من قال إنني أريد الزواج؟ منذ الصباح الباكر وحتى لحظاتي الأخيرة قبل النوم، تسألني جدتي: متى يأتي "عريس الهنا" ليطلبك رسمياً من والدتك؟ كأنّني أعيش من أجل هذه اللحظة. تبدأ الأسطوانة اليومية التي لا أملّ من تفاصيلها المرحة، باستثناء الجزء المتعلّق بالرجل والعائلة والزواج. تقول جدّتي إن الفتاة عندما تبلغ سن الخامسة والعشرين من دون أن يأتي نصيبها بعد، يعني أنها على شفير "العنوسة". وحين تعلم أنني بلغت السادسة والعشرين من عمري، تسارع إلى تعديل العبارة وتقول إن عمر العنوسة هو 27، حفاظاً على مشاعري.
تتأثر والدتي وتدخل على الخط حتى تلعب دور "الكورال". تردّد خلفها الكلمات نفسها بطريقة تظن وحدها أنها "أذكى". أصحو على دعاء والدتي ليخلصني من حياة العزوبية، وتدعو لي جدتي أن يرسل الله لي شاباً جميلاً ووسيماً كي أتمكن من تقبيله وغمره بحب في الصباح حين أستيقظ. تغريني بكلمة "وسيم". طبعاً أحب أن يكون جميلاً، لكن "يا ستّي الجمال ليس كل شيء". تحاول تغيير أفكاري من خلال سرد تفاصيلها مع جدي. كانت تغفر له تمضية وقته في المقاهي للعب الورق وطاولة الزهر وشرب فنجان الشاي، لأنه- على حد قولها- ذو طلة بهية.
تقول: "الجمال يا ستّي مهم جداً. كان جدك عندما يرتدي معطفه البني المصنوع من الجوخ، تقف نسوة الحارة ليتفرّجن على أناقته وملامح وجهه الرجولية. نلت منهن جميعاً وتزوجته".
أسألها كيف استمررتما طويلاً؟ فتتحضّر لكشف سرها العظيم، وتعطيني نصائح عدة وكثيرة عن الزواج. يجب أن تتزين المرأة وتضع بودرة زهرية اللون على خديها وتغسل أسنانها حتى لا يستيقظ الزوج وينفر منها في الصباح الباكر، بل يستيقظ وأمامه فنجان القهوة وأغاني أم كلثوم وصباح.
جدتي ترفض زواجي من رجل لا أحبه، لأنها تزوجت ابن عمها بطريقة تقليدية. تمازحها شقيقتي: "لم تحبيه وأنجبت منه 12 طفلاً؟". وحين تجدني حزينة وغاضبة تجن وتبدأ بشحني بالدعم والمعنويات: "لا ينقصك شيء. عمل محترم وجمال وأخلاق ولديك جدة غير شكل (تتغزل بنفسها)".
تقول إن قلبها كان معلّقاً برجل آخر اسمه يوسف. كان يحبّها أكثر وغالبية الشباب أحبوها أكثر مما أحبتهم. تنصحني بأن أحب أقل حتى لا أتعذب. لا يعجبها حين أجيبها بأنه محكوم عليّ يا جدتي بأن أتعذب طوال حياتي. لا تقول أن أحبّ رجلاً لا يحب "النسوان"، لأنها تعتقد أن جميع الرجال "يتنفسون من روح حواء".
وحين تعجز عن إقناعي، تقول: "تزوجيه وأنجبي منه ولدا يهتم بك في آخرتك ثم طلقيه". وأسألها هل الحياة طفل؟ ماذا لو لم أنجب؟ تغضب وتقول: "جميع نساء العائلة ينجبن الأطفال من الليلة الأولى. طلقيه وتزوجي غيره". أسأل والدتي التدخّل لإنقاذي فتجيب ببرودة: جدتك كلامها ذهب.
اقــرأ أيضاً
تتأثر والدتي وتدخل على الخط حتى تلعب دور "الكورال". تردّد خلفها الكلمات نفسها بطريقة تظن وحدها أنها "أذكى". أصحو على دعاء والدتي ليخلصني من حياة العزوبية، وتدعو لي جدتي أن يرسل الله لي شاباً جميلاً ووسيماً كي أتمكن من تقبيله وغمره بحب في الصباح حين أستيقظ. تغريني بكلمة "وسيم". طبعاً أحب أن يكون جميلاً، لكن "يا ستّي الجمال ليس كل شيء". تحاول تغيير أفكاري من خلال سرد تفاصيلها مع جدي. كانت تغفر له تمضية وقته في المقاهي للعب الورق وطاولة الزهر وشرب فنجان الشاي، لأنه- على حد قولها- ذو طلة بهية.
تقول: "الجمال يا ستّي مهم جداً. كان جدك عندما يرتدي معطفه البني المصنوع من الجوخ، تقف نسوة الحارة ليتفرّجن على أناقته وملامح وجهه الرجولية. نلت منهن جميعاً وتزوجته".
أسألها كيف استمررتما طويلاً؟ فتتحضّر لكشف سرها العظيم، وتعطيني نصائح عدة وكثيرة عن الزواج. يجب أن تتزين المرأة وتضع بودرة زهرية اللون على خديها وتغسل أسنانها حتى لا يستيقظ الزوج وينفر منها في الصباح الباكر، بل يستيقظ وأمامه فنجان القهوة وأغاني أم كلثوم وصباح.
جدتي ترفض زواجي من رجل لا أحبه، لأنها تزوجت ابن عمها بطريقة تقليدية. تمازحها شقيقتي: "لم تحبيه وأنجبت منه 12 طفلاً؟". وحين تجدني حزينة وغاضبة تجن وتبدأ بشحني بالدعم والمعنويات: "لا ينقصك شيء. عمل محترم وجمال وأخلاق ولديك جدة غير شكل (تتغزل بنفسها)".
تقول إن قلبها كان معلّقاً برجل آخر اسمه يوسف. كان يحبّها أكثر وغالبية الشباب أحبوها أكثر مما أحبتهم. تنصحني بأن أحب أقل حتى لا أتعذب. لا يعجبها حين أجيبها بأنه محكوم عليّ يا جدتي بأن أتعذب طوال حياتي. لا تقول أن أحبّ رجلاً لا يحب "النسوان"، لأنها تعتقد أن جميع الرجال "يتنفسون من روح حواء".
وحين تعجز عن إقناعي، تقول: "تزوجيه وأنجبي منه ولدا يهتم بك في آخرتك ثم طلقيه". وأسألها هل الحياة طفل؟ ماذا لو لم أنجب؟ تغضب وتقول: "جميع نساء العائلة ينجبن الأطفال من الليلة الأولى. طلقيه وتزوجي غيره". أسأل والدتي التدخّل لإنقاذي فتجيب ببرودة: جدتك كلامها ذهب.