لا أحد

12 ديسمبر 2015
زينة عاصي/ لبنان
+ الخط -

في طريق ترابي ضيق
تضيء الشمسُ نصفه
يتوقف العابر..
جدرانُ بيوتٍ عالية بلا نوافذ
بابٌ خشبيٌّ
ثم دهليزٌ
ففناءٌ يظلّلهُ النخيلُ
والسدرُ ورطوبة المياهْ

لا أحدَ في هذه الظهيرة
غير عصافير الدوري
وآنيةٍ فخّارية ملقاةٍ حتى الفجر
لا أحدَ في الظلِّ
أو في النوافذ
لا أحد على السطح
حيث تسطع الشمسُ وتتوهّج

بيوتُ الجيران سطوح خالية
والفضاءُ البعيد بياضٌ
ونخيلٌ نحيلٌ
ضرباتُ فرشاةٍ باهتة
في أقصى رابعة النهار.

*

حدث هذا منذ زمنٍ بعيدٍ
أو لم يحدثْ
ولا زلتُ أنتظر حدوثهُ كلما اقترب الليل
واتخذتُ طريقي إلى البار الذي تسكنه رائحةُ البحرِ
أنا الناجي الوحيد من قبيلةٍ مفقودة
ربما كانت قبيلة من القواقع
أو النوارس
أو عصافير الدوري
أو أزهار نرجس أغرقتها وُحول الشتاء..
ربما كانت قبيلة من رمالٍ
لا يتذكّرها أحد

اقرأ أيضاً: سارويان الطيب والكوميديا الإنسانية

دلالات
المساهمون