وأشار الحريري للصحافيين الذين سألوه عن نتيجة المشاورات التي عقدها عون اليوم مع القوى السياسية الممثلة في الحكومة والبرلمان، إلى ضحكته تعبيراً عن الأجواء الإيجابية التي سادت في المشاورات.
واكتفى بري بالقول "تفاءلوا بالخير تجدوه". وقد نقلت المشاورات الثنائية التي عقدها عون، اليوم النقاط التي أثارها الحريري، بعد قراره التريّث بالاستقالة، إلى البيت الداخلي اللبناني. ومع ذلك فقد بقي باب الخلافات السياسية التي استجدت مؤخراً، مُشرّعاً، بحسب تصريحات بعض القوى التي التقت عون.
وفيما يتعلق بالنقاط التي أثارها الحريري، عادت عناوين "النأي بالنفس" و"الالتزام باتفاق الطائف" إلى التداول، ولكن تحت سقف "عدم الدخول في سجال قضية السلاح (سلاح حزب الله)، لأن الأمر غير مُجد"، بحسب النائب وليد جنبلاط. وهو ما يعني عملياً عزل البيئة السياسية اللبنانية عن جو التصعيد السعودي ضد "حزب الله"، وعدم تحويل استقالة الحريري المُعلّقة إلى مدخل لإعادة طرح سلاح الحزب على طاولة النقاش حفظاً للتسوية السياسية التي ارتضاها الحريري نهاية العام الماضي.
وأضاءت مداخلة رئيس "حزب القوات"، سمير جعجع، على الخلافات التي لا تزال قائمة بعد اهتزاز شبكة التحالفات خلال الإقامة غير الطوعية للحريري في العاصمة السعودية الرياض. وبرز موقف متناقض لجعجع، الذي كان قال سابقاً إنه "لا يمكن لأحد يحترم نفسه أن يبقى في الحكومة بوضعها الحالي"، قبل أن يعتبر بعد لقاء عون "أننا لن نخرج من الحكومة" وأنه "لا يمكن لأحد المزايدة على القوات في المواضيع السيادية".
ويأتي ذلك في ترجمة للخلاف الواسع بين "القوات" و"تيار المستقبل" إثر اتهامات غير مباشرة من فريق الحريري لـ"القوات" بالمشاركة في محاولة السعودية تنحية الحريري عن رئاسة الحكومة ورئاسة التيار، بعد الزيارة التي قام بها جعجع إلى جدة، قبل شهرين.
وتوقعت مصادر سياسية مُشاركة في الحكومة لـ"العربي الجديد" أن تنتهي جولة المشاورات إلى بيان شبيه برسالة وزير الخارجية جبران باسيل إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، التي تضمنت "احترام لبنان لسيادة وأمن الدول العربية" و"رفض التدخل في شؤونه" وتجديد الالتزام بسياسة النأي بالنفس. ليدعو بعدها الحريري مجلس الوزراء إلى الاجتماع مُجدداً، بعد تثبيت عناوين التسوية، وكأن الاستقالة المُعلّقة لم تكن.