الأمر عينه حصل في باب مناطق مختلفة من طرابلس، ذي الغالبية السنيّة المؤيدة للمعارضة السورية؛ فقد داهم الجيش العديد من منازل المطلوبين الرئيسيين، ولم يجد أياً منهم، كما لم يدخل أياً من مخازن السلاح. وقد أوقف الجيش أكثر من عشرين مطلوباً، لكنهم ليسوا من المطلوبين الرئيسيين. وأغلب الموقوفين تم اعتقالهم على حواحز الجيش التي تم نشرها بكثافة في طرابلس. ويُفترض أن تصل المداهمات إلى باب التبانة حيث توجد منازل أبرز المطلوبين وأكبر مخازن للسلاح، هذا الأمر دفع عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي إلى قيادة مسيرة في التبانة، رفض فيها مداهمة المنازل، مؤكداً أنه سيتواجد في التبانة خلال المداهمات للتأكّد من عدم مداهمتها. لكن مصادر طرابلسيّة قلّلت لـ"العربي الجديد" من أهميّة هذا الكلام، مشيرةً إلى أن "الجيش سيُداهم لكن أغلب المطلوبين باتوا خارج منازلهم".
ومن أبرز المنازل التي تمّت مداهمتها من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، منزل الشيخ عمر بكري فستق، الذي لم يكن موجوداً في منزله، ما دفع فرع المعلومات إلى مداهمة منازل عدة لأفراد عائلته وعائلة زوجته بحثاً عنه.
ومن المنطقي ألا يجد الجيش والقوى الأمنيّة المطلوبين الأساسيين في منازلهم، إذ تم الإعلان عن الخطّة الأمنيّة وساعة الصفر فيها قبل انطلاقها. كما تمّ تسريب أسماء المطلوبين للقضاء اللبناني، وكأن السلطة السياسيّة تطلب من هؤلاء التواري عن الأنظار. وقد أفادت مصادر من طرابلس أن رفعت عيد غادر باتجاه زغرتا شمالي لبنان، وأن والده النائب السابق علي عيد، المطلوب أيضاً، غادر إلى سورية. وقد نفت مصادر الحزب العربي الديمقراطي هذه المعلومات. كما أشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن ما يُسمى بقادة المحاور في طرابلس غادروا منازلهم أماكن تواجدهم المعروفة.