اعتصم عشرات الأهالي والطلاب صباح اليوم الاثنين، أمام وزارة التربية والتعليم العالي في العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجاً على نتائج الامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية، مشككين بها ومعتبرين أنها "غير عادلة وغير مسؤولة".
ونزل الأهالي والتلاميذ إلى الشارع بعد صدور نتائج الدورة الاستثنائية للعام الدراسي 2018-2019 وما رافقها من لغط كبير، خصوصاً أن نتائج بعض الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية تغيرت من ناجح إلى راسب بوقت لا يتعدّى الساعة الواحدة، ما اعتبره الأهالي والطلاب أمراً يتطلب مناشدة وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، كي يجد الحلول بشأنه.
وسبق للطلاب أن تقدموا بطعن بنتائج الامتحانات الرسمية بدورتها الاستثنائية للوزارة، مطالبين بإعادة فتح المسابقات والتأكد من نتائجها. واعتبر المعتصمون أن تجاهل الوزارة للطعون وعدم الردّ عليها لمدة تجاوزت العشرين يوما يشير إلى إهمال الوزارة لقضيتهم وعدم مسؤولية.
وشدّد أحد أولياء الأمور خلال الاعتصام على أن "عملية تصحيح الامتحانات التي استغرقت يوما ونصف اليوم فقط كفيلة لتبرهن بأن التصحيح إما لم يحصل، أو أنه حصل بطريقة غير عادلة"، وتساءل في معرض حديثه لـ"العربي الجديد": "أيهما أسهل، تصحيح المسابقات فور انتهاء الامتحانات، أم إعادة النظر فيها بعد الإعلان عن النتائج؟".
وأكد مارك صليبا، الطالب في الثانوية العامة فرع الاقتصاد والاجتماع، في مدرسة الكلية الشرقية الخاصة في زحلة، أنه أحد ضحايا الخطأ "التقني" الذي وقع. وقال لـ"العربي الجديد" أنه تأمل كلمة "ناجح" بتأن على جداول النتائج، وكانت أكبر فرحة له في حياته، مضيفاً أنه سارع للاتصال بوالدته التي كانت خارج البلاد ليزفّ لها الخبر التي انهارت دموعها فرحا.
وتابع صليبا: "بعد نصف ساعة تقريبا تفاجأت أن علامة مادة الفلسفة والحضارات تراجعت إلى عشر علامات وكذلك الرياضيات، وبذلك تحوّلت نتيجتي من ناجح ومستعد للدخول إلى الجامعة، إلى راسب دون أن أفهم ما الذي حصل".
ما عاد مارك يدري أي نتيجة هي الصحيحة، ففي الجداول هو ناجح أما على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية هو راسب. وقال مارك صليبا إنه اتصل بوزارة التربية ليسأل عن النتيجة التي ستعتمد، وكان الجواب: "آخر نتيجة هي التي ستعتمد وهي الصحيحة". لذلك شارك في الاعتصام اليوم لأن "مطلبي هو إعادة النظر في امتحاناتي، هذا حقي". وفي حال عدم الحصول على هذه المطالب، قال: "لا حل سوى إعادة السنة الدراسية".
وكان بين المعتصمين من يرفض إعادة السنة الدراسية رفضاَ تاما، معتبرين أن من الظلم تضييع سنة من حياتهم بسبب خطأ لحق بهم بعد التصحيح.
الطالبة نور رحال من مدرسة رينيه معوّض الرسمية، قالت لـ"العربي الجديد" إن علاماتها في امتحانات الدورة الأولى بقيت على حالها في الدورة الثانية، دون تغيير يذكر في أي مادة. وعلى هذا الأساس، تقول بإصرار شديد "يا إفادة نجاح يا بلا". ورأت أن أمراً واحداً فقط يجعلها تعيد السنة مرة أخرى وهو استقالة وزير التربية والتعليم العالي الحالي أكرم شهيّب.
والدة أحد طلاب الشهادة المتوسّطة، وتدعى زينب، تمكث في الشارع أمام وزارة التربية منذ 25 يوماً مع طفلتها التي تبلغ من العمر أربعة أشهر، وقالت لـ"العربي الجديد" إنها ستبقى أمام الوزارة حتى الحصول على كامل حقها. وأضافت "نحن عنا دولة لنكب (كي نرمي) همومنا عليهم (المسؤولين)، مش ليكبّوا (ليس يرموا) همومهم علينا" وتابعت: "إفادة النجاح هي الحل الوحيد".
بعد رفض الوزارة التواصل معهم، أقدم الأهالي والطلاب على قطع الطريق أمام المارّة، فوقع إشكال بين الطرفين، ليتراجع الأهالي بعدها إلى أبواب الوزارة ويستمروا بالاعتصام هاتفين: "إفادة إفادة ما عاد بدنا إعادة".
يستمر الأهالي والطلاب بالاعتصام، متمسكين بأمل ولو ضئيلا بأن تغييرا ما سيحصل، بالرغم من اقتراب العام الدراسي الجديد.