اختلفت أعراس العراق عمّا كانت عليه في السابق. كثيرون اليوم تخلّوا عن عاداتهم وتقاليدهم، وباتوا يقيمون حفلات الزفاف في قاعات خاصة، أو حدائق تُزيّن لحفلات مماثلة، علماً بأنها كانت تُنظّم في البيوت سابقاً. ويرى الجيل القديم أن الأعراس في الوقت الحالي تفتقر إلى العفوية والبساطة، في ما يسعى الجيل الجديد إلى تنظيم أعراس تُجاري العصر.
لم يمضِ وقت طويل على زواج وسام ابن أم وليد (58 عاماً). تقول لـ "العربي الجديد" إنها حاولت إقناع ابنها وعروسه بتنظيم حفلة الحناء والعرس كما في السابق، لكن من دون جدوى. ترى أنّه في المراسم القديمة أصالة لم تعد موجودة في الأعراس الحديثة، مشيرة إلى أن "حفلات زفاف اليوم تقليد للغرب، ولم يعد فيها أي شيء من تقاليدنا". تذكر أنّ العروس والضيوف كانوا يتهيّأون لهذه المناسبة قبل شهر من موعد الحناء والعرس، الذي غالباً ما كان يُنظّم في البيت. أصلاً، لم تكن هناك قاعات خاصة أو حدائق لتنظيم الحفلات. أما النساء، قريبات العروس، فكنّ يجتمعن يومياً للتباحث في شراء النيشان (المهر المقدم من ذهب وملابس وغيرها من التجهيزات).
تضيف أم وليد أنّه في يوم الحناء تشتري النساء الحناء والشموع. وعادة ما تُقام حفلة العريس في بيت والده، وحفلة العروس في منزل أهلها. في بيت الأول، يرقص الأهل والمدعوّون على وقع الأغاني القديمة والتراثيّة، ثم يتوجه الجميع إلى بيت العروس بعد انتهاء الحناء لمشاركتها حفلتها. في اليوم التالي، يكون العرس أو "الزفة"، الذي يشارك فيه الجيران والأقارب والأصدقاء، وغالباً ما تُذبح شاة أو أكثر بحسب حالة أهل العريس المادية، وتُنصب الخيام على مقربة من بيت العريس لاستيعاب المدعوين للحفل. وبعد انتهاء الوليمة، يتوجّه أهل العريس وبعض المدعوين بسيارات الزفّة التي تزيّن بالشرائط الملوّنة والبالونات إلى بيت العروس، حيث يغنون بعض الأغنيات الشعبية، ثم يأخذون العروس في جولة في شوارع المدينة على وقع أصوات أبواق السيارات والأغنيات والأعيرة النارية.
من جهته، يقول حسين (24 عاماً)، وهو طالب جامعي، إن "مراسم الزفاف باتت عبارة عن استعراض وتباه. وفي ظل الانفلات الأمني، كثر استخدام الأسلحة، بالإضافة إلى عدم ارتداء ملابس محتشمة"، لافتاً إلى أن هذا "تقليد أعمى لدول أوروبا والهند وغيرها". من جهةٍ أخرى، يشير إلى أنه قلّ تنظيم الأعراس نتيجة الوضع الأمني وهجرة الشباب الى أوروبا، بالإضافة إلى عزوف البعض عن الزواج بسبب متطلبات العرس التي بات تأمينها صعباً.
بدوره، يرى المصوّر، محمد زنكنة (28 عاماً)، أنّ "أعراس اليوم باتت تقليداً للغرب والدراما التركية". ويضيف أن حفل الزفاف بات أشبه بمشهد من أي مسلسل تركي، لناحية كيفية دخول العرسان إلى الصالة، والتقاط الصور، وغيرها. "هذه التفاصيل بعيدة كلّ البعد عن عاداتنا وتقاليدنا". ويلفت إلى تدني مستوى الأغنيات خلال أعراس اليوم أيضاً.
اقــرأ أيضاً
لم يمضِ وقت طويل على زواج وسام ابن أم وليد (58 عاماً). تقول لـ "العربي الجديد" إنها حاولت إقناع ابنها وعروسه بتنظيم حفلة الحناء والعرس كما في السابق، لكن من دون جدوى. ترى أنّه في المراسم القديمة أصالة لم تعد موجودة في الأعراس الحديثة، مشيرة إلى أن "حفلات زفاف اليوم تقليد للغرب، ولم يعد فيها أي شيء من تقاليدنا". تذكر أنّ العروس والضيوف كانوا يتهيّأون لهذه المناسبة قبل شهر من موعد الحناء والعرس، الذي غالباً ما كان يُنظّم في البيت. أصلاً، لم تكن هناك قاعات خاصة أو حدائق لتنظيم الحفلات. أما النساء، قريبات العروس، فكنّ يجتمعن يومياً للتباحث في شراء النيشان (المهر المقدم من ذهب وملابس وغيرها من التجهيزات).
تضيف أم وليد أنّه في يوم الحناء تشتري النساء الحناء والشموع. وعادة ما تُقام حفلة العريس في بيت والده، وحفلة العروس في منزل أهلها. في بيت الأول، يرقص الأهل والمدعوّون على وقع الأغاني القديمة والتراثيّة، ثم يتوجه الجميع إلى بيت العروس بعد انتهاء الحناء لمشاركتها حفلتها. في اليوم التالي، يكون العرس أو "الزفة"، الذي يشارك فيه الجيران والأقارب والأصدقاء، وغالباً ما تُذبح شاة أو أكثر بحسب حالة أهل العريس المادية، وتُنصب الخيام على مقربة من بيت العريس لاستيعاب المدعوين للحفل. وبعد انتهاء الوليمة، يتوجّه أهل العريس وبعض المدعوين بسيارات الزفّة التي تزيّن بالشرائط الملوّنة والبالونات إلى بيت العروس، حيث يغنون بعض الأغنيات الشعبية، ثم يأخذون العروس في جولة في شوارع المدينة على وقع أصوات أبواق السيارات والأغنيات والأعيرة النارية.
من جهته، يقول حسين (24 عاماً)، وهو طالب جامعي، إن "مراسم الزفاف باتت عبارة عن استعراض وتباه. وفي ظل الانفلات الأمني، كثر استخدام الأسلحة، بالإضافة إلى عدم ارتداء ملابس محتشمة"، لافتاً إلى أن هذا "تقليد أعمى لدول أوروبا والهند وغيرها". من جهةٍ أخرى، يشير إلى أنه قلّ تنظيم الأعراس نتيجة الوضع الأمني وهجرة الشباب الى أوروبا، بالإضافة إلى عزوف البعض عن الزواج بسبب متطلبات العرس التي بات تأمينها صعباً.
بدوره، يرى المصوّر، محمد زنكنة (28 عاماً)، أنّ "أعراس اليوم باتت تقليداً للغرب والدراما التركية". ويضيف أن حفل الزفاف بات أشبه بمشهد من أي مسلسل تركي، لناحية كيفية دخول العرسان إلى الصالة، والتقاط الصور، وغيرها. "هذه التفاصيل بعيدة كلّ البعد عن عاداتنا وتقاليدنا". ويلفت إلى تدني مستوى الأغنيات خلال أعراس اليوم أيضاً.
يشير زنكنة إلى إمكانية المزج بين الماضي والحاضر، بهدف الحفاظ على الموروثات القديمة التي عادة ما تحرص المجتمعات على إبقائها حيّة، على أن تراعي القاعات التي تقام فيها الأعراس بعض التقاليد، بالإضافة إلى الفرق الموسيقية، والأهم استعادة الأغنيات التراثية.
ويرى عمران أحمد (34 عاماً)، ويعمل خطاطاً، أن أموراً كثيرة تغيّرت. في ما مضى، كانت العادات تستوحى من الأديان، خصوصاً الدين الإسلامي لناحية المهور وغيرها. وكان رفع قيمة المهر يعد عيباً. لكن اختلف الوضع اليوم، وصار أهل العروس يشترطون تحديد المبلغ، أو يطلبون من العريس شراء الذهب لابنتهم، لتطغى الأمور المادية على بناء الأسر، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق والخلافات الزوجية، على حدّ قوله.
أما سماح الكرخي، (37 عاماً)، التي تعمل في محل تزيين للنساء، فتبدو متمسّكة بالحناء والعرس. لكنّها ترى أن التخلّي عن التقاليد لا يقتصر على الأعراس، وإن باتت أكثر جذباً ممّا كانت عليه في السابق. تضيف لـ "العربي الجديد" أن 70 في المائة من الفتيات اللواتي يحضرن إلى محل التزيين، الذي تعمل فيه، يفضلن حفلات الزفاف الحديثة، وقد تأثّرن بالمسلسلات والموضة والسفر، وبتن لا يفضلن تقاليد الآباء والأجداد.
في هذا الإطار، يقول الباحث الاجتماعي، حسن حمدان، لـ "العربي الجديد"، إنّ الوعي الثقافي في المجتمع يختلف ما بين الريف والمدينة. على سبيل المثال، كانت المناطق الريفية تصر على الحفاظ على العادات والتقاليد، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى أمور لا تحمد عقباها، لافتاً إلى أن الأمر مختلف بالنسبة لكبار السن. يضيف أن كل جيل ينظر إلى نفسه على أنه الأفضل، علماً بأن مقياس الصواب والخطأ نسبي. من هنا، يرى الجيل القديم أن الأجيال الحالية لا تعرف طقوس الزواج الصحيحة، مما يؤدي إلى خلافات معها. من جهة أخرى، يلفت إلى عزوف غالبية الشباب عن الزواج، عدا عن تفضيل آخرين الهجرة.
وتختلف مراسم الزواج بحسب اختلاف الثقافات، في ظل وجود أكراد وجنسيات عربية أخرى، مما يؤدي إلى انصهار بين الثقافات أو ولادة ثقافات جديدة. ويلفت حمدان إلى أنّ الباحثين الاجتماعيّين يرون أن هناك اختلافاً كبيراً بين المجتمعات في ما يتعلق بالزواج، لافتاً إلى أن الأساس في أي ارتباط هو التوافق بين الشريكين، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يعدّ عاملاً أساسياً لاستمرار أي ثنائي.
اقــرأ أيضاً
ويرى عمران أحمد (34 عاماً)، ويعمل خطاطاً، أن أموراً كثيرة تغيّرت. في ما مضى، كانت العادات تستوحى من الأديان، خصوصاً الدين الإسلامي لناحية المهور وغيرها. وكان رفع قيمة المهر يعد عيباً. لكن اختلف الوضع اليوم، وصار أهل العروس يشترطون تحديد المبلغ، أو يطلبون من العريس شراء الذهب لابنتهم، لتطغى الأمور المادية على بناء الأسر، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق والخلافات الزوجية، على حدّ قوله.
أما سماح الكرخي، (37 عاماً)، التي تعمل في محل تزيين للنساء، فتبدو متمسّكة بالحناء والعرس. لكنّها ترى أن التخلّي عن التقاليد لا يقتصر على الأعراس، وإن باتت أكثر جذباً ممّا كانت عليه في السابق. تضيف لـ "العربي الجديد" أن 70 في المائة من الفتيات اللواتي يحضرن إلى محل التزيين، الذي تعمل فيه، يفضلن حفلات الزفاف الحديثة، وقد تأثّرن بالمسلسلات والموضة والسفر، وبتن لا يفضلن تقاليد الآباء والأجداد.
في هذا الإطار، يقول الباحث الاجتماعي، حسن حمدان، لـ "العربي الجديد"، إنّ الوعي الثقافي في المجتمع يختلف ما بين الريف والمدينة. على سبيل المثال، كانت المناطق الريفية تصر على الحفاظ على العادات والتقاليد، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى أمور لا تحمد عقباها، لافتاً إلى أن الأمر مختلف بالنسبة لكبار السن. يضيف أن كل جيل ينظر إلى نفسه على أنه الأفضل، علماً بأن مقياس الصواب والخطأ نسبي. من هنا، يرى الجيل القديم أن الأجيال الحالية لا تعرف طقوس الزواج الصحيحة، مما يؤدي إلى خلافات معها. من جهة أخرى، يلفت إلى عزوف غالبية الشباب عن الزواج، عدا عن تفضيل آخرين الهجرة.
وتختلف مراسم الزواج بحسب اختلاف الثقافات، في ظل وجود أكراد وجنسيات عربية أخرى، مما يؤدي إلى انصهار بين الثقافات أو ولادة ثقافات جديدة. ويلفت حمدان إلى أنّ الباحثين الاجتماعيّين يرون أن هناك اختلافاً كبيراً بين المجتمعات في ما يتعلق بالزواج، لافتاً إلى أن الأساس في أي ارتباط هو التوافق بين الشريكين، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يعدّ عاملاً أساسياً لاستمرار أي ثنائي.