطلقت في مدينة العلمة (280 كيلو متراً شرقي العاصمة الجزائرية)، حملة لتحويل اسم أكبر حي تجاري في الجزائر، من دبي إلى "فلسطين"، كموقف رافض للخطوة الإماراتية المتعلقة باتفاق تطبيع مع إسرائيل.
ويعد هذا الحي التجاري الأكبر في الجزائر، وكان يسمى دبي منذ سنوات لكون أغلب السلع المتوفرة فيه كانت تورد من دبي ومن الصين عبر ميناء جبل علي، ويشهد حركية تجارية كبيرة للبيع بالجملة، حيث يستقطب صغار التجار من كل المدن الجزائرية، كما يستقطب الزبائن من كل المدن ومن دولة تونس أيضا، لاقتناء الاحتياجات من التجهيزات الإلكترونية والمنزلية.
وكتب القيادي في حركة مجتمع السلم نصر الدين حمدادوش على صفحته على فيسبوك على الخطوة، "نبارك تغيير شارع دبي بالعلمة إلى شارع فلسطين، ردًّا على الخطوة التطبيعية بين الإمارات والكيان السّرطاني الصهيوني".
وأضاف "ندعو إلى مثل هذه الخطوات الرمزية الشعبية في الجزائر وفي كل البلاد العربية والإسلامية. أما الحكومات فتجب عليها خطوات رسمية أكثر حزمًا مع الإمارات (سياسيًّا ودبلوماسيًّا واقتصاديًّا) على هذه الخطوة التي تستهدف البُعد التاريخي والحضاري لفلسطين وللأمّة بأسْرها".
من جانبه، أعلن المرشح الرئاسي السابق ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة دعمه للخطوة التي أقدم عليها التجار.
وكتب بن قرينة تغريدة جاء فيها "بلغني أن تجار العلمة أطلقوا حملة لتغيير اسم شارع دبي إلى شارع فلسطين، أبارك هذه الخطوة التي تحمل الكثير من معاني الوعي لدعم القضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع، كما أشكر رجال العلمة وكل الجزائريين".
بلغني أن تجار العلمة أطلقوا حملة لتغيير إسم "شارع دبي" إلى "شارع فلسطين". أبارك هذه الخطوة التي تحمل الكثير من معاني الوعي لدعم القضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع، كما أشكر رجال العلمة وكل الجزائريين..#التطبيع_خيانة #سوق_فلسطين #العلمة #الجزائر #فلسطين
— عبد القادر بن قرينة (@aekbengrina) August 15, 2020
وفي منطقة الشلف غربي الجزائر، بادر صاحب مركز تجاري كان يحمل اسم " أثاث دبي" بنزع اللافتة الرئيسية للمركز، في رفض للتطبيع الجديد.