أحسست أنّني منبوذ محلياً وعلى كافة الأراضي اللبنانية. ليس في الأمر انتقاص من فن السيدة فيروز ولا من عطائها، بل هو منحى يختلف تماماً. يبدأ من لقب سفيرتنا إلى النجوم ولا ينتهي بالمحاذير العميقة في النقاش حول الموضوع.
حين وضعت أول حقيبة مدرسية على ظهري، كان أبي يوجّه موجات الإذاعة ليسمع صوت فيروز. ارتبطت أغانيها بأيامي المدرسيّة. وكأنّها فُرضت عليّ في لحظات لا يستهويها معظم الأطفال. حتى أنّني واجهت مشكلة في علاقاتي العاطفية الأولى بسبب سفيرتنا. أهديت حبيبتي أغنية لراغب علامة، فاعتبرتني عديم الذوق وكان الأجدر بي إهداءها أغنية لفيروز. حين أقود سيارتي صباحاً متوجّهاً إلى العمل تبثّ إذاعاتنا أغاني السيدة التي حفظتها قسراً. ستسمع أكثر من 5 مرات أغنية " ضاع شادي"، و4 مرّات "يا جبل البعيد"، وفي الحنين إلى الطفولة تصطدم بـ 3 مرّات "طيري يا طيّارة". وللوطن الحصّة الأكبر في بثّ ما يقارب 7 مرّات "بحبك يا لبنان" من أكثر من عشرين إذاعة.
لا الموسيقى ولا الكلمات أو صوت السيدة الجميل ما دفعني للكف عن سماعها. إنّها الرتابة المفروضة على أذني. رتابة تشعرك وكأنها بسملة الشيخ الصباحية، صلاة الكاهن اليومية، غسل اليدين بعد تناول الطعام، تنظيف الأسنان قبل النوم. أبتسم حين أسمع الفنان نصري شمس الدين وإيلي شويري وعصام رجي وغيرهم ممن مرّوا في تلك المدرسة الموسيقية الكبيرة.
كانت احدى الإذاعات تغيّب هموم الشعب في فترة الظهر لفقرة خاصة من أغاني السيدة. يا بخت عشاقها! فهم يحظون بفترة خاصة. أمّا أمثالي ممن يتلهّفون لسماع المطرب مروان محفوظ، فقد عجزوا طوال اليوم عن إيجاد أغنية واحدة له. لا أحب الرتابة وإن تجسدت في أبلغ الابداعات الشعرية والأدبية والغنائية. التنوع سمة غنيّة.
لا أسمع فيروز صباحاً ولن أفعل. ثمة من كرّس تلك الرتابة على يومي ولن أرضخ لقانونه الخاص. لن أقبل أن يشبه سؤال: "لما لا تسمع فيروز"؟ كسؤال الشيخ: "لما لا تصلي"؟ هذه فروض في زمن انكسرت فيه القيود، ولا فرض إلّا وفق إرادتنا وحريتنا.
حين وضعت أول حقيبة مدرسية على ظهري، كان أبي يوجّه موجات الإذاعة ليسمع صوت فيروز. ارتبطت أغانيها بأيامي المدرسيّة. وكأنّها فُرضت عليّ في لحظات لا يستهويها معظم الأطفال. حتى أنّني واجهت مشكلة في علاقاتي العاطفية الأولى بسبب سفيرتنا. أهديت حبيبتي أغنية لراغب علامة، فاعتبرتني عديم الذوق وكان الأجدر بي إهداءها أغنية لفيروز. حين أقود سيارتي صباحاً متوجّهاً إلى العمل تبثّ إذاعاتنا أغاني السيدة التي حفظتها قسراً. ستسمع أكثر من 5 مرات أغنية " ضاع شادي"، و4 مرّات "يا جبل البعيد"، وفي الحنين إلى الطفولة تصطدم بـ 3 مرّات "طيري يا طيّارة". وللوطن الحصّة الأكبر في بثّ ما يقارب 7 مرّات "بحبك يا لبنان" من أكثر من عشرين إذاعة.
لا الموسيقى ولا الكلمات أو صوت السيدة الجميل ما دفعني للكف عن سماعها. إنّها الرتابة المفروضة على أذني. رتابة تشعرك وكأنها بسملة الشيخ الصباحية، صلاة الكاهن اليومية، غسل اليدين بعد تناول الطعام، تنظيف الأسنان قبل النوم. أبتسم حين أسمع الفنان نصري شمس الدين وإيلي شويري وعصام رجي وغيرهم ممن مرّوا في تلك المدرسة الموسيقية الكبيرة.
كانت احدى الإذاعات تغيّب هموم الشعب في فترة الظهر لفقرة خاصة من أغاني السيدة. يا بخت عشاقها! فهم يحظون بفترة خاصة. أمّا أمثالي ممن يتلهّفون لسماع المطرب مروان محفوظ، فقد عجزوا طوال اليوم عن إيجاد أغنية واحدة له. لا أحب الرتابة وإن تجسدت في أبلغ الابداعات الشعرية والأدبية والغنائية. التنوع سمة غنيّة.
لا أسمع فيروز صباحاً ولن أفعل. ثمة من كرّس تلك الرتابة على يومي ولن أرضخ لقانونه الخاص. لن أقبل أن يشبه سؤال: "لما لا تسمع فيروز"؟ كسؤال الشيخ: "لما لا تصلي"؟ هذه فروض في زمن انكسرت فيه القيود، ولا فرض إلّا وفق إرادتنا وحريتنا.