لا طحين ولا لقاحات للأطفال في مضايا

22 ابريل 2016
أهالي مضايا ينتظرون المساعدات (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -
تتجدد معاناة أكثر من 40 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، في مضايا وبقين والزبداني في ريف دمشق، مع فقدان اللقاحات والطحين والعديد من المواد الغذائية التي دخلت إليها قبل أكثر من شهر، في وقت تأخر فيه دخول المساعدات الإنسانية عن موعدها المقرر. وهو ما يهدد حياة أكثر من 6 آلاف طفل لم يتناولوا لقاحاتهم، خصوصاً مع خطر انتشار الأوبئة.

تقول مصادر في مضايا لـ"العربي الجديد": "كان من المقرر بحسب مكتب الأمم المتحدة دخول دفعة مساعدات جديدة يوم الأحد الماضي. ولم يحصل ذلك بعد.. بالرغم من فقر المساعدات الغذائية التي دخلت قبل أكثر من شهر، مع عدم احتوائها على خضار وفواكه وبروتينات، فإنّها أساسية للعائلات المحاصرة التي لا تملك غيرها".

تلفت المصادر إلى أنّ "العائلات تعاني أيضاً من عدم توفر المحروقات لتطهو عليها، فتحاول حرق ما قد تجمعه من بقايا الأثاث المنزلي أو الثياب. كما لم تعرف هذه المدن الكهرباء منذ زمن طويل، ضمن سياسة النظام لحصار المناطق المعارضة. أما عدم توفر المواد الغذائية فقد تسبب بوفاة أكثر من 60 شخصاً معظمهم من الأطفال وكبار السن".

وكانت "هيئة الإغاثة الموحدة في مضايا والزبداني" بدأت أخيراً استصلاح بعض الأراضي الزراعية الصغيرة داخل المدينة، لزرعها ببعض الخضار، التي قد تساعد في تلبية احتياجات الأهالي من المواد الغذائية، وذلك بسبب صعوبة الحصول على البذور اللازمة، بسبب الحصار.

في سياق آخر، ناشدت "الهيئة الطبية" في مضايا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها بضرورة التدخل العاجل لإدخال لقاحات الأطفال "الكبد، والسل، والحصبة، والحصبة الألمانية، وشلل الأطفال، والسحايا وغيرها". وذلك لاقتراب فصل الصيف وانتشار الأوبئة، مع انتشار النفايات داخل البلدة لعدم القدرة على الوصول إلى مكبات بعيدة عن المدنيين.

تشير الهيئة إلى أنّ آخر دورة لقاح في بلدة مضايا كانت منذ سنة كاملة، وأنها قد سجلت إصابة خمسة أطفال بمرض السل. كما تحمّل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها المسؤولية الكاملة عن حياة 6 آلاف طفل بحاجة إلى لقاح مستعجل، محذرة من كارثة إنسانية.

إلى ذلك، جرى أمس الأول إخراج 540 شخصاً من كلّ من مضايا من جهة، والفوعة وكفريا المواليتين للنظام من جهة أخرى، ضمن اتفاقية الهدنة التي وقعت في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي. ومعظم من أخرجوا هم من الجرحى والمرضى.

يشار إلى أنّ عشرات آلاف الأطفال في المناطق المحاصرة يعانون من عدم توفر اللقاحات اللازمة، وسوء الرعاية الطبية، وعدم توفر حليب الأطفال، ما يجعلهم عرضة للأمراض التي تهدد حياتهم أحياناً. مع العلم أنّ نحو مليوني سوري يعانون من سياسات الحصار في مختلف المناطق.